عاجل
الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي
أشبال الخلافة

أشبال الخلافة

بقلم : فادي عاكوم

"أشبال الخلافة"، عبارة بدأت بالانتشار منذ فترة من خلال الاصدارات المتتالية لتنظيم القتل والارهاب داعش، فظهروا يذبحون ويقتلون بدم بارد، إلى إن بدأ مسلسل عملياتهم الانتحارية ليصبح مشهدا عاديا من مشاهد الرعب اليومية في سوريا والعراق.



أشبال الخلافة ليسوا مجرد أطفال استقطبهم داعش ليقوموا ببعض ألأعمال القذرة، وليسوا أولاداً يلتقطهم من الشارع أو يختطفهم من أهلهم ليرسلهم إلى الجبهات، بل هم مجموعات عسكرية منظمة ومدربة تحمل في رؤوسها أفكأز تنظيم داعش بكل ما تحمله من إرهاب وقتل.

فالتنظيم ومنذ بدء انتشاره في العراق وسوريا دأب على تجميع ألأطفال، منهم من أغرى أهله بالمال ومنهم من تم خطفه خلال الغزوات الغير مباركة، ومنهم ابناء عناصره المتحدرين من جنسيات عدة، فتشكلت لديه مجموعات لأطفال اطلق عليهم تسمية أشبال الخلافة، فتم تلقينهم الشريعة الداعشية المستندة على الدماء واستباحة كل الدماء، وخلال الفترة ألأجيرة برزت أعمالهم في الإعدامات والتفجيرات الانتحارية.

تركيز داعش في إصداراته على أشبال الخلافة لا يعني إلا تهديده بهم، ورسالة منه مفادها إن جيلا كاملا بات بتصرف التنظيم باستطاعته تنفيذ ألأوامر وإراقة الدماء أينما أراد، علما إن البعض من الخبراء يقول إن النقص الكبير في عدد مقاتليه بسبب المعارك ألأجيرة هو الذي دفعه إلى اللجوء لاستعمال ألأطفال كبديل عن عناصره الذين ماتوا.

المعضلة ليست بتصرفات أشبال الخلافة في الوقت الحالي، بل بتصرفاتهم في فترة ما بعد داعش، فالتنظيم لم يقم فقط بتجنيد ألأطفال، بل قام بغسل أدمعتهم بشكل كامل وحشاها بأفكاره فحولهم إلى ألات للقتل وباتوا قنابل موقوتة قد تنفجر بأي وقت.

منطقتنا العربية وللأسف ليست مجهزة للتعامل مع هكذا حالات وخصوصا خلال أوفات الحروب، فالتعامل مع هذه المعضلة يحتاج إلى جهود مضنية، وعمل مشترك لأخصائيين نفسيين ورجال دين لإعادة ألأطفال (الإرهابيين) إلى الحياة ألآدمية من جديد، وإعادة تحويلهم إلى أشخاص عاديين يفكرون ويفهمون ويتصرفون بناء على ألأفكار العادية، وبسبب عدم توفر الإمكانيات فأشبال الخلافة وجدوا ليضمن التنظيم استمرارية وجوده، وهو الهدف الأساسي من إنشائهم.

فداعش ليس مجرد تنظيم إرهابي عادي كباقي التنظيمات ألإرهابية، بل هو أشبه بشركة كبرى أرصدتها موزعة في كل العالم على شكل أشخاص يدينون لها بالولاء الكامل، وبالتالي فمن الصعب إعلان إفلاس الشركة حيث ستسمر بفضل الشركات الصغيرة التابعة لها والتي تستطيع ضخ ألأموال لها في أي وقت ومكان.

المحير في الموضوع هو إن داعش وخلال هذه الفترة القصيرة على وجوده استطاع غسل عقول وبرمجة الأشخاص على هواه، من خلال تركيزه على الإديولوجيا ألإرهابية، وركز على ألأفكار وطرق غرسها في عقل الكبير قبل الصغير، بينما تقبع ألأحزاب العربية بمختلف توجهاتها الإيديولوجية في جحورها وان ظهرت في مهرجان ما أو مؤتمر فلا ترى إلا بعض الديناصورات وضيوف لا علاقة لهم بالموضوع المطروح ولا بالسياسة من الأساس بالترافق مع موجة كبيرة من التطبيل والزمير من قبل صحافيين لا هم لهم إلا تغطية حدث لملئ دقائق على الشاشة أو ملئ سطور في صحيفة أو موقع إلكتروني.

إحذروا من أشبال الخلافة فالآتي أعظم ...

وللحديث تتمة...

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز