عاجل
الخميس 18 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي
بين يدي الهجرة

بين يدي الهجرة

بقلم : د. ثروت حسين سالم

 إن الهجرة إعداد للمستقبل كما أنها  تمثل أعلى درجات الوفاء والفداء وذروة العطاء وهى بدء عهد جديد لبناء الإنسانية و إلى الله تعالى مستمرة إذ أنها  لبنة من لبنات الإيمان الخالص ناهيك عن تجسيدها أروع أحداث التاريخ الإسلامي وأساس بناء صرح الأمة الإسلامية التي رفرفت بنورها على الشرق والغرب وهى وحدة وإيثار .....الخ 



ولكن ماذا بعد من دروس الهجرة النبوية ونحن على مشرف ومطلع عام جديد نسال الله تعالى فيه الريادة لمصرنا الغالية في شتى بقاع الأرض وان يدحض كيد أعدائها وان ينعم علينا بنعمائه اللهم آمين.

القارئ الجليل الهجرة ليست انتقالا من مكان إلى مكان كما يبدو المعنى الحسي فقط بل تعلو لتكون هجرة عن المعاصي وكل ما يغضب الله تعالى  ومنه قوله عليه السلام "والمهاجر من هجر ما نهى الله عنه "فلله در من حافظ على تراب بلدنا وسعى فيها إصلاحا مهذبا نفسه ومن حوله بقدوته المثلى التي سجلها القران الكريم لصاحب الخلق العظيم -صلى الله عليه وسلم- ومن اتبع هديه إلى يوم الدين بقوله تعالى "وانك لعلى خلق عظيم "ثم  إن الانقطاع إلى مكان ما في بقعة من بقاع الأرض ادعاء الهجرة تأليبا على امة الإسلام وعلى أبناء البلاد ما هو إلا جهل ،وفاعله ضال مضل أو صاحب علم مدلس عليه يردد ترديد الببغاء أو متبع لهواه وشهواته، أو صاحب مأرب مادي إن يريدون إلا بوارا ولكن هل من سؤال ما دور الإنسان في الأرض؟ ولاجوا ب إلا انه خليفة الله في أرضه فيصلح ولا يتبع سبيل المفسدين ومن هنا تبوء قوم الرفعة بفهمهم الواضح لمعنى الهجرة التي تكون لوجه الله تعالى معبرة عن إيمان خالص لله  -تعالى -القائل :" ألا لله الدين الخالص "يأبى صاحبها إلا وحدة الناس والذب عنهم وعن أموالهم وأعراضهم وأرواحهم فهو في سبيل ذلك جند من جنود الله تعالى حق له أن يبشر بقوله تعالى "وان جندنا لهم الغالبون "وما كان من غير ذلك فما سمعنا به في الأولين السابقين من أصحاب سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم وإذا كان من مكر وسوء فهم ،فإننا نوجه إليهم قوله تعالى " ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين "إذ ثبت الله قلب نبيه بإنزال السكينة في قلبه .فهذا الفهم القاصر المبنى على الكذب عند  هؤلاء القوم مصطنع ينكره العقل السليم وترفضه الفطر النقية فتلك ظلمات بعضها فوق بعض تحتاج لإعادة ترتيب وفتح جديد وبث ذلك إلى أبنائنا كي يفهموا معنى الهجرة جيدا  .

ومن جانب أخر نرى أن الهجرة والبحث عن أسباب العمل ينبغي أن يكون من خلال قنواته المشروعة حفاظا على البناء الإنساني  الذي هو في حرمته أعظم من حرمة البيت العتيق فتلك السعة والمراغم تعطينا ألا يفقد الإنسان الأمل وألا يدع نفسه لليأس وان يبحث عن أسباب الرزق في أرضنا الغناء برزق الله تعالى  ومن هنا وجدنا النبي صلى الله عليه وسلم يشير إلى المدينة بأرض الرحمة وهو يعلم ذلك "فالإيمان لَيَأْرِزُ إِلَى الْمَدِينَةِ كَمَا تَأْرِزُ الْحَيَّةُ إِلَى جُحْرِهَا "  وهى ارض امن و آمان فتلك قنوات مشروعة ارشد إليها النبي الهادي ولم يأمر بالتهلكة أو ما يؤدى إليها انطلاقا من قوله تعالى  ولا تقتلوا أنفسكم " وقوله عز وجل ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة سعيا للبناء الإنساني  المكرم على سائر ما خلقه تفضيلا .

وبعد فهذه ثمرة من ثمرات الهجرة النبوية المشرفة بين الأمس واليوم، نسال الله تعالى التوفيق والسداد لمصرنا الغالية والقائمين عليها انه حسبنا ومولانا نعم المولى ونعم النصير. 

 

*أستاذ العقيدة والفلسفة بجامعة الأزهر

 

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز