عاجل
الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي
الهجره الى الموت

الهجره الى الموت

بقلم : محمد رزق

لن تكون كارثة مركب رشيد المنكوبه والتى راح ضحيتها مئات الاشخاص ممن كانوا على متنها فى احدى رحلات الهجرة غير الشرعية التى تتخذ من شواطىء جنوب المتوسط وسواحل شمال افريقيا مقرا لها فى اتجاه الناحية الاخرى من المتوسط حيث شواطىء أوروبا  لن تكن الاخيره فى مسلسل الهجره غير الشرعية وضحاياها عبر البحار.



فقد هبت رياح الموت على المركب المنكوب فحصدت من الارواح ما حصدت ونجا منها من نجا ليروى لنا مشاهد الصراع من أجل البقاء وحملت الامواج بقايا من جثث تناثرت فى عرض البحر فى مشهد ماسأوى أليم يعتصر القلوب ويذهب بالعقول  ويكشف حقيقة الماساة وحجمها وأبعادها.

فمركب رشيد المنكوب واحد من عشرات المراكب والرحلات التى تنطلق من سواحل شمال افريقيا سواء فى مصر او ليبيا او تونس او الجزائر او المغرب حاملة ألاف مؤلفة من البشر القادمين من افريقيا السوداء وما وراء الصحراء الكبرى اوالفارين من حجيم الحروب والصراعات فى ليبيا وسوريا واليمن والعراق حيث الفقر المدقع فى افريقيا والرغبة الجامحة ممن يمنون النفس بحياة رغيده فى نعيم القارة الاوروبية العجوزفبيتلع البحر كثيرين منهم وينجوا أخرين وتبقى قصص مؤلمة لضحايا ابتلعهم البحر وأخرى مبهجة لمن كتب لهم عمر جديد على سواحل أوروبا.

وما بين الأمل والألم ينشط التجار وسمسارة تجارة البشر التى انتشرت على نطاق واسع فى تلك المناطق تستقطب ألاف من الشباب الباحثين عن أمل والطامعين فى جنة أوروبا ينتشر السماسرة هنا وهناك فى كل قرية ومدينة تدفعهم رغبة متوحشة فى حصد ملايين الدولارت من تجارتهم الرابحه فوفقا للاحصائيات التى نشرت عن حجم تجارة البشر بلغت أرباحها ما يزيد عن ال 5 مليارات دولار فى العام.

وهو مبلغ كبير وكفيل بتوفير وتسخير كافة الامكانيات والادوات عبر ضفتى المتوسط من أجل بقاء واستمرارهذا النهر المتدفق من ملايين الدولارات فهى تجارة تأتى فى مرتبة متساوية مع تجارة المخدرات والسلاح ولها أباطرتها المتحكمين فيها خاصة فى منطقة المتوسط فيكفى أن تعلم أن رحلة الفرد الواحد الى أوروبا تتكلفه ما يقرب من 3000 دولار حتى وأن كان ما يدفعه هو ثمن موته فى عرض البحر.

فالرغبه الملحة فى الانتقال الى الضفه الاخرى من البحر حيث اوروبا ونعيمها بعيدا عن الحياة الصعبه والبائسة جنوب المتوسط تغرى الاف من الشباب والاسر والعائلات فى الاتجاه نحو المتوسط انها المقامره والمغامرة بالعمر من أجل المال فالاسر تتناسى أمام بريق المال الأمها وأحزانها وتنظر الى الجانب المشرق من المعادلة وتدفع بأبنائها الى غياهب وظلمات البحار على قوراب متهالكه أملا فى النجاة والوصول الى جنة أوروبا الموعوده لا يهمهم من مات وغرق فى البحر طالما أن هناك نماذج أخرى قد نجت وشقت طريقها فى عالم جديد.

فى مصريوجد  ثلاثة محافظات هى البحيره وكفر الشيخ والفيوم تعد الاكثر تصديرا للهجرة غيرالشرعيه فهناك قرى بأكملها فى تلك المحافظات خرج أبنائها فى موجات متتاليه ركبت البحروذهبت غرق منها من غرق ونجا من نجا بحثا عن حياة أفضل وهنا تكون المسئولية جماعية ما بين الحكومة والمسئولين والاسرة والمجتمع تتمثل بالنسبة للحكومة فى توفير فرص عمل لطوابير الشباب المتدفقة الى سوق العمل ووضع قوانين مشدده تجرم الهجرة غير الشرعية وتضرب بيد من حديد على سماسرة الموت وتجاره ورقابة صارمة على الشواطىء المصريه وبث روح الامل والتفاؤل لدى قطاعات الشباب من خلال مشروعات تنمويه ترتقى بالوطن والمواطنين.

الى جانب ذلك هناك مسئولية مجتمعية تتمثل فى حتمية التوعية بمخاطر الهجرة غير الشرعيه وكيفية الاعتماد على النفس وبنائها باقل الموارد كما فعل الاشقاء السوريون حيث بدوا من لاشى فى مصر واصحبوا الان من اصحاب الاعمال والمهن الحرة.

اى عاقل هذا الذى يمكن له أن  يصطحب نفسة وزوجه وولده ويلقى بهم على ظهر مراكب متهالكه مكدسة بالبشر فى عرض البحر بحثا عن حياة أفضل إنها الهجرة الى الموت أو الانتحار.

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز