عاجل
الثلاثاء 14 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي
.. وفى (الهجرة) حياة !!

.. وفى (الهجرة) حياة !!

بقلم : جورج أنسي

أؤمن تمامًا أن الدولة المصرية قصرت كثيرًا فى حقوق مواطنيها بدءًا من الحقبة الساداتية وحتى الآن ، وهو ما نتج عنه سفر أعداد رهيبة من المصريين لخارج البلاد بحثًا عن سبل الرزق وحياة أفضل لهم ولابنائهم.



ولكننى فى كل مرة يغرق فيها مئات من الأبرياء نتيجة استغلال عصابات تهريب البشر لسذاجتهم وحاجتهم للخروج من بلادهم -  واقصد هنا دول شمال افريقيا ومن بينها مصر - اجد نفسى مضطرًا لإعادة طرح نفس السؤال بطريقة أخرى : اذا كان هؤلاء الضحايا مستعدون لدفع مبالغ مالية كبيرة سواء بالاستدانة او ( تحويشة العمر ) للخروج من الوطن الأم ، فلماذا لايتم دفع هذة الأموال نظير السفر لإحدى الدول التى لاتحتاج (تأشيرة دخول ) ، او السفر لدول لايتطلب الحصول على التأشيرة المسبقة لدخولها تعقيدات ادارية وورقية، لعلها تكون البداية نحو تغيير حياتهم للافضل !

هذا الكلام ليس بعيدًا عن الواقع ، فالثابت أن هناك دولًا عدة يمكن السفر اليها بصورة شرعية وبطريقة مأمونة ، ولكن طبيعتنا كمصريين تميل الى التقليد والنظر دائمًا للنماذج التى نعايشها عن قرب سواء فى الجيران او الأصدقاء وحتى الاقارب دون أن نراعى أن كل تجربة لها خصوصياتها وظروفها ... وربما هذا يفسر الإقبال على مغامرة البحر لدول بعينها .

لقد التقيت أعدادًا من المصريين والاشقاء العرب فى دول مختلفة من العالم ، وجميعهم مستعدون للاستمرار فى غربتهم رغم صعوبة الحياة ، فنار الغربة ولا جنة أوطانهم ..وهذا فى حد ذاته مغامرة مطلوبة ، لكن أن تغامر فى البحر دون أية أوراق رسمية شرعية فهذا هو الجنون !

فإذا كانت الدولة المصرية غير قادرة على توفير الحد الأدنى من متطلبات الحياة لمواطنيها ؛ فلا أقل من عدم تعقيد الامور الإدارية والأمنية - شرط الحصول على موافقة ضابط الاتصال بمجمع التحرير -  لراغبى السفر بصورة شرعية وبوسائل انتقال مضمونة مع تقديم النصيحة - كما تفعل الخارجية المصرية - فيما يتعلق بظروف وقوانين الدول التى تستقبل وافدين بدون تأشيرات .

إن الدولة هنا مطالبة بتعقب عصابات تهريب البشر قبل أن تبدأ نشاطها الإجرامي ، وفى نفس الوقت ترحم المواطنين من تعنت الإجراءات طالما سلكوا طرقًا شرعية او على الاقل ( تسيب رحمة ربنا تنزل ) لكن الا ترحم وتؤنب البسطاء وتعاقبهم على ذنوب وأخطاء مسئولين لديها فهذا هو الإجحاف !
أعلم أن من ينوون الهجرة غير الشرعية لم ولن يقرأوا هذا الاقتراح ، ولكن الدولة مطالبة بحلول عملية مرنة تهدىء من حالة الغليان بدلًا من الإتيان بأفعال أكثر استفزازًا ونقمة بل وتزيد الهوة بين الحكومة ومواطنيها.
 

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز