عاجل
الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي
فرسان الإرادة

فرسان الإرادة

بقلم : د. ثروت حسين سالم

لله في خلقه شؤون لا يعلم حكمها إلا هو فقد كرم الإنسان وفضله على سائر خلقه وجعل حرمته حيا وميتا سواء بسواء، وإن تعجب من بديع صنعه-تعالى- الذي أحسن كل شيء خلقه- فعجب خلود البعض إلى الأرض استكانة واستسلاما ويأسا مع علمه بأن لكل جارحة عملا وعليها مسئولية بين يدي الله تعالى حيث يقول الله تعالى  "ولا تقف ما ليس لك به علم إن السمع والبصر والفؤاد كل أولئك كان عنه مسئولا" فمنهم من اتبع هواه وعطل حواسه سمعا وبصرا مما أراده الله، أو استعملها فيما يغضب الله فإنها يومئذ حسرة عليهم تقول لهم "أنطقنا الله الذي أنطق كل شيء"، وما انفك بعض الناس من أقوال يعف عنها اللسان ازدراء لبعض خلقه تعالى ممن ابتلاهم بفقد سمع أو بصر ...الخ ولكن هيهات هيهات فمع وقفة عقلية من مشرب شرعي ينير الطريق لمن اتبع هواه يرى أن الحكيم الخبير العالم بدقائق الأشياء جلها ودقها المتعالي عن العبث يضع الأمور في نصابها ، وليس المعنى السطحي الذي يخالط بعض الأذهان فنقول لهم: كم من أعمى بصير تعدون، و كم من قلب قاس تشاهدون وما ضر هؤلاء الأحباب ما نزل بهم بل زادهم رفعة وفخرا وإرادة لا تعرف الهزيمة والاستكانة، وأيقنوا أن مع العسر يسرا، فتراهم بثقة في خالقهم يحصدون الجوائز، ويرفعون ألوية بلدنا الغالي فخرا وعزا وإعلانا للأصحاء بأننا قادرون على تخطى الصعاب، وإن شئت قلِّب صفحات التاريخ، أو استقرئ الحياة من حولك تجد العجاب فهذا ابن أم مكتوم -رضي الله عنه- يجلس إليه الحبيب صلى الله عليه وسلم- لما جاءه يسعى وهو يخشى ليعلمه من نور الله بل يرفع لواء دينه بساعـديه، ويجهر بالآذان وهو الأواب، وصاحب البصيرة يسعى ويحفد بكل ما أوتى من عزيمة ليعلن عن وجوده في المجتمع وكذا ابن الجموح رضي الله عنه يريد أن يطأ بعرجته أرض الجنة وما يثنيه رجاء أولاده له وهو المرفوع عنه الحرج .



إلى غير ذلك من الأعلام الكرام في شتى المجالات، حقا إنهم رجال أعلنوا بسواعدهم وسجل تفوقهم إنهم فصيل أصيل من فصائل المجتمع لهم مالنا وعليهم ما علينا لا يمكن جعلهم في نهاية الصف، أو تجاهلهم أو القضاء على آمالهم وكبت مشاعرهم بكونهم عبئا على المجتمع كما رأينا في مدن جسدها أصحابها فى فلسفاتهم على أنها فاضلة، وهى قمة الجهل- ألا ساء ما يحكمون- فهي رسالة إلى الغير أن اقبلوا على الدنيا دون يأس أو تشاؤم، وانظروا حولكم من أمم هي أمثالكم مفعمة بالأمل والرجاء والسعي متوكلة على ربها آخذة بأسبابه، وقد رأينا وسمعنا واستمتعنا بأحبابنا الكرام الذين رفعوا راية بلدنا الغالي في شتى بقاع الأرض ومن نصر إلى نصر ينادون بأعماقهم بلادي بلادي لك حبي وفؤادي فحق لهم أن نوجه إليهم رسالة تحية وتقدير واحترام ونشكر القائمين على رعايتهم شكر المعترف بنعماء الله، وكذا نزكى نظرتهم الواسعة وتقديرهم الغالي لهؤلاء الأحباب طيب الله أوقاتهم وبارك في أعمارهم وفى أولادهم وحفظ الله مصرنا الغالية.

 

*أستاذ العقيدة والفلسفة بجامعة الأزهر

 
 

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز