عاجل
الأربعاء 8 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي
تعظيم سلام

تعظيم سلام

بقلم : غادة نوارة

التحية الواجبة ليست لسائق التوكتوك الذي كتبت عنه الصحف الأمريكية، وليست للأسطورة الذي بات بين يوم وليلة يلعب بالملايين نظير أدوار البلطجي التي يقوم ببطولتها، وليست بالطبع لطالب جامعة الإسكندرية الذي توفى في أمريكا نتيجة مرضه وتاجر به أهله وتم نشر خبر وفاته على أنه ضحية الداخلية وصلى عليه زملاؤه في الجامعة ولا أعرف هل كانوا يعلمون أنه كان يؤيد داعش ويهاجم الجيش المصري أم لا؟؟
التحية يستحقها كل رجل في مؤسستنا العسكرية العظيمة خير أجناد الأرض من أصغر جندي لأكبر قائد، وتعظيم سلام لهؤلاء الجنود البواسل الذين استشهدوا ويستشهدون كل يوم ويقدمون تضحيات كثيرة وقصص بطولية لا تعد ولا تحصى، ويقف زملاؤهم على الحدود في عز الحر والبرد ومن داخل المخاطر يحمون الوطن ويتلقون نيابة عنا رصاصات الغدر والإرهاب، التحية الواجبة لأمهات الشهداء وآبائهم الذين فاضت أرواح أبنائهم وسالت دمائهم الطاهرة على تراب سيناء الغالية وعادوا إليهم جثثاً هامدة في نعوش خشبية، التحية لأم إسلام الشهيد التي قالت " لو عندي ألف ولد مش هستخسرهم في مصر"
والتحية للمدنيين الذين يبنون في سيناء ويعمروها وينموها بالرغم من الأخطار المحدقة بهم .. والتحية الواجبة أيضاً لكل عامل ومهندس ترك أهله وبيته ويبذل الجهد والعرق في المشروعات القومية الكبرى والتي يشكك في جدواها الكثيرون، والذين ذهبوا بعيداً ليبنوا ويعمروا ويستصلحوا ويزرعوا الصحراء.
التحية لهؤلاء الذين يزرعون بذور الأمل دائماً وأبداً دون كلل أو ملل في بيئة باتت لا يصفق أغلبها إلا لليأس والإحباط ، فستطرح بذور الأمل التي يزرعونها هذه يوماً ثمار الخير والرخاء، والتحية لهؤلاء الذين يفضلون المصلحة العامة ومصلحة الوطن على مصالحهم الشخصية الضيقة ولا يقولون أنا ومن بعدي الطوفان.
وتحية لهؤلاء الذين فضلوا أن يبقوا في وطنهم للمشاركة في إصلاحه وبنائه وتنميته، ويتحملون الظروف الصعبة التي يمر بها الوطن ولم يسبوه أو يسخروا منه أو يُقطعوا في أوصاله، الذين لا يعتبرون الوطن فندقاً إذا لم يعجبهم غادروه وبحثوا عن غيره، وتحية لهؤلاء الذين عندما اضطرتهم ظروفهم للسفر لم يقولوا لنا " يع " على بلدنا قبل مغادرتهم، وبقوا في بلاد المهجر خير سفراء لهذا البلد العظيم الذي أنجبهم وجعل الدول المتقدمة تحترمهم وترحب بهم، وتحية لهؤلاء الذين درسوا وتعلموا في الخارج وعادوا ليفيدوا بلدهم ويساهموا في تقدمه، والتحية للعلماء المصريين الذين تركوا مناصبهم الهامة التي يتقلدونها ومرتباتهم التي يتقاضونها وأعمالهم العظيمة التي يعملوها في الخارج وجاءوا مصر ليشاركوا في تنميتها وتقدمها ورفعتها، وقالوا " نفتخر بجنسياتنا المصرية وسنموت في اللحظة التي نتنازل فيها عن جنسياتنا، وتحية لهؤلاء الذين لم يعودوا ولكنهم مازالوا يعتزون بهوياتهم المصرية ويذكرون بلدهم بكل خير ويرسلون مدخراتهم لتوضع في بنوكها، والتحية لهؤلاء الذين يدعمون بلدهم ويفضلون السياحة فيها لدعم القطاع السياحي الذي يئن المستثمرون والعاملون فيه منذ عدة سنوات.
التحية لهؤلاء الذين لم يلقوا بأنفسهم إلى التهلكة ولم يركبوا مراكب الموت وفضلوا استثمار ما لديهم من فتات حتى لو كانوا سيقفون بعربات صغيرة يبيعون مشروبات أو ساندوتشات في مجتمع أصبح الكثير منه عنصري ومتعجرف والناس فيه يُقيمون ويقدرون بعضهم البعض بما يملكون.
التحية لكل المصريين الذين يساهمون في صندوق تحيا مصر لدعم بلدهم ولهؤلاء الذين لا يملكون من حطام الدنيا إلا معاشهم ويرسلون يومياً رسائل بجنيهات قليلة لهذا الصندوق، والتحية لهؤلاء الإعلاميين الذين يتركون مكاتبهم ويذهبون بعدساتهم إلى مواقع العمل والبناء لينقلوا الواقع الذي يتغير ويبثون الأمل ويحفزون المصريين على العمل والكفاح ويحاولون كشف السلبيات وحلها وليس المتاجرة بها.
وتحية لمن يؤمن أنه لم يخلقه الله في هذا الكون عبثاً وأن له دور في هذا العالم وعليه أن يؤديه على أكمل وجه ويساهم في تغيير بلده للأفضل حتى لو كانت هذه المساهمة بمجرد كلمة، والتحية لهؤلاء الشباب الذين بدلاً من الجلوس على المقاهي وشرب الشيشة التي باتت آفة المجتمع الآن فضلوا استغلال جهدهم وقضاء وقت فراغهم في عمل تطوعي مفيد وساهموا في محو أمية الكثيرين من حولهم وتوعيتهم وتنمية مجتمعهم، وتحية لكل رياضي حلم برفع علم بلده أمام العالم كله وعمل كل جهده لتحقيق هذا الحلم واستطاع بالفعل المشاركة في رفع اسم بلده وعلمها عالياً خفاقاً.
وتحية لرجال الأعمال الوطنيين الشرفاء الذين لا يتاجرون بأقوات المصريين ولا يخزنون السلع والبضائع ولا يُعطشون الأسواق ولا يضاربون في العملة حتى لو كانوا سيحققون مكاسب كبيرة .. والذين تحملوا سنوات صعبة ولم يسرحوا عمالهم وموظفيهم واستمروا لدعم اقتصاد بلدهم بالمشاريع التي تنمي هذا الاقتصاد.
وتحية لكل مواطن يعمل في صمت بإتقان، وكل مسئول شريف ووطني يؤدي عمله بضمير وعلى أكمل وجه ولا يشارك في الفساد ويحاول كشفه حتى لو كان سيصيبه الضرر ويواجه التحديات ويحل مشاكل البلد ولا يخاف في الحق لومة لائم.
والتحية للرئيس عبد الفتاح السيسي الرجل الذي يواجه تحديات في الداخل والخارج ويحارب على كافة الأصعدة، واختار أن يواجه المشاكل ويحلها حتى لو اضطره ذلك الدخول في أعشاش الدبابير .. الفدائي الذي حمل روحه على كفه لينقذ وطنه عندما تكالبت عليه الدول وقبل أن يحمل الأمانة وهو يعلم علم اليقين أنه سيتحمل خطايا وأخطاء أنظمة سابقة ونعاني منها منذ عقود، وسيتولى أمر شعب يعيش ظروف صعبة ونصفه يعاني من الفقر والأمية وقد خرج من القمم يطالب بحقه في حياة كريمة



تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز