عاجل
الجمعة 29 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي
الموضوعية

الموضوعية

بقلم : د. أحمد عيسي عبدالله

الموضوعية شرط لقيام الأمم ونجاح الأفراد والمجتمعات، فلا يمكن أن ننجز أو نحقق شيئاً إذا كنا لا نرى في الدنيا سوانا، كما أن نجاح الإنسان في حياته يتطلب القدرة على التقييم الصحيح للأشخاص والمواقف والأفكار من حوله ، حتي يمكنه التفاعل والتواصل مع من حوله بإيجابية وفاعلية وبالتالي الحكم بموضوعية وحيادية .



والموضوعية صفة يحتاجها كل قائد إداري في مؤسسته وكل مربٍ في حقل تربيته وكل صانع لقرار وكل شخص في إدارته لذاته وكل رئيس أمام مرؤوسيه وكل أم وأب في توجيه أبنائهم.

والموضوعية تعني :الحكم علي الأشياء بمنطق وحياد بعيداً عن الهوي أو التفضيلات الشخصية أو التأثيرات العاطفية. 
وهي " فن الحكم بالمعايير"  فبدون معايير تضيع المعاني وتختلط الأمور بل وتضيع الحقوق. هي إذن خاصية عقلية ووجدانية تجعل الإنسان في اختياراته ورؤيته وحكمه علي الأمور يعتمد منهجاً متجرداً عن الهوي.

ولن تتحقق الموضوعية بدون صفة الإنصات الجيد للآخر، وهى الصفة المطلوبة بشدة مع الآخرين، عن طريق الاستماع الجيد والفعال لهم والانصات لحججهم وتبريراتهم، وأن نأخذ مواقفهم وانجازاتهم بمحمل الجد بتجرد واستقلالية دون مجادلة.

فالتحلي بالموضوعية يَجب أن يكون بمعايير ، لا مَجال فيها للتشنُّجات، أو ردود الأفعال، ولا مكانَ فيها للحظوظ البشرية  أوالأهواء .

ولنأخذ تطبيقاً عملياً على الموضوعية فى بيوتنا حينما نتعامل مع الأبناء خاصة فى سن المراهقة، حيث يتحقق التعامل الناجح مع الأبناء عموماً بما يلى:

التفاهم : من خلال عدم رفع الصوت، عندما تكون حجة الأبناء أقوى.
الإنصات: أي تسمع لهم بكل أحاسيسك، لأنك تحبهم توجههم تمدحهم.
الصبر: أي الاستمرارية، خاصة عندما يكون الأب مجهد والأم مرهقة.
ضبط النفس: (التحكم في الشعور والأحاسيس).
المرونة التامة في التعامل: بأن تفكر في الموضوع بوضع نفسك مكان ابنك لتفهم مقصده.
الفصل بين الحب والعقاب: إذ العقاب للتعلم لا لتعذيب.
الفصل بين السلوك والشخص.

ولاكتساب الموضوعية في عشر خطوات عليك بالآتي :
1) اهتم بالتعامل مع الحقائق وتحديدها جيداً ولا تتعامل مع الأوهام أو المعومات المرسلة.
2) فرق بين وجهة النظر الشخصية وبين المعلومة الموثقة (فرق بين الخبر والرأي).
3) حدد الأدلة المنطقية والتبريرات الوجدانية أثناء حكمك.
4) تعامل مع الآخرين علي كونهم شركاء لا تابعين.
5) ركز علي الموضوعات لا علي الأشخاص.
6) الزم نفسك بالاعتراف بأهداف ومصالح الاخرين.
7) قدم بدائل منطقية ومتوازنة وحلول موضوعية مقبولة عند تعارض المصالح.
8) تأكد دائماً أن الآخرين لديهم أيضاً ما يعتقدون صحته مثلك تماماً.
9) كن واقعياً ولاتبالغ في تحقيق أهدافك.
10) كن صادقاً مع ذاتك و الآخرين.

عزيزي القارئ لكى نتحلى بالموضوعية ونتسم بالدقة والعقلانية ، فإنه يجب علينا استغلال أدوات وآليات التفكير الناقد والتحليل المنطقي والواقعي، قبل إصدار أى قرارات أو اتخاذ أية مواقف، مبتعدين عن التحيز والتعصب والأهواء الشخصية أو النزعات الذاتية.

*استشارى ادارة الموارد البشرية


 

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز