عاجل
الأربعاء 24 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي
الإبراشي ومعاش ال 23 جنيه !

الإبراشي ومعاش ال 23 جنيه !

بقلم : محمد يوسف العزيزى
طل علينا الإعلامي وائل الإبراشي كعادته ليلة الأحد في العاشرة مساءاً ، وبعد جولته المعتادة بين الأخبار التي تشيع معظمها روح اليأس والإحباط بين الناس طلب من مشاهديه متابعة فيديو لمواطن مصري وقال شوفوا البلد فيها إيه وشوفوا أحوال الناس وصلت لإيه !
 
الفيديو كان لمواطن جالس في الشارع - تقريبا في نهر الطريق - عاريا من ملابس الجزء العلوي تماما يصرخ ويبكي بصوت عال مخاطبا كل الأجهزة المعنية في البلد .. يا ناس أرحموني أنا معاشي 23 جنيه .. أعمل بيهم إيه ؟ يا سيادة الريس يرضيك كده .. فين وزيرة التأمينات .. انا كنت إصابة عمل وبعد ما خرجت صرفوا معاش 23 جنيه .. يا عالم يا هووووه .. فيه معاش في الدنيا كده .. أعمل بيه إيه !
 
الغريب أن صوت الفيديو نقي وواضح رغم جلبة السيارات وأصوات كلاكساتها العالية .. بما يعني أن ميكروفونا تم تركيبة في ملابس المواطن لتصل الرسالة واضحة ، وأن من كان يصوره واعيا بما يصور بتركيز كبير !
 
بعد انتهاء عرض الفيديو .. طل علينا الإبراشي ليقول : معنا علي الهاتف صاحب الفيديو .. أهلا بك أستاذ سمير .. قول لنا ما هي الحكاية ؟ فيكرر سمير ما قاله في الفيديو مع استغاثة للرئيس السيسي ، ووائل الإبراشي لا يفكر في طرح أي سؤال علي سمير  يستبين به الأمر لكنه ظل يردد كيف يكون معاش مواطن 23 جنيه .. هذه الجنيهات لا تكفي  وجبتين إفطار فول وطعمية .. ويستطرد الإبراشي في حديث التسخين بلا منطق .. شايفين يا جماعة البلد ماشية إزاي ، والمواطن مطحون فيها إزاي بمعاش 23 جنيه في الشهر ,إلي أن قال سمير صاحب الفيديو أنا بعتذر للمشاهدين علي انفعالي في الفيديو وعن الألفاظ التي خرجت مني ، فيرد وائل لا تعتذر .. نحن الذين نعتذر لك والحكومة تعتذر لك ! و .. و .. ، ولا عزاء للمهنية ، ولا عزاء للحيادية .. !
 
المهنية توجب عليه وعلي أمثاله من الإعلاميين الذين يجلسون بالساعات يخاطبون الرأي العام ويؤثرون فيه بمناقشة قضايا مهمة أن يتأكدوا أولا من حقيقة القضية محل النقاش ، ومن صحة المعلومات الواردة فيها ثم يبدأ التفسير والتوضيح وبيان الأمر .. كان يتوجب علي الإبراشي أن يسأل صاحب الفيديو .. أين كان يعمل وفي أي وظيفة .. وكم كان يتقاضي راتبا أثناء عمله .. وما هي إصابة العمل التي ذكرها .. هل بسبب العمل أو بسبب شيء آخر ؟ متي خرج من الخدمة وأصبح صاحب معاش ؟ وأسئلة أخري كثيرة كانت علي لسان المشاهد الذي يتابع هذا المشهد التمثيلي الفج ..  لكنه لم يفعل ولم يسأل !
 
ولو فرضنا أن سمير صادقا فيما يقوله ، أو أن ما يقوله كذبا وافتراءاً .. أليس من المهنية أن يطلب مداخلة من وزيرة التأمينات والمعاشات أو من المسئول عن المعاشات في دائرة عمل سمير ليسأله عدة أسئلة ضرورية في هذا الشأن منها مثلا .. هل هناك في مصر معاش قيمته 23 جنيه ؟ كيف يرد علي ما يقوله سمير صاحب الفيديو ؟ هل ال23 جنيه قيمة تعويض مقابل إصابة العمل بالإضافة للمعاش ؟ هل كل ما يحصل عليه سمير هو المعاش الحقيقي ، وأي نوع من المعاشات هو ؟ .. كان من الطبيعي أن يبحث الإبراشي عن حل لمشكلة سمير صاحب المعاش المتدني بأن يوصله بمسئول عن المعاشات لنعرف حقيقة هذا الكلام وهذا الفيديو .. لكن الإبراشي لم يفعل وطرح القضية وانتهي الأمر عنده وأتم رسالته ..
 
الحقيقة أن الرسالة لم تنته .. فعندما يخالف إعلامي قواعد المهنية فالرسالة التي تصدر عنه تتجه حيث يريد لها أن تذهب .. والله أعلم بالنوايا ، والله من وراء القصد .
 



تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز