جيش نوال واقتصاديات الحرب

بقلم : سمير عمر

في حياتنا ورغما عنا هناك أناس رضوا بجهلهم ورضي عنهم جهلهم كما قال المبصر الذى كان يرى بلا عيون طه حسين ... هؤلاء كانوا يرددون كالببغاوات ما تبثه خلايا الإخوان ولجانهم الإلكترونية عن الجيش المصري " جيش نوال" ظنا منهم أن الأمر ينطوي على إهانة وحط من شان خير أجناد الأرض وهم إن عرفوا سر التسمية لا شك سيخجلون من أنفسهم ومن جهلهم هذا إن عرف الخجل لهم طريقا ...المهم طبعا نوال هذا هو اللواء نوال السعيد رئيس هيئة الإمداد والتموين بالقوات المسلحة المصرية إبان حرب أكتوبر الذي تولى تأمين احتياجات القوات التموينية واللوجستية خلال فترة الحرب وحين سأل القادة الرئيس السادات عن موعد بدء الحرب قال لهم : إسألوا نوال وكان يعني ان الحرب ستبدأ عندما يقرر اللواء نوال ان الجيش المصري قد أمن احتياجاته من الماء والغذاء والدواء وفعلها الرجل وانتصر الجنود المصريون وقضوا على أسطورة "إسرائيل" العسكرية دون أن تمر القوات بأي أزمة على جانب الاحتياجات التموينية ما دعاني إلى التذكير باللواء نوال الذي رحل عن دنيانا في صمت في مطلع يوليو 2014 ما دعاني لذلك هو الأزمات المتوالية فيما يتعلق بالسلع التموينية والتي تعود في جزء كبير منها لسوء إدارة الحكومة للملف وفي جزء آخر إلى جشع عدد كبير من التجار الصغار والكبار وجزء آخر إلى حملات التخويف ودعوات تخزين السلع التى تقودها لجان إلكترونية ووسائل إعلام تابعة للإخوان ومن لف لفهم الآن يتولى وزارة التموين لواء كان يجلس على مقعد اللواء نوال في فترة قد لا تضاهى فترة حرب اكتوبر في صعوبتها لكنها كانت مهمة ومفصلية وتمكن من عبور الأزمة بأقل قدر من الخسائر ..أتمنى أن ينجح وزير التموين في عبور الأزمة وقطع الطريق على محاولات الإثارة والتصدي لمافيا التجارة الداخلية من داخل أجهزة الدولة أو من خارجها ولدي أمل في قدرته على ذلك وبعدها يمكننا النظر في ملفات أخرى تمس عصب الاقتصاد المصري برؤية الاقتصاد الكلي وليس رؤية اقتصاد القطاعات وحمى الهرولة خلف مستثمرين ورجال أعمال لا يرون إلا مصلحتهم ...صحيح أن وزير التموين لا يعمل بمعزل عن عوامل ومؤثرات أخرى لكن للمكون الشخصي في التصدي لأزمات وحلها دور كبير ...وقولوا يارب