عاجل
الجمعة 29 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي
".. ومن شر لندن وما فيها "

".. ومن شر لندن وما فيها "

بقلم : حسام فاروق
 
بريطانيا تواصل الضرب من تحت الحزام من خلال واحدة من كبريات و أشهر صحفها وهي "ذا صن" الصحيفة الأولى مقاما وتوزيعا في المملكة المتحدة والثانية على مستوى العالم في قائمة الصحف الناطقة بالإنجليزية والتي نشرت قبل أيام تقريرا مسموما سلطت فيه الضوء على الواقعة التي أضرم فيها أحد الأشخاص ويدعى أشرف محمد شاهين  النار في نفسه أمام مجمع محاكم الاسكندرية بمنطقة سيدي جابر, الصحيفة قالت إنه سائق تاكسي وعمره 30 سنة و حرق نفسه  بسبب غلاء الأسعار وتردي الأوضاع الاقتصادية في مصر.. وذكر التقرير أن المذكور  من مدينة كفر الدوار ووجه ، انتقادات للحكومة بسبب  ظروفه المعيشية الصعبة، ثم شرع في سكب البنزين على نفسه وأشعل النار فيها، وفقًا لشهود عيان.. وانتشرت القصة كالنار في الهشيم عبر مواقع التواصل الاجتماعي و المواقع الإخبارية الكارهة للدولة المصرية مثلها مثل القصة السابقة التي كان بطلها سائق توكتوك , و حتى تقدم الصحيفة تحليلا دقيقا من وجهة نظرها  مصاحبة للقصة قالت إن مشهد حرق أشرف لنفسه يذكرها بمشهد التونسي محمد البوعزيزي البائع المتجول الذي أضرم النيران في نفسه في تونس ولقي حتفه على إثرها بعد تحرش الشرطة به ومصادرة متعلقاته؛ ما أشعل موجة من الاحتجاجات مهدت لاندلاع ثورات "الربيع العربي" التي أطاحت بعدد من أنظمة الحكم المستبدة في البلدان العربية.. و حتى تضع التوابل الخاصة بها على التقرير  قالت إن واقعة الاسكندرية تأتي  في ظل موجة غلاء حادة في أسعار بعض السلع الأساسية في مصر في السنوات الأخيرة،و هو ما جعل المواطنين غير قادرين على شراء مستلزماتهم الأساسية , وفي ظل تعثر الاقتصاد المصري الذي يعاني  اضطرابات بسبب عدم الاستقرار السياسي وأعمال العنف بعد أكثر من 5 سنوات على الإطاحة بالرئيس حسني مبارك .
بدا واضجا أن الصحيفة البريطانية تريد توصيل رسالة مفادها النفخ في النار وبالطبع لديها ما تصنع منه قصة محكمة البناء لخدمة الهدف وفي هذا التوقيت تحديدا الذي تدعو فيه جماعات من قوى الإرهاب بالداخل والخارج لإحداث فوضى وعدم استقرار في مصر في نوفمبر القادم  من خلال المتاجرة بالغلابة و هموم الناس و الظروف الاقتصادية   لتوجيه غضب قطاع من المصريين لخدمة الهدف السابق ذكره والحقيقة أن  الغرض من هذه الفوضى ليس إسقاط النظام أو شخص الرئيس أو حتى إسقاط  المجلس العسكري إنما إسقاط الجيش بأكمله باعتباره حائط الصد الذي تكسرت على صخرته كل مخططات التقسيم العدوانية والتي تم تجريبها ونجحت في بلدان أخرى مجاورة  , الفوضى التى تدعو إليها جماعات الشر في مصر تستهدف  إشعال حرب أهلية  يتبعها حمل جماعة الإخوان الإرهابية  للسلاح ثم دخول ارتال الارهاب من المعسكرات الموجودة في ليبيا و التي تتلقي الدعم و التدريب من الولايات المتحدة وقطر ولكم في سوريا و زحف الدواعش لها من العراق أسوة ،
من الواضح جدا إن استخدام وسائل الإعلام على اختلاف أنواعها مرئية ومسموعة و مقروءة ووسائل التواصل الاجتماعي في الحروب بات مفعلا بشكل كامل جدا في الحالة المصرية فهناك عواصم يتم فيها صنع الشائعات وعواصم تقوم بتمويل من سيروجها بالآلية والكيفية المطلوبة و عواصم تستقبل تلك الشائعات وتبثها للعالم على طريقتها وبوسائلها المعتمدة والتي بعضها يتمتع بسمعة وتاريخ في عالم الميديا سواء صحافة أو تليفزيون وهنا لا مكان للمصداقية أو الحيادية فالمهم الهدف السياسي و المال , ففى التقرير الذي نشرته "ذا صن" البريطانية مثلا سنجد الصحيفة قالت إن الذي حرق نفسه سائق تاكسي عمره 30 سنة وفعل ذلك بسبب ظروفه الاقتصادية لأنه يعاني الجوع والفقر وهنا تكمن  الرسالة التي تم تضمينها بينما لو أردنا الحقيقة حول كل ما نشرته الصحيفة من كذب سنجد والد و شقيق الشخص الذي أحرق نفسه خرجا في بعض وسائل الإعلام المصرية لينفيان تماما كل ما جاء على لسان وسائل الإعلام التي تبث من قطر و اسطنبول و لندن ومن ضمنها صحيفة "ذا صن" البريطانية , فالمذكور يعمل حارث عقار وليس سائقا لتاكسي وعمره 42 سنة وليس 30 سنة والسبب فيما فعله هو هروبه المتكرر من ملاحقة الشرطة له بسبب صحيفته الجنائية التي تضم 8 قضايا سرقات متنوعة هذا إلى جانب أن المذكور مسجل شقي خطر فئة ب وهنا يتبين لنا أن تقرير "ذا صن" لم يتضمن كلمة واحدة حقيقية .
السؤال الذي يطرح نفسه : هل محررة الصحيفة أو مراسلتها في القاهرة كان من الصعب عليها أن تصل لتلك الحقائق التي ذكرناها سابقا ؟ والإجابة بمنتهى البساطة لا , لإن أهل الشاب الذي أحرق نفسه خرجوا في وسائل الإعلام المصرية في نفس اليوم وقالوا الحقيقة أي قبل نشر التقرير بيومين , فكان من الممكن نقل الصورة الحقيقية , لكن واضح جدا أن مراسلة الصحيفة "مأمورة" باتجاه معين تسير فيه و لاخلاف عنه فهي تريد أن توصل للناس أن الغلابة في مصر يحرقون أنفسهم من الجوع بينما والد الشخص الذي أحرق نفسه  قال أن ابنه لا يعاني أي ظروف اقتصادية صعبة والحالة مستورة والحمد لله وقال أيضا أن هناك من أمسكه في يده لافتة مكتوب عليها "أنا جوعان" وقاموا بتصويره لتوظيف الصورة والفيديو مصحوبان بالتهم  الإعلاميه الجاهزة , هاهي صحف "بريطانيا العظمى" الواحدة تلو الأخرى تكشف عن وجهها القبيح, ففى وقت سابق خرجت صحيفة " الجارديان " لتعتذر عن موضوعات وتقارير تم كتابتها عن مصر فيما بعد 25 يناير وحتى وقت قريب متعمة محررها بأنه فبرك تلك الموضوعات وطبعا ما خفى كان أعظم و ما لم تعتذر عنه " الجارديان " بالتأكيد أكبر بكثير مما أختارته لتعتذر عنه , ثم كنا على موعد مع وقاحة و فجاجة " الإيكونوميست " البريطانية أيضا والتي خصصت ملفا كاملا بداية أغسطس لتسيئ للدولة المصرية وتنشر معلومات مغلوطة معتمدة على مصادر معادية للدولة المصرية في قطر منها مركز بوكينجز الذي يديره الإسرائيلي القطري عزمي بشارة وألحقت " الإيكونوميست"ملفها الأول بموضوعين آخرين الأول عن الإقتصاد المصري وطبعا نشرت صورة مغلوطة ومنفرة لأي استثمارات خارجية كانت تنتوي أن توجه نفسها إلى مصر والثاني حاولت فيه النفخ في نار الفتنة الطائفية بين شقي الوطن المسلمين والأقباط  .
نعم مصر تعاني ضائقة اقتصادية ولديها مشكلات كثيرة موروثة عن فساد استشرى لعشرات السنين , لكن في نفس الوقت الدولة المصرية تتحرك نحو الاستفاقة بخطوات سريعة وثابتة وواثقة للنهوض باقتصادها , تدشن المشاريع الكبرى , تشغل المصانع , تحارب الفساد و المفسدين , مصر هي البلد الوحيد المستقر في الشرق الأوسط الذي تحولت خارطته إلى مغارة أشباح و إرهابيين , بيد أن صحف بريطانيا لن ترى كل ما ذكرناه في السطور السابقة لأنها ليس لديها استعداد لتكتب عن أي شئ إيجابي عن مصر , ففى تقرير الشخص الذي حرق نفسه مثلا قالت " ذا صن " إن الواقعة تأتي في ظل وجود "حالة عدم استقرار سياسي في مصر " رغم إن الاتحاد الأوربي الذي انفصلت عن بريطانيا مؤخرا أقر في اجتماعه الأخير على مستوى وزراء الداخلية بأنه لن يقبل أي طلبات لجوء لمهاجرين من مصر معترفا ومقرا بأن مصر بلد به استقرار سياسي و اقتصادي وذيل قراره بهذه الجملة التي يروق لى إعادة كتابتها لعل صحف بريطانيا تتعلم يوما أن تكون حيادية وهي " مصر بلد به استقرار سياسي واقتصادي "
ولا تزال بريطانيا رأس الأفعى التي تأوى على أراضيها أكبر عدد من قوى الإرهاب في العالم و على رأسها جماعة الإخوان الإرهابية  لم تنس يوما ماضيها الاستعماري البغيض تحارب مصر مستخدمة أسلحة العصر الحديث التي تعد من أخطر أنواع الأسلحة حيث تستهدف العقول عملا بنظرية "إذا استطعت أن تفسد العقل فسيفسد كل شئ" .
 
الخلاصة ستظل مصر هدفا غاليا وعزيزا لبعض قوى الشر العالمية تحاول الوصول إليه بطرق غير مباشرة عبر  تحريك جماعات و إثارة فتن و بث شائعات انتظارا للحظة الفوضى "غير الخلاقة" والتي لا تخلف وراءها سوى دمارا , ولن تكسر شوكة هذه القوى ومن بيديها من جماعات إلا بتضامن المصريين ووعيهم وحرصهم على وطنهم .. حفظ الله مصر .    



تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز