عاجل
الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي
عن الأحلام والبشارات وسقوط الأقنعة

عن الأحلام والبشارات وسقوط الأقنعة

بقلم : د. عزة بدر

«رقص الأفاعى» مجموعة قصصية للكاتب رأفت عزمى، عشرون قصة قصيرة تتخذ من لحظات التنوير فيها وسيلة لكشف الحقيقة، ومعرفة الوجه الآخر العميق لما يبدو على السطح الساكن للأحداث، إنها رحلة البحث عن الملامح الداخلية للشخصيات.. للقلوب التى ترتجف شوقاً، والنفوس التى يذكيها الوفاء، وتثريها قيمها الخاصة، وهى أيضا تكشف الزيف، والضمائر التى غيَّبتها المصالح، والابتسامات التى تتهاوى عند سقوط الأقنعة.



صدرت المجموعة عن المركز الأدبى للتنمية الثقافية بأسيوط.

• أحلام واسعة ونهايات قاسية!

النهايات القاسية تطارد أبطاله، يتسلقون ذرى الأحلام وعندما يصلون إلى القمة.. تفاجئهم منحنيات ومنعطفات ومهاوى تسقط فيها الأحلام، وربما أصحابها أيضًا، ويتبدى ذلك فى أكثر من قصة منها قصة: «اختفى ونور القمر»، وقصة «بكاء السواقى»، وقصة «تأشيرة»، ففى الأولى تتلاشى فرحة العُرس حين يستجيب العريس لدعوة أقرانه فيدسون أيديهم خفية إلى جيوبه بالحبوب المخدرة، ويصِّور الكاتب هذا الانتقال المفاجئ والسريع من عالم الفرح إلى وهدة الحزن فى مشاهد سريعة خاطفة وكأنها ثوان يختزلها السرد «فى تلك الليلة التى انتظرها طويلاً، تنفرج أسارير وجهه مع قسمات وجه مليكته المضيئة، تغمره السعادة، يتراقص قلبه طربًا مع ثوبها الأبيض المزين بحبات اللؤلؤ مع فرحتها الغامرة، تتمازج الأضواء المبهرة فى كل اتجاه، تتعلق العيون بهما، تكتظ الصالة الصيفية بالأهل والأحباب والأصحاب، تباركهما عناية السماء».

وفى نقلة سريعة إلى مشهد آخر «تنفث ألسنة السوء فى أذنيه سُم الكلام، تتسلل أيديهم خفية إلى جيب بذلته الأنيقة بالحبوب تارة ولفائف غريبة عليه تارة أخرى».
ثم تْسابق اللغة حركة الزمن لتنبئ عن القادم من الأحداث، أفعال متواترة لاهثة تأتى تباعًا: «يرنو إليهم بنظرات زائغة، وابتسامة مجاملة، يتجرع ما أعطوه، وبعدها بلحظات يشعر أن خفقات قلبه تزداد اضطرابًا، وتتحرك عقارب ساعته مع نور القمر الخافت».

وفى مشاهد سريعة يصف القاص صورة الأب القلق والعروس الخائفة المشفقة مما يحدث «دقائق معدودة تمر سريعًا جدًا، يشعر بقشعريرة تنتشر فى جسده ترتجف نظراتها، تتلجلج نبرات صوتها فى حنايا قلبها، يسكن الرعب فى سراديب روحها، ويتعاظم خوفها، يتركها يشعر بوخز الإبر فى رأسه، يشعر بأن قلبه سينفجر، يمسح بيده على قلبه، يتجه إلى الشرفة مترنحًا، يستدير متعلقًا بستائر النافذة».

ثم تأتى النهاية التى يتم التمهيد لها لتغتال الفرحة «تتوقف عقارب ساعته، يصير كل شىء يراه أمامه وهما، وفى سمعه وشوشات أصداف، تتناعس مصابيح الحجرة فى عينيه، يتوارى نوره والقمر شيئًا فشيئًا خلف ركام السحاب المتزاحم فى براح الفضاء».

• تجار الأحلام

إن النهاية المأساوية ترتبط دائمًا بوجود عيب فى الشخصية أو مكمن ضعف تؤتى منه، أو من وجود ظروف خارجية تتدخل بعنف لتضعف الشخصية، وأحيانًا تتضافر العوامل معا بالإضافة إلى ما يكمن داخل الشخصية من ثعالب صغيرة تفسد كروم المشاعر أو أحداث خارجة عن الإرادة البشرية تحدث اضطرابا وفوضى يصعب التعامل معها فتتسبب فى انهيار بعض الشخصيات، وهو ما حدث فى قصة «تأشيرة»، وذلك من خلال الظرف الموضوعى والمجال الصعب الذى يتحرك فيه البطل مثل كوكب تائه فى مجرة: «يقف أمام المرآة طويلاً ينظر إلى نفسه الحائرة، وملامح وجهه الشاحبة، وعمره الذى يمضى سريعًا، يرنو بعينيه إلى شهادته الجامعية المعلقة على الجدران التى اعتلاها التراب، يتهكم ويضرب كفا بكف، يتذكر من ألفها قلبه، ولا يستطيع الوصول إليها، وموقف أهلها المتشدد منه».
ثم يقترب الكاتب حثيثا من موقف بطله الذى يصير إلى حتفه كلمة بعد كلمة وسطرا بعد سطر، يتابعه القاص عن كثب فى سطور لاهثة يبرع كاتبها فى شحنها بطاقات من الرغبة فى التغيير والتسرع فى اتخاذ القرار تحت وطأة امتحان التجربة، واختبار الحياة فيقول: «يغريه صاحبه، ويزين له أن أرض الله واسعة، توسوس له نفسه أن يخوض التجربة، يتفق مع رفاق بائسين مثله، ينسل خفية تاركًا دياره.. يضع كل ما جناه من مال فى يد تجار الأحلام، ينظر إلى الشاطئ البعيد، يخيل إليه أن الأحلام تناديه، وتنتظره، تحمله ذات ألواح ودُسر عليلة، تشتد عليها الريح الغاضبة، تتأرجح يمنة ويسرة يتأرجحون معها، يسدل الظلام ستائره، تتقاذفهم الأمواج العاتية»، وسرعان ما تأتى النهاية المأساوية التى تحسم الصراع، صراع الشاب مع خياره وقراره بالسير أو الإبحار مع تجار الأحلام: «كأنه قشة فى دوامة عاتية، لم يستطع المقاومة، ترتسم على ملامحه علامات البؤس، تذوب أحلامه زبدًا رابيا فيجد نفسه طعامًا للقروش المفترسة».

أما فى قصة: «بكاء السواقى» فبطلتها طفلة بريئة تلقى مصيرًا مفاجئًا قاسيًا كطعنة فى الظهر، فبعد أن ينتهى يومها الدراسى تشترى مع زميلاتها أعواد الملانة الخضراء، يأكلنها ثم تطبق الطفلة الدرس المدرسى عن النظافة فتتجه بالأعواد إلى صندوق القمامة، وهنا يخايلها اختيار ربما لم تنتبه لخطره، ولم يلفت انتباهها أحد إليه، فها هى تلتقط لعبة من صندوق القمامة، دمية بمجرد أن ترفعها عاليا تنفجر فيها فتلقى حتفها.

هذه النهايات القاسية التى يرسمها الكاتب لتحدق بمصائر أبطاله تقدم صورًا متعددة لمعاناة المرء، ومحاولاته للمرور بتجارب الحياة المختلفة، وهى تحث على التجربة، ولكنها أيضًا تقدم دعوة للتفكير، وإعمال العقل فى كل ما يمر بالإنسان من تجارب الحياة.

قد يبدو للقارئ للوهلة الأولى أن هذه القصص نتيجة مباشرة للتعامل مع الواقع ومحاكاته، لكن هذا الأمر الذى يبدو متحققًا نسبيًا فى بعض القصص يبدو أكثر عمقًا عندما تخرج تجربة الكاتب من محاولة تسجيل الواقع إلى التخيل، ويبدو هذا واضحًا فى قصته: «غضب وانتصار».

• الجمل الثائر:

وقد استطاع الكاتب فى هذه القصة أن يضيف إلى الواقع بعدًا تخيليًا واضحًا أسهم فى منح القصة صوتًا مؤثرًا، عميقًا يدعو للتأمل، فالبطل فى هذه القصة جمل يثور على وضعه، ويرفض أن يستخدم فى الإضرار بالآخرين، ويختار بنفسه العودة إلى حياته الأولى الطيبة حين كان يسهم فى حصول صاحبه على الرزق الحلال، حيث كل شىء يرتبط بمحبة موطنه، والآثار التاريخية التى ترسم خطى الجمل وعالمه، فقد تعلم أن يجول بين هذه الآثار وعلى سنمه السائحون يتفرجون على حضارة زاهرة، وآثار مهمة تتحدث بعظمة الإنسان، فها هو الجمل يتهدده خطر داهم: «يأتى رجل خبير بدروب المنطقة، يعطى صاحبه ورقة بخمسين جنيها ليركبه بحجة مشاهدة آثار بلده العريقة، يسوقه تجاه الطريق مسرعا، ويضربه بعصا غليظة، تلمس أخفافه الأسفلت الذى لم يعتد عليه، ترى عيناه الواسعتان أبنية وسيارات، وميدانًا يكتظ بالبشر يهتفون بالحرية، يشتد عليه بالضرب ليدوس بأقدامه الثقيلة كل من يقف فى الميدان، يدور به مرة تلو الأخرى، يشعر أنه غريب، يزمجر فى ضيق، يقلبه على ظهره يهجم عليه، يدوسه بأقدامه بلا رحمة، ولا هوادة ليحصل على حريته، يرغو لعابه فرحا، يعلو صوته ينظر إلى صاحبه الذى أتى وراءه ليعود معه منتصرًا».

وهنا يتحول الجمل أيضًا إلى رمز فقد اختار الثورة على ما رسم له من أقدار، لم يستسلم، تمامًا كما اختار الثائرون التمرد والمطالبة بالحرية، الجمل أيضًا ثائر يطالب بحريته، ويرفض أن يقوم بأدوار لم يخترها، ومهام مشكوك فى أمرها، حيث التمرد فى هذه الحالة يؤسس لأسباب الثورة وهو وقوع الظلم والذى لابد من مقاومته بكل سبيل.

• الكشف والتنوير:

وتعنى قصص هذه المجموعة أيضًا بتعمق المظاهر الساكنة للوجوه والأحداث، وتكشف زيف الأقنعة.. ففى قصة: «هروب» يرسم القاص صورة المرشح البرلمانى الذى يوزع ابتساماته وهداياه وسط تصديق الناس وتمنياتهم بالحصول على حقوقهم، فتبدو الصورة براقة مشرقة: «يحيى الجميع، يصافحهم متوددا بحرارة، بدأ يثرثر كثيرا معهم عما آل إليه حالهم، يمنيهم بأحلام وردية وآمال عراض، سوف يحل لهم مشاكلهم، ويساعدهم فى تغيير مستقبل حياتهم».

وتكمن خلف كل هذه المظاهر البراقة ووراء تلك العهود مخاوف محققة يدركها الأكثر خبرة وتجربة، الرجل المسن الذى لم يخدعه كل ذلك عن الارتباط بالحصول على خبزه وهو قوت يومه، وقضيته الأولى، ويصوره القاص فيقول: «من بعيد يلاحظ الشيخ الكبير علامات الرضا على وجوه الناس الواقفين فى صهد الشمس، يرى ابتسامات الخداع على الوجوه، ولحظات فرح تملأ قلوب من حصلوا على هداياه، لم يلق بالا لهؤلاء ولا أولئك، ينتبه الرجل لنظرات الشيخ الهرم تتفحصه، يقبل عليه يقدم له إحدى هداياه، يتحدث إليه كثيرا ويمنيه أكثر».

وهنا يتبدى موقف الشيخ الذى يصبح فى هذه اللحظة، كاشفا لكل زيف، ساعيا إلى طابور العيش قبل أن يضيع دوره، وكأن كل ما سبق من مشاهد لم يكن سوى احتفالية كاذبة، وصور بلا معنى: «ظل الشيخ ينظر إليه فى وجوم، ولم يتحرك من مجلسه، ولا يهتم بما يقول من معسول الكلام، التفت بعيدا وهو ينظر إليه من طرف خفى، ترقب عيناه الغائرتان فى وجهه الأجعد دوره فى الصف الطويل يتركه، ينتفض واقفا وهو يقول:

- العيش!
يتغير وجهه الأنيق، تتقد عيناه كأنهما جذوتان، ينصرف مسرعا من أمامه متأففا.. يرقبه من بعيد، وهو يلقى هديته فى مهب الريح».

• رقص الأفاعي
 

وتنتمى قصة «القناع» وقصة «رقص الأفاعى»، إلى قصص المجموعة التى تحاول كشف الأقنعة، وتعرية الوجوه التى تتحصن خلف مظاهر كاذبة.. فالجد فى قصة «رقص الأفاعى» يكتشف واقعه، ومصير أحفاده من خلال رؤى متعددة «الحلم - التبصر - شدة الاستبصار - الرؤية».

ومن خلال تنامى هذه المراحل المختلفة تتكشف الصورة الحقيقية التى تحيط القبيلة كلها وتتهددها بالخطر.

• الحلم

«تغفل عيناه لحظات، يسبح فى حلمه المفزع، يرى أفاعى كثيرة تخرج من جحورها، تزحف نحو حفيده، كأن الريح تسوقها بسرعة البرق، يصيبه الفزع، يصرخ فى أبنائه بصوت عالٍ لكنهم منشغلون بالسمر، يتلذذون بالشواء، ينغمسون فى ملذاتهم على نغمات لهوهم، تتعالى ضحكاتهم، يهللون لا يدرون ولا ينتبهون إلى الخطر المحيط بهم».

يرى الجد تلك الأفاعى فى حلمه، يرى نفسه وهو يحمل عصاه يهش بها هنا وهناك، ولكنه لم يستطع أن يفعل شيئا، ولكنه يرى جنديا يبرز من خلال الجبال المقدسة طوى والطور، وبسلاحه يقضى على رءوس الأفاعى، وبعدها تأتى البشارة النخل الباسق، العراجين التى تمتد إلى عنان السماء، ذات الطلع النضيد تحتضن فى دفء أشجار زيتون، زيتها يضىء فى كل مكان».

وهنا ينتقل الشيخ من مرحلة الحلم، والحدس والتمنى فينتفض مطالبا أحفاده بأن يكفوا عن الرقص والغناء ويريهم خارطة من رقاع الجلد رسمت حدودها بالدم، وقد أخرجها من صندوقه الخشبى القديم، وتصبح الخارطة بعد شدة استبصاره خطة عمل: يأمرهم أن ينظروا إليها، وإلى الجبل السامق المنير، تتدفق منه اثنتا عشرة عينا، وإلى القلعة البعيدة هناك، يطلب من أبنائه تطهير كهوفها ووديانها من الأفاعى، ثم يأخذهم إلى الكهف البعيد الذى خرجت منه الأفاعى فيجد أشجار الزيتون، وبينها مدفع قديم اعتلاه التراب فيزيله عنه».

وهنا تتحقق النبوءة ويصبح الحلم حقيقة فيجد الأحفاد جنديا مُسَجَىً مبتسما خط على صدره بمداد الدم سبعة أحرف: «تحيا مصر».
وهى نبوءة الجد وحلمه وبشارته لأحفاده بضرورة الدفاع عن الأرض ومقاومة الأفاعى.

• سقوط الأقنعة

وتأتى قصة «القناع»، وقصة «خط أحمر» لتكشفا ملامح الزيف الاجتماعى، الذى يصبح أكثر تأثيرا على النساء فى مجتمع حافل بالمتناقضات، فبطل القصة الأولى «القناع» يرتدى رداء السماحة، ولوجهه سمات البراءة والصلاح، فهو يحدث الناس بأحاديث يتوجها بما يحفظ من آيات قرآنية، ولكنه فى حياته الخاصة يخدع امرأة ويمنيها بالزواج الرسمى، ولكنه يراوغها، ولما واجهته أمام الناس فقد أعصابه، فلجأت إلى أصدقائه فتملكه الغضب فهى مجرد صورة أو نزوة عابرة مرت بحياته، وسقطت عن وجهه أقنعة السماحة والوضاءة.

وفى قصة «خط أحمر» التى ترصد تناقضا حقيقيا فى سلوك بطلها فهاهو يطالب صهره بأن يعطى حق زوجته ويفى له بالعهد، بينما يراوغ شقيقته ولا يريد أن يعطيها حقها فى الميراث، تتوسم فيه شقيقته خيرا فهو الحافظ لكتاب الله لكنه يراوغها، ويلقى لها بالفتات، وعندما تطالب بنصيبها ينهرها بشدة، وترسم القصة ملامح أحلام هذا الشقيق الذى سقطت أقنعته: «يمر أمام بساطه الأخضر، يزداد فرحا، تنفرج أسارير وجهه، فى غدوه ورواحه، يتمنى أن يمتد البساط امتداد بصره، ويزيده مساحات شاسعة لأولاده، تتسع حدقتاه حينما يرى سنابله تتمايل ظنا منه أنها تتراقص طربا مع نسمات النسيم، لكنها تشكو آلامها مع خفقات القلب المكلوم.. تداعب أنامله مسبحته التى تئن مع تسبيحاته.

يحفظ كتاب الله ويعيه إلا أنه يتناسى سورة النساء!

ثم يبرز الكاتب ملامح تناقض شخصية بطل القصة فيقول على لسان الراوى: «كان يرى أن البساط الطينى الذى تلون به قلبه خط أحمر مكتوب عليه ممنوع الاقتراب».

.. ومن خلال هذا السرد المكثف يتضح موقف بطل القصة الرئيسى الذى يمنع أخته من نيل ميراثها ويرى «أن لا مكان للغرباء على بساطه الطينى»، وعليه أن يمنع كل من يقترب من الخط الأحمر متجاهلا حق أخته حتى ولو كان هذا الحق تكفله شرائع الدين!

وتمثل القصتان «خط أحمر» و«القناع» رفضا لصورة التدين الزائف ووجوه السماحة الكاذبة التى تتبدى مثل أقنعة اجتماعية وعند سقوطها تتعرى مساحات الزيف، والتلون فى الاستيلاء على حقوق الآخرين بصور متعددة منها القهر الاجتماعى، والتسلط، وتنتصر القصص أيضا لحقوق المرأة المسلوبة، وخاصة فى قضية الميراث، لذا فالمجموعة تعلى من قيم مهمة، وترصد ظواهر اجتماعية لابد أن تخضع للتغيير محاولة أن تمزج بين الوعى بالواقع والوعى الجمالى فى قصص قريبة المأخذ، عميقة المعنى.

 

 

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز