عاجل
الجمعة 26 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي
ومن التوك توك .. ما قتل..!

ومن التوك توك .. ما قتل..!

بقلم : د. شريف درويش اللبان

 



جدلٌ كبير شهدته الساحة الإعلامية المصرية حول مصير عمرو الليثي مقدم البرامج في قناة الحياة، وبرنامجه "واحد من الناس" بعد الضجة الكبيرة التي أثارها ظهور أحد سائقي "التوك توك" وانتقاده للأوضاع السياسية والاقتصادية في مصر، فيما اعتبره البعض فيديو مصطنعًا بناءً على تحليلات ودراسات متعمقة لشخصية الإعلامي نفسه ولمحتوى الفيديو والأيقونات البصرية الواردة فيه مثل "التوك توك" و"سائق التوك توك" كرمز للمواطن البسيط و"الرجل الملتحي" الذي يرمز للإسلام السياسي وظهوره في نهاية الفيديو على أنه الحل لمشكلات مصر الراهنة في إيحاءٍ بضرورة عودة أصحاب اللحى إلى حكم مصر بعد أن أزاحهم الشعب من سُدة الحُكم في ثورة 30 يونيو.

  وبعدَ بيانٍ من قناة "الحياة" حول توقف البرنامج لعُطلة الليثي السنوية، عاد الإعلامي ليؤكد نيته الخضوع لعلاج طبي وعملية جراحية في الغدة الدرقية. وأصدرت القناة قبل تصريحات الليثي بيانًا مقتضبًا، نفت فيه توقف البرنامج بسبب الفقرة الخاصة بالسائق، وأكدت بالمقابل أن الليثي "بدأ إجازته السنوية". وربما يكون هذا التضارب في أسباب توقف البرنامج ما بين الفحوصات الطبية وبين الإجازة السنوية يوحي بما لا يدع مجالاً للشك أن ثمة ارتباك كبير وقعت فيه القناة ومقدم البرنامج بعد بث هذا الفيديو "المصطنع". وربما يودي هذا بالبرنامج وصاحبه، ليختفيا إلى الأبد بعد هذا الفيديو "المصطنع" الذي كان يهدف في الأساس إلى تحريض المصريين على دولتهم وإثارة سخطهم على الحكومة ونظام الحُكم، وقد ينتظر أصحاب القناة ومقدم البرنامج حتى تهدأ الضجة التي أعقبت بث هذا الفيديو، ليعاود تقديم برنامجه ليصب مزيدًا من الزيت على النار التي تقوم "جماعته" القديمة التي عمل مستشارًا لشئون الإعلام والثقافة في بلاطها بقصر الاتحادية إبان حكم الرئيس المعزول محمد مرسي بإشعالها بين الحين والآخر في أرجاء الوطن.

وقد أهدى عمرو الليثي للإعلام العبري الإسرائيلي هديةً لا تُنكر تلقفها هذا الإعلام ليدلل على سوء الأحوال الاقتصادية في مصر، ورغم أن هذا مبالغًا فيه إلى حدٍ ما لأسبابٍ عديدة، أذكر منها على سبيل المثال لا الحصر أن كل المنتجعات والقرى السياحية كانت ممتلئة عن آخرها الصيف الماضي، وأنا شخصيًا "دُخت السبع دوخات" لكي أحجز شاليهًا لعدة أيام، ويمكن لرواد شبكات التواصل الاجتماعي أن يتابعوا صور الطوابير المنشورة الآن على هذه الشبكات والتي تضم المئات، الذين اصطفوا للحصول على أول طرح لموبايل "آيفون 7" في أحد المولات الكبرى رغم أن ثمن الموبايل الواحد 13 ألف جنيه، ويمكن مشاهدة التكالب على الجامعات الخاصة بعد تنسيق الثانوية العامة للالتحاق بكليات الطب والصيدلة بها رغم أن مصاريف كل كلية بعشرات الألوف من الجنيهات في العام الواحد. نحن لا ننكر أننا نمر بظرفٍ صعبة تتطلب مظلة حماية اجتماعية أكثر شمولاً للأكثر فقرًا تمولها الدولة، وهذه المظلة على فكرة لن تظل سائق التوك توك الذي يصل دخله اليومي إلى ما يتراوح بين 200-400 جنيه يوميًا، ويحصل على دخل شهري يتراوح بين 6 و10 آلاف جنيه، وهو أفضل من الراتب الشهري لأستاذ الجامعة..!.

وشن الإعلامي عزمي مجاهد هجومًا حادًا على الليثي بعد بث الفيديو في تدوينة نشرها على حسابه الشخصي على موقع التواصل الاجتماعي «فيس بوك» قال فيها إن هذا الفيديو تم فبركته. وأضاف «عمرو الليثي دفع عشرة آلاف جنيه للمدرس علشان تمثيل مشهد التوك توك».

كما تقدم د. سمير صبري المحامي ببلاغ لنيابة أمن الدول العليا ضد عمرو الليثي، وسائق الـ"توك توك"، الذي انتشر فيديو له على مواقع التواصل وهو ينتقد أوضاع البلاد .وقال صبري في بلاغه: "لقد فوجئت واستأت من الحلقة التي أذاعها في برنامجه (واحد من الناس) بتاريخ 14/10/2016 في لقاء وهمي مرتب مع من يدعي أنه سائق توك توك، والذي انتقد فيه أزمة السكر والأرز وجميع الأوضاع الاقتصادية للبلاد والتعليم والأمن والصحة، وأخذ يحرض على الدولة، ويصدر صورة سوداء للمواطنين، ثم اتضح كما أكد المتخصصون أن كل كلمة قالها سائق التوك توك مفبركة ومحفوظة ومكتوبة سكريبت بالحرف".

كما أن ظهور سائق التوك توك على الساحة للمرة الأولى بعد اختفائه كان من خلال حوارٍ له مع موقع "هافينجتون بوست عربي"، وهو النسخة العربية من الموقع الأمريكي والتي تم إطلاقها عام 2015، وهو الموقع الذي أسسه وضاح خنفر المدير السابق لقناة الجزيرة القطرية، ويرأس تحريره الصحفي الإخواني أنس فودة وتموله قطر، والموقع يُعد أحد الأذرع الإعلامية الإخوانية التي تقتات على تقاريره المواقع الإخوانية الأخرى مثل "شبكة رصد" و"العربي الجديد".. وغيرها، ويمارس التحريض ضد مصر منذ نشأته. وهذا يُفضي بنا إلى وجود مثلث أمريكي قطري إخواني خلف هذا الموقع المشبوه من جهة، وخلف فيديو سائق التوك توك الذي لم يُدْلِ بأي حديثٍ لوسيلة إعلام مصرية، واختار هذا الموقع ليتحدث إليه ربما عبر مكالمة دولية أو ربما يكون هذا السائق (إن كان سائقًا بالفعل) قد سافر خارج البلاد حتى تهدأ الزوبعة التي أثارها، فكان هذا الموقع هو الأقرب إليه في العاصمة القطرية الدوحة..!.

كل ما سبق يقول شيئًا واحدًا وهو أن سائق التوك توك لم يكن سوى أداة إخوانية لتحريض الجماهير على الدولة المصرية قبل الثورة المزعومة في 11/11، وأن هذا الفيديو كان مجرد إشارة البدء لإنتاج فيديوهات مماثلة في هذه الأونة؛ فقد تلقت عناصر جماعة الإخوان تكليفات من التنظيم الدولى للإخوان بتصوير وفبركة مجموعة فيديوهات يظهر فيها أشخاص ينتمون لهم ويتحدثون عن المعاناة التى يعيشها الشعب المصري. وتحاول جماعة الإخوان استغلال غضب المواطنين من موجة ارتفاع الأسعار وعدم توافر بعض السلع مثل السكر لتحريضهم ضد مؤسسات الدولة.

ورغم كل ذلك، فإنني أؤكد أنه لن تكون هناك ثورة ولا يحزنون، لن يكون هناك سوى الفراغ القاتل الذي تعانيه جماعة الإخوان، وليعلم الجميع أن مصر أكبر من أن يدهسها توك توك، ولكن التوك دهس عمرو الليثي وبرنامجه.. ومن التوك توك ما قتل..!.

 

 

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز