عاجل
الجمعة 29 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي
الحسم وسط بين رذيلتين

الحسم وسط بين رذيلتين

بقلم : د. عصمت نصار

  لن يشغلنا في هذا السياق إن كان أرسطو أوالفليسوف الصيني "كونفوشيوس" هو الذي عرف الفضيلة بأنها وسط عدل بين رذيلتين أو أن ترد المقولة لكهنة "ماعت" في مصر القديمة أو ترد للموروث العقدي الذي وصف الإسلام بأنه دين الوسط أو ذلك المستبد العادل الذي رغب عن اللين حتي لا يُعصر وعن الصلب حتي لا يُقصر ، فالخطب أكبر من هاتيك التحقيقات على أهميتها في الدرس الفلسفي ، بيد أن الواقعات تدفعنا إلي المباشرة في النقد بغية التقويم وإصلاح ما فسر في واقعنا المعيش .



     أقول إن الحكومة والبرلمان والقوانين التي تسوسها والأحكام التي تسيرها قد انحرفت عن فضيلة الحسم ، فطالما تحدثنا عن مكافحة الفساد وطالبنا بالعدالة الناجزة ، غير أن أوضاعنا تشهد بأن تصريحاتنا نظر بلا عمل وأقوال بلا أفعال ، وغايات بلا آليات تحققها .

      فأولادنا يسقطون بنيران الغدر والإرهاب دون رادع للجناه! محاكم تعاني من التلكؤ وقوانين تحمل بين طياتها الأناه المذمومة الأمر الذي جعل فضيلة القصاص أمنية وأخل بميزان العدل، ناهيك عن المتاجرين بأقوات الناس والغشاشين والمحتالين والانتهازيين والمرتشين فجميعهم يفسد الواقع ويلوثه ، استنادًا علي ريشة "ماعت" التي أوقعها الهوى في درك التسيب والإهمال .

      ولنتذكر أن التباطء في العدالة جور، وأن الأناة في الحزم رعونة ، وأن التقاعس في معاقبة المفسدين خيانة للامانة ، فإن الإفراط في تعاطي المسكنات لا يشفي بل يزيد الأدران تقيحًا ويصيب صاحبها بالإدمان ، وهو الأخطر من الجرح والبتر . كما أنبه أن للحلم سعة إذا ما ضاقت انحرف ربيبه إلي سائر غضوب ، وإن الخراب والدمار لا يأتي إلا إذا يئس الصابرون من طول انتظار الأمل ومجيء الإصلاح ، لقد رضينا بالواقع بكل مافيه من أوجاع وآلام في الحشي ، راجين الفوز بالفرج في غد أفضل ، فإذا ما تسلل القنوط إلي انفسنا ، فلا يعاب علينا البوح بالكفر والفجر في القول والتجبر في الفعال ، فعلي من لا يع ماهية الفضيلة فليتنح ويسقط صاغرًا في كومة الرذائل أو ينتظر مالا يحمل عقباه .

 

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز