عاجل
السبت 20 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي
نصر أكتوبر .. انتصار على النفس

نصر أكتوبر .. انتصار على النفس

بقلم : د. أحمد عيسي عبدالله

حرب أكتوبر المجيدة لم تكن حرباً بقدر ما كنت معجزة.. ولم تكن انتصاراً بقدر ما كانت اكتشافاً لأنفسنا ولقدراتنا.. فمن خلالها اكتشفنا - أو بتعبير أكثر دقة - أعدنا اكتشاف قدراتنا على تحقيق المعجزات عندما نريد!..
كانت المهمة صعبة.. تكاد تكون مستحيلة..وكان العالم متأكداً من أن مصر لن تحارب.. وكان هناك شبه إجماع على أن نظام الرئيس الراحل أنور السادات على وشك الانهيار.. وكان مهماً وضرورياً أيضاً استعادة الروح القتالية العالية للجندى المصرى..



 لم تكن المهمة سهلة لكنها تحققت بعزيمة الرجال وإيمانهم..فإن الذين عاصروا هذه الحرب وما قبلها وعاشوا أيام النكسة يعرفون أننا لم ننتصر فى هذه الحرب على جيش الدفاع الإسرائيلى فقط.. وإنما انتصرنا على أنفسنا أيضاً.. ولم نعبر فى هذه الحرب أصعب مانع عسكرى عرفه التاريخ فقط.. وإنما عبرنا أيضاً المحنة والعجز والتخلف والهزيمة!.. 

يجمع الخبراء العسكريون على أن معادلة النصر التى تحققت فى أكتوبر 1973 لم تكن لتتحقق إلا بتوافر عدد من العوامل أهمها :

حسن الاستعانة بالله سبحانه وتعالى والأخذ بالأسباب ، فمشيئة الله كانت أن ينتصر أصحاب صيحات التكبير من جنوده..الصادقين الصابرين..أصحاب الإرادة القوية..والعزيمة الصادقة .. خير أجناد الأرض..

"يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِنْ تَنْصُرُوا اللَّهَ يَنْصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ" [محمد:7]

التخطيط الجيد الذى شمل إعداد خطة محكمة للخداع ومفاجأة العدو..
والتدريب الذى استطاع أن يصل بأداء الجندى المصرى إلى حد الإعجاز..
ثم التنسيق الكامل ليس فقط بين أسلحة الجيش المختلفة وإنما أيضاً على مستوى الجبهة الداخلية..
أيضاً الانضباط الكامل كان واحداً من أهم العوامل التى ارتفعت بمستوى أداء الجيش المصرى فكان بشهادة الأعداء قبل الأصدقاء.. أداءاً مذهلاً..

الثقة بالله ثم بالنفس من المقومات الرئيسة لاستثمار الإنسان أفضل ما لديه من طاقات وإمكانات، فأنت عندك طاقة كامنة وإرادة وعزيمة تحتاج إلى من يحركها،

واسمع إلى قوله تعالى ( وفي أنفسكم أفلا تبصرون )،

ولكن تحتاج إلى بذل المزيد من الجهد والأخذ بالأسباب ثم التوكل على الله، والنجاح لا يأتي هكذا لابد له من دفع الثمن، وبلا شك صاحب الإرادة والعزيمة القوية يصل إلى القمة ويرتقي سلم المجد، وعلى العكس الذي ليس له إرادة ولا عزيمة فلا يمكن بحال من الأحوال أن يتقدم ولو خطوة إلى الأمام، فهو مصاب بالإحباط والكسل والفتور والتسويف، لصوص الطاقة مهيمنة عليه:

وما نيل المطالب بالتمني **** ولكن تؤخذ الدنيا غلابا
وما استعصى على قوم منال **** إذا الإقدام كان لهم ركابا

ونحن نريد أن نتقدم بتقوية العزيمة والإرادة .. بالحركة .. وليس بالجمود والأمانى..

ولكي تقوي عزيمتك فلابد أن تكون لديك الرغبة المشتعلة للنجاح، فأنت الذي تملك مفاتيح هذه الآلية ولكن يحتاج منك القرار إلى خطوات تساعدك إلى الوصول إلى هذا الهدف:

1- إذا أردت أن تقوي عزيمتك وإرادتك فعليك أولاً بالطاقة الروحانية، وأقصد بها الطاقة الإيمانية، أن تتوكل على الله أولاً ثم تنهض.
2- حاول أن تغذي طاقتك العاطفية، وأقصد بها علاقتك مع أسرتك مع أصدقائك وجيرانك، فإن أصابها خمول فسينتقل إليك هذا المرض بلا شك ولاتستطيع أن تتقدم إلى الأمام خطوة، حاول أن تحب لغيرك ما تحب لنفسك وحرر طاقتك وهذا سيخلق لديك طاقة قوية في أعماقك ويجعل منك إنساناً ذا إرادة، إنساناً معطاءاً كريماً سخياً على من تحب.

3- حاول أن تقرر في نفسك أنت بأنك ستقوي من عزيمتك وإرادتك، فإذا قررت دون تردد فستصل بإذن الله تعالى إلى ماتصبو إليه.

4- أيقظ ضميرك فهو جهازك الذي يحركك إلى النجاح فهو الذي يأمرك وينهاك وهو الذي يقدمك أو يؤخرك، وهو صوتك الذي ينبعث من أعماق نفسك فحاول أن تصوبه في الطريق الصحيح كي يعطيك القوة والعزيمة والإرادة.

5- عليك بصحبة الأخيار الناجحين ذوي العزيمة والإرادة القوية تأخذ منهم وتتأسى بهم، وابتعد عن الأشرار ذوي النفوس المهزومة والإرادة الضعيفة.

6- لا تبن حياتك على التسويف ولكن تعلم دائماً بأن تقوم بالعمل في وقته فهذا يعطيك طاقة وقوة تساعدك في التغلب على هذا الإحباط.

7- حاول أن تثق بنفسك؛ لأن رحلة ألف ميل تبدأ بخطوة واحدة.

8- ذكر نفسك بالأنشطة والأعمال التي حققت فيها نجاحاً عالياً كلما شعرت بالإحباط والتردد.

9- حاول أن تواجه ضعف الإرادة بشجاعة وحزم ولا تدع الظروف تهزمك وتذكر دائماً أن الحياة مملوءة بالعوائق.

10- احذر دائماً لصوص الطاقة الذين يضعفون إرادتك وعزيمتك ومن بين اللصوص: القلق والإحباط وتشتت الذهن والتعب.

على الرغم من مرور ثلاثة وأربعون عاما على حرب أكتوبر إلا أننا لا نزال نشعر بمذاق وحلاوة الانتصار.. أما الذى ضاع منا على امتداد هذه السنوات الطويلة فهو المعنى.. معنى انتصارنا على أنفسنا.. وهذا ما نحتاج أن نبحث عنه ونستعيده..

 كل عام ومصر وجيشها وشعبها بكل خير.

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز