عاجل
الخميس 28 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي
العائد من الموت

العائد من الموت

بقلم : د. أحمد عيسي عبدالله

خرج الطبيب من غرفة العناية المركزة بمستشفى دار الفؤاد حزيناً قائلاً للزوجة .. البقاء لله.. انهارت الزوجة وصرخت باكية أمام أطفالها الصغار الذين انتابتهم حالة من البكاء والعويل الشديد على أبيهم ..الذى لم يكن يعانى من أى مرض ولكنه شعر فجأة ببعض الألم وهو بجوار إحدى المستشفيات أثناء سيره فى الطريق مع زوجته ..



وما إن دخل المستشفى ونام على سرير الطوارئ حتى تغير لون جلده وأُغمى عليه ولم تفلح معه الإسعافات بتلك المستشفى حتى قرر الأطباء سرعة توجهه إلى مستشفى دار الفؤاد والتى أعلنت خبر وفاته بعد ثلاث صدمات كهربية لم تفلح فى إنقاذ قلبه ..

ولكن حدث مالم يتوقعه أحد ولا يصدقه عقل .. فأمام بكاء الأطفال الشديد بعد إعلان خبر وفاة أبيهم ، قال أحد الأطباء لزميله لماذا لا نحاول مرة أخرى؟! فقال له زميله.. هل جننت؟ إنه ميت .. فقال له الطبيب : طالما أنه ميت فلماذا لا نحاول .. فقط نحاول..

وبالفعل اخترقوا القانون الذى يقول بثلاث صدمات فقط وبعدها يتم إعلان الوفاة .. وصدموه الرابعة التى لم تفلح فى إنقاذه أيضاً .. فقال الطبيب لزميله هيا نخرج .. لقد انتهى الأمر .. قال زميله: مرة واحدة أخرى ونخرج.. أعدك بذلك .. وكانت المفاجأة الكبرى.. فقد تحرك الجسد المريض بعد الصدمة الخامسة وسط ذهول ودهشة الأطباء.. نعم لقد انتفض الرجل وقام !! دخلت عليه زوجته وهى تبكى بحرقة، فلما رأته يتحرك انقلب بكاؤها فرحاً عارماً أقرب إلى الجنون.. لقد عاد من الموت .. لقد استجاب الله كل دعوات الزوجة وأطفالها ..

نعم .. عاد الأب من الموت .. ولولا أن الأستاذ مجدى المدير بأحد البنوك العائد من الموت هو الذى حكى لى بنفسه  قصته ما صدقت أبداً هذه الحكاية ..

قلت له: ماذا تشعر الآن بعد عودتك من الموت؟ وماذا تغير فى حياتك أم أنك لم تتغير؟

 قال لى : لقد كنت أعمل حتى الساعة الخامسة أو السادسة ثم أخرج مع أصدقائى لتناول الطعام خارج البيت ثم أجلس معهم وهم يدخنون الشيشة وأنا لا أدخن ولكن تمتلئ رئتاى بالدخان وأنا جالس لا أتحرك وألعب الشطرنج حتى منتصف الليل أو ربما للساعة الواحدة صباحاً وأنام قليلاً ثم أستيقظ مبكراً للذهاب إلى البنك وهكذا .. لا أمارس الرياضة ولا أتناول طعاماً صحياً وأرهق ذهنى بلعب الشطرنج وأرهق جسدى بشكل كامل ولا أعطيه حقه فى الراحة فحدث لى ما حكيته لك..

أما الآن فقد تغيرت سلوكياتى.. أجلس مع زوجتى وأولادى بعد العمل .. وأتناول طعامى فى البيت وابتعدت عن الأطعمة الجاهزة .. وأحمد الله أنه كتب لى عمراً جديداً بعد يومين من الوفاة فى مستشفى دار الفؤاد ..وإن كانت كفاءة القلب حوالى 47% فقط ولكن الحمد لله..

والسؤال لك عزيزى القارئ ..هل تحتاج إلى حادث كبير يجبرك على التغيير؟ أم أنك أدركت أنه قد حان الوقت للتغيير؟

إن كانت الإجابة نعم.. فلنبدأ من الآن ..فالحياة قصيرة، ويجب أن نعيشها بأفضل طريقة ممكنة.. فحاول أن تستغل حياتك الاستغلال الأمثل، وأن تعيشها بأفضل طريقة ممكنة.. وإذا وجدت أنها تحتاج إلى تغيير، فعليك أن تتخذ خطوات جدية لتحقيق ذلك، حتى وإن كانت مجرد خطوات صغيرة، ولكن على الطريق الصحيح.

*استشارى ادارة الموارد البشرية

                                                              

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز