عاجل
الثلاثاء 23 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي
الأسد باق والمعارضة الى زوال

الأسد باق والمعارضة الى زوال

بقلم : فادي عاكوم

في البدء لا بد من الاشارة الى ان العنوان قد يستفز الكثيرين، بل وقد يذهب البعض الى تفسيرات وتحليلات تتشابه وتتلاقى مع تحليلات محللي الغفلة على الفضائيات التي لا تترك مناسبة الا وتحور الامور والوقائع، الا انه (اي العنوان) يكش الواقع الذي لا بد من الاعتراف والتسليم به.



 

اصبح واضحا وجليا منذ الايام القليلة الماضية بان الرئيس السوري بشار الاسد استطاع ان بدهم وجوده على راس السلطة السورية كنتيجة حتمية للتحالف القائم مع روسيا التي اعلنت صراحة وقوفها التام والاكيد مع النظام في سوريا، خصوصا وان الدعم الروسي هذا لا يقتصر على الدعم العسكري واللوجستي بل شمل الدعم السياسي والدبلوماسي وعلى اعلى المستويات.

 

وفي الجهة المقابلة يتبارى المعارضون والفصائل العسكرية وخصوصا المتأسلمة منها على الخصومة فيما بينهم، ويتسابقون على التبعية الى الخارج والثمن دائما مناطق يسيطرون عليها وتنفيذ اجندات لا علاقة بسوريا واهلها، مما اضعف الثورة السورية بشكل عام، وحولها الاعلام الغربي الى مجرد صراع سوري داخلي مع جماعات ارهابية ينبغي القضاء عليها، ففقدت هذه الفصائل مصداقيتها العالمية والاعلامية على نحو كبير.

 

اما لماذا الاسد باق والمعارضة الى زوال فالامر واضح وينبغي الاعتراف به من قبل معارضي النظام قبل مؤيديه، فغالبيو الفصائل الحالية تنقسم بين مؤيد لتركيا ومؤيد لداعش، وتتقاسم المناطق الخارجة عن النظام بشكل مدروس، وتقوم في مناطق سيطرتها بمعاداة كل من يعاديها مع بث روح التفرقة تجاه غير العرب من كورد ومسيحيين، وتجاه كل من يتعارض فكره مع نخططاتهم الخارجية، مما جعلهم مكشوفي الراس اعلاميا، واكبر دليل ما يحاولون القيام به مؤخرا من خلال الايحاء بمجازر ترتكب من قبل الطيران الحربي السوري والروسي هنا وهناك لكن دون جدوى ودون اي ردات فعل عربية او غربية نظرا لانكشاف الاكاذيب المتتالية، يضاف الى ذلك انسحابهم من مناطق كثيرة متاخمة للجيش السوري مما اتاح له التقدم مما يؤكد اشتراكهم بلعبة سياسية يقولون عنها انها مؤامرة...

 

على الجانب الاخر استطاع النظام القائم في دمشق تقديم الادلة على ارهابية هذه الفصائل المسلحة وفرض المعادلة السياسية التي يريدها وطبعا من خلال الدبلوماسية الروسية القوية والصلبة، حتى وصل الامر الى اعتذار الولايات المتحدة الاميركية عن الغارات التي خصلت في دير الزور وسقط نتيجتها عدد من جنود الجيش السوري، وهو اعتراف اميركي مباشر بشرعية الاسد، وهي (اي الولايات المتحدة) كانت ولوقت قصير مضى تطالب برحيله دون شروط مسبقة، حتى ان قافلة الاغاثة المزعومة الاتية من تركيا تبين ان الشبهات التي دارت حولها ربما تكون صحيحة وانها كانت المحاولة الاخيرة لايصال الدعن العسكري لبعض المجموعات كمحاولة اخيرة قبل الاذعان للاتفاق المفروض من موسكو .

 

وفي النتيجة فان النظام السوري اصر على وحدة سوريا ارضا وشعبا، بينما لم تطالب الفصائل المتاسلمة الا بانشاء امارات اسلامية هنا وهناك مع ممارسة اسسلوب اقصاء الاخر، ويعاب على بعض المعارضين الحقيقيين عدم القيام بخطوة الى الامام والدخول في صفقات سياسية على قاعدة سلام الشجعان لانقاذ ما يمكن انقاذه قبل ان تتحول اجزاء من سوريا الى مقاطعات تركية سبق وتم الاتفاق عليها تنفيذا للرغبة التركية ليس فقط باحتلال اراضي سورية بل لاجل اقامة منطقة عازلة تتبع كليا لها لحنايتها من اي اخطار مستقبلية خصوصا من قبل الاحزاب الكردية المناوئة للنظام التركي.

 

هذا باختصار نتيجة تحركات الايام السابقة والتي ستضع اسس المرحلة المقبلة التي سنشهد فيها المزيد من تقدم القوات النظامية السورية، باتجاه مناطق كثيرة خصوصا في حلب ودير الزور، ويبقى السؤال عن الدور الايراني المقبل في سوريا وتابعه حزب الله، فمن الملاحظ غياب جزئي لهذا الدور مع اعلاء الشان والدور الروسي، مما يوحي بتغيرات اخرى على هذا الصهيد ترتبط بالوضع اللبناني وسلاح حزب الله لنزع هذا الفتيل المشتعل بشكل دائم، او ربما يريد الروس ابقاء هذا الفتيل مشتعلا او على الاقل مدفونا تحت الرماد للتهديد به او التلويح به عند الحاجة، وهي تفس الطريقة التي كانت تستعملها روسيا ومن قبلها الاتحاد السوفياتي خلال الحرب اللبنانية حيث كانت بعض الاحزاب اللبنانية تتحرك طبقا للاوامر الصادرة من ضباط الكي جي بي الذين كانوا يتنقلون بين غرب بيروت وشرقها لتوزيع الادوار على هذا الحزب وذاك.

 

الدرس الاول والاخير يجب ان يكون للشعب السوري خصوصا المخدوع بالشعارات الوهمية التي انساق ورائها، فحلم الشعوب بالحصول على المكتسبات لا يتاي كهبة من الخارج ولا يتم الحصول عليه الا بالارادة الداخلية غير التابع للخارج او طبقا لقواعد الالعاب السياسية البهلوانية الاقليمية...

 

وللحديث تتمة ...

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز