عاجل
الأربعاء 24 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي
لست معك أو مع الحكومة يا سيادة الرئيس !

لست معك أو مع الحكومة يا سيادة الرئيس !

بقلم : محمد يوسف العزيزى

لماذا لست معك أو مع الحكومة يا سيادة الرئيس ؟ والإجابة ببساطة من مجمل ما يدور حولنا ، واتساقا مع ما نقوله وما نراه رأي العين والعقل والقلب ، ألسنا في حالة حرب ضروس ضد الإرهاب  ؟.. ألسنا في معركة بناء وبقاء ؟ ألسنا أمام تحديات جسام تستهدف كسر الإرادة المصرية ؟ ألسنا في مواجهة حرب اقتصادية تستهدف تجويع الشعب المصري ؟ ألسنا إزاء مؤامرة خسيسة لضرب السياحة التي توفر العملة الصعبة التي تحتاجها مصر ؟ ألسنا في حلقة متقدمة من حلقات الجيل الخامس للحروب .. الحرب النفسية التي تشيع اليأس والإحباط في النفوس وفقدان الأمل في الغد القريب والبعيد ؟ 



الإجابة يا سيادة الرئيس هي بكل تأكيد نعم .. لأن ما يحدث كل يوم يؤكد ما نواجهه ، وما يحدث كل يوم نحذر منه ، وما يجري من فصول المؤامرة تعلمها جيدا .. بل تحدثت عنها كثيرا ونبهت لها في كل مناسبة  بالقول أو بالتلميح أو بالإشارة أو بتنوع نبرة الصوت .. كنا نفهم ما تقول وما تشير إليه دون تصريح.. كنا نلتقط الأنفاس ونستمد منك القوة عندما يبدو الغضب عليك .. هكذا كنا نريدك دائما ، ونحن نعلم أنك تدير دولة كبيرة المشاكل عظيمة الآمال عالية الطموح ، وندرك أن عدوك اللدود هو الزمن الذي تريد أن تنتصر عليه بالعمل والإنجاز ونحفظ عن ظهر قلب كلماتك ( معندناش وقت نضيعه .. كل مكان أضع يدي فيه أجد مشكلة.. اللي هيقرب من مصر هشيله من علي وش الأرض ..)  وغير ذلك من الكلمات التي تؤكد خطورة الوضع وفداحة الخسارة إذا لم ننتبه جيدا لما نحن فيه !

ببساطة يا سيادة الرئيس ومما سبق .. نحن في حالة استثنائية وتقريبا في دائرة النار .. كل من حولنا يشتعل فيه النار ويتطاير من عنده الشرر.. فإذا كنا حقيقة في حالة استثنائية – وهي كذلك – لا يجوز أن نتعامل في كثير من القضايا وكأننا في حالة طبيعية ، والمنطق يقول أن الحالة الاستثنائية تستلزم قرارات استثنائية ليست بالضرورة جائرة لكنها سريعة وحاسمة وناجزه .

لست معك يا سيادة الرئيس عندما تقول أنك لا تميل إلي اتخاذ إجراءات استثنائية والإرهاب الذي يحصد بدم بارد خيرة شبابنا ورجالنا في خسة ونذالة غير مسبوقة ، والجماعة الإرهابية تعلن في تبجح وجرأة في بياناتها المعلنة تحريضا لا يقبل التأويل علي لسان قيادتها مطلقة السراح في الداخل والخارج أنهم يستخدمون فى حربهم ضد مصر كل أسلحتهم، بداية من حرب الشائعات وصولاً بالتواطؤ مع أعداء مصر في الخارج لحصارها اقتصاديًا، فضلاً عن استخدام السلاح والإرهاب والتفجيرات والاغتيالات .. هؤلاء يحتاجون إجراءات وقوانين استثنائية تقضي عليهم وتزيحهم من المشهد كله .

لست معك يا سيادة الرئيس وأنت تمد حبال الصبر إلي منتهاها وهم يرتكبون الجرائم ويزهقون الأرواح ويضيقون الخناق علي الناس بألاعيبهم القذرة .. ولست معك وأنت تتجاهل مطلب الشعب الذي يستحثك علي الضرب بيد من حديد علي هؤلاء الذين ماتت ضمائرهم وباتوا يسترزقون علي حساب الوطن.. كم كانت أرواحنا تصل السماء وأنت تخبرنا أن الوطن أخذ بثأره من الإرهاب الذي قتل أبناءنا في ليبيا .. لم يغمض لك جفن حتى سكنت وهدأت أرواح الضحايا .

ولست مع الحكومة وهي تتقدم خطوة وتتراجع خطوة في التعامل مع مصاصي دماء الشعب ، ولست معها وهي تفتقد الكثير من الشفافية حال التعرض لأزمة أو كارثة ، ولست معها وهي تتباطأ في تقديم قوانين رادعة وحاسمة للمتلاعبين بالأمن القومي المصري ، ولست معها وهي تتكاسل في تقديم تعديلات لقانون الإجراءات الجنائية الذي يضبط ميزان العدالة بسرعة القصاص من القتلة ، ولست معها وهي تتأخر كثيرا في الرد علي الشائعات والأضاليل التي تربك الشعب وتحيله إلي قنوات لا تقول إلا الكذب ، ولست معها في المعالجة الرخوة للفساد بقوانين تشجع علي استمرار الفساد !

أعلم يا سيادة الرئيس أن المسئولية عظيمة وأعلم حرصك علي الوطن لكني أرجوك أن تميل لاتخاذ قرارات استثنائية في القضايا التي تمس الوطن وتهدد مصالحه كما تفعل كل الدول التي تواجه قليلا مما نواجهه .. هذه رغبة شعبية وتستطيع أن تتأكد منها بسهولة من الشعب الذي خرج يستدعيك في مهمة استرداد الوطن بكامله ..

مصر ستكون قد الدنيا عندما نخرج من الحالة الاستثنائية إلي الحالة الطبيعية التي نريدها جميعا ، وقبل ذلك وبعده أنا معك وكل المخلصين لهذا الوطن معك.

 
 

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز