عاجل
السبت 20 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي
سيدنا ابراهيم وابن السباك

سيدنا ابراهيم وابن السباك

بقلم : محمد دويدار

مازن ... طفل لم يتعد الثانية عشر من عمره ، لا يمتلك موهبه فذه ولا يحظى باى شهره من اى نوع ، يمتلك فقط جهاز كمبيوتر قديم وحساب على الفيسبوك به القليل من الأصدقاء ويمتلك أيضا ما هو اغلى من هذا وذاك الا وهو حسن التربيه والأخلاق والبر بالوالدين ..



ذات يوم مازن شعر ان اباه الذى يعمل سباكا يعانى من ضيق الحال وقلة الدخل وانحسار العمل عنه حاله كحال مجتمع يصارع الظروف في أيام غايه في الصعوبه فقرر ان يكون سندا لوالده وبدأ يكتب على الفيسبوك بعض الكلمات لعل وعسى أحدا يسمعه فكتب يقول " بابا سباك شاطر بابا مش غالى بابا بيديك ضمان بابا مافيش منه اتنين ورقم تليفونه .......... "

فقط هذا ما كتبه على صفحه يشاهدها القليل من اقرانه الصغار فماذا أراد بهذا مثلا وماذا توقع وهو يعلم انه لا يملك مئات الالف من المتابعين ولا يحظى بمعرفة المسئولين ولا يضم كبار القوم على صفحته المتواضعه ؟

انه لم يفكر في النتيجه على الاطلاق ولكنه فقط ادرك ان اباه بحاجه الى العون فقرر ان يعينه بما يملك حتى ولو كان قليلا وهكذا أراد الله ان تصل تلك الكلمات التي كتبها ابن السباك الى كل انحاء شبكات التواصل الاجتماعى ويذيع صيتها ويراها ويتناقلها ويعجب بها ملايين المصريين والعرب في انحاء العالم  !!! .. هل هذا يُصدق او يعقل ؟ّ!! نعم انها إرادة الله الذى ان أراد شيئا يقول له كن فيكون ..فالله وحده هو الذى بارك في تلك الكلمات لتصل الى مسمع ومرأى ملايين البشر ولتجد الكل يتهافت على هذا السباك طلبا للعمل بل وتسعى البرامج التلفزيونيه الشهيره للتصوير مع مازن وابيه ويكثر الرزق ويصبح الرجل محجوزا لشهور طويله قادمه وسبحان الله تتبدل الأحوال بين ليلة وضحاها من حالٍ لحال !!

انها إرادة الله الذى امر إبراهيم عليه السلام من اربة الاف عام ان يؤذن في الناس بالحج وهو في صحراء غير ذي ذرع } وَأَذِّن فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالًا وَعَلَىٰ كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِينَ مِن كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ { فلما اطاع إبراهيم ولم يجادل او يعترض او يقول لمن سأؤذن ومن سيجيب ندائى وانا وحيدا في هذا المكان .. هنا كان على الله ان ينقل صوته لمن يلبى النداء وهكذ فعل مازن حين قرر ان يدعو الناس حبا في ابيه  وهكذا أيضا فعل الله مع مازن كما فعل مع خليله إبراهيم.جعل صوته مسموعا وكلماته نورا ،ان الله سميع بصير عالم بعبادة فهو الذى يتنزل الى الأرض كل ليله ليسأل هل من مستغفر فأغفر له ، هل من داع فأجيبه .؟

انها يا سادة دعوه للعمل دون انتظار العائد فالله حتما سيجزى الخير بخير منه .. عليك بنفسك ولتبدأ بها ثم عليك ان تؤذن في الناس كما اذن إبراهيم عليه السلام وكما اذن مازن.. نعم أذن في الناس بالحب ،أذن فيهم بالاخلاص، أذن بالضمير والعمل والتآخى ، أذن في الناس بمقاومة الفساد والمفسدين ، أذن في الناس بقول الحق والرجوع الى الاخلاق ، أذن في الناس ولا تخشى لوم اللائمين ولا سخرية المستهزئين فالله يستهزىء بهم ويمدهم في طغيانهم يعمهون ، أذن في الناس ولا تظن ان صوتك ضعيف غير مسموع فـالذى جعل صوت إبراهيم مسموعا للعالمين والذى جعل كلمات مازن مقروءه للملايين قادر ان يصل بصوتك الى مشارق الأرض ومغاربها .. فقط ابدأ بنفسك ثم اذن في الناس وقل انما عليا الدعاء وعليك الاجابه يارب المستضعفين ....

     

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز