حكايات من أرض الفيروز .. شباب يبدع ..ووطن ينطلق

بقلم : محمد كمال

لم أكن أتخيل يوما ما منذ ولدت حتى جاءت تلك اللحظة التى صدقت فيها ما حدث نشأنا فى دوله من دول العالم الثالث التى يتحكم فيها الرئيس فى كل شئ صوت واحد ورأى واحد واتجاه واحد وما دون ذلك فهو خواء كرتونى لا فائدة منه لصنع حاله من الحراك المصطنع.

تلك الدوله التى نشأت فيها رأيت انعدام الحلم والامل حتى استيقظت صباح يوم الخميس قبل الماضى على شواهد لحلم رغبت المشاركة فيه .

اتصال هاتفى من صديق  ( يا محمد هتروح معانا مؤتمر الرئيس مع الشباب فى شرم الشبخ يوم 25 ) بصراحة كامله وحقيقة غير منقوصة قلت لنفسى متروح تجرب تتفسح وتكون وجهة نظر عن الحالة دى.

اتصلت بأحد المسئولين فى رئاسة الجمهورية وطلبت منه وضع اسمى ضمن الشباب المشاركين فأخبرنى بصعوبة الموقف نظرا لضيق الوقت الا انه لاحظ اصرارى وتصميمى فاستجاب وتعاون وسنح واتاح لى الفرصة بالمشاركة.

تجمعنا صباح يوم الاحد الماضى فى استاد القاهرة وسط حشد كبير من الشباب وحينما رأيت ذلك العدد انتابتنى حاله من الدهشة ممزوجة بالرهبة والقلق من تحرك ذلك الحشد وكيفية وصوله وإعاشته وتنظيمه وسرنا كأن كل شئ تم ترتيبه بعملية حسابية دقيقة ونظرية هندسية معطياتها تدل على برهان واحد ( الناس دى مبتهزرش).

وصلت ووصلنا جميعا الى غرف الاستراحة فى الفنادق بشرم الشيخ وكان عددنا 3 الاف شاب  وفتاة واخذنا قسطا من الراحة لنبدأ فعاليات جادة وحلقات نقاشية كانت افضل ما رأيت من تحاور مجتمعى مثمر فى حياتى.

انطلقنا نحو مصر الحلم جميع ما فى صدورنا من حكايات وهواجس واضطرابات وقلق وتوتر زال بمجرد ان بدأ الحوار.

دهشت للوهله الاولى من عقلية هؤلاء الشباب ممن هم فى عمرى  وأصغر منى بسنوات كم هم مبدعون ومنظمون وواعون بقيمة كل ما يفعلون الوقت والنظام والعمل والتحدى والارادة شباب وفتيات مبهج منطلق ومبدع فشعرت بالاسى وللأسف اننى لست احدا من بينهم ( لجنة النظام) .

حضر الرئيس وكانت البداية مقدمة لمؤتمر شبابى بامتياز المتحدثون من الشباب والمنظمون له من الشباب والحاضرون فيه من الشباب والمحاضرون اغلبهم من الشباب والحالمون به هم الشباب.

طرت فرحا مع بداية بسم الله واستغرقت فى تفاصيل كل شئ الحوار الثري والنقاشات المستمرة والافكار المطروحة ووجهات النظر التى تتلاقى كأمواج عاصفة رغم اختلافها تحدث الجميع وانصت الجميع وعبر الجزء عن الكل ودارت حلقات نقاشية محتدمة احيانا ومتوافقة احيانا اخرى عبرت عن فكر تطمئنك بأن القادم افضل.

مشهد 1 
جلسة خاصة مع مصدر امنى كشف عن جولات الرئيس عبدالفتاح السيسى ليلا والتى كان يتفقد فيها الخدمات الامنية ويسير على قدميه حتى أذان الفجر ويصلى الفجر ويعود الى استراحته برفقة حارسه الشخصى.

مشهد 2 
حلقة نقاشية مع الرئيس مع شباب الجامعات وشباب الاعلاميين والصحفيين وكان يتحدث الرئيس عبد الفتاح السيسى فقاطعه احد الطلاب فطلب منه السيسى الانتظار حتى ينهى كلمته وأخبره قائلا ( اتفضل ) فاعتذر الشاب الا ان الرئيس نهره وقال له ماتعتذرش وتحدث كما تريد ومازحه الرئيس قائلا (هو حد يقدر يقولك حاجة ) هذا هو الاب.

مشهد 3

تصفيق حار بالقاعة اكثر من دقيقة بمجرد رؤية الفريق اول صدقى صبحى عبر شاشات العرض اثناء دخوله ويصطحب فى يده الدكتور كمال الجنزروي لمساعدته في السير بسبب تقدمه في السن مما جعل القاعة بأكملها تقف احتراما وفرحا بهذا الموقف 

مشهد 4 
قيام الرئيس بحمل الهدية الخاصة بالبطل المصري ابراهيم حمدتو بطل العالم في التنس حتى نزوله من اعلى المنصة لعدم استطاعته في مشهد مؤثر لرئيس مؤدب يشعر بالآخرين.

مشهد 5 
حلقة نقاشية لدراسة مستقبل الصحافة والاعلام أعطى فيها كل المتحاورين دروسا للعالم في كيفية التحاور والاختلاف والتعدد وانتصر الصحفي الكبير مكرم محمد احمد لكرامة الصحفيين وطالب ابراهيم عيسى بدراسة حال  الصحفيين سجناء الرأى واسامة الغزالى حرب وهو الامر الذي وافق عليه الرئيس في توصياته.

مشهد 6
حضور الرئيس جميع ورش العمل والحلقات النقاشية والتحاور الفعال والاهتمام بجميع النقاط المثارة وتدوينها والتعليق عليها.

مشهد 7 
تحرك الرئيس مشاركا مناقشا معقبا مبادرا مصارحا والمسئولين والوزراء بين الشباب والقاعات بأريحية وسهولة في مشهد عائلي يشارك فيه الجميع بتصوره لحل أزمات مصر.

مشهد 8
جميع رموز مصر تشارك بفرح وتستمتع بالمشاركة مع الشباب وترقص طربا لما وصلت اليه مصر من مرحلة تساوى فيها الجميع وصاروا يحلمون وينتظرون الفرصة للابداع.

مشهد 9 
محافظ اسيوط عكر صفو بعض الشباب بتكبره وتعاليه وطريقة تعامله مع بعض الشباب أدت الى استياء العشرات منهم وظلوا ينتقدوا طريقته في التعامل حتى انتهاء المؤتمر.

مشهد 10
الجميع يرقص على نغمات سيب بصمتك لفريق بلاك تيما فرحين لنجاح المؤتمر ومهللين لما وصلت اليه مصر فتحولت من مرحلة حل ازمة الشباب الى مرحلة "الشباب يحل أزمة ".

كان حلما واقعيا حقيقيا شارك فيه الجميع قلبا وقالبا وحالة استثنائية نشطة وحراكا فوريا فعالا لجميع المشاركين اتمنى ان لا تنتهي تلك الحالة بل تتحول الى علم وعمل وحقيقة على ارض الواقع يراها جميع من لم تسمح لهم الفرصة بالمشاركة

مشهد 11
لأول مرة ارى فيها روح الشباب يتحلى بها الجميع كبارا وصغارا فعندما ترى مسئولين رفيعى المستوى امثال الدكتور احمد زكى بدر وزير التنمية المحلية والوزيرة غادة والى وزيرة التضامن الاجتماعي والوزيرة داليا خورشيد وزيرة الاستثمار ووزير التخطيط الدكتور اشرف العربى ووزير الاتصالات والوزير طارق عامر محافظ البنك المركزى ترقص كأنهم فى عرس تجربة ديمقراطية رقصت لها سماء ارض الفيروز ورساله صادقة رأيتها فى عيون الجميع تكللها غيث من السماء بأمطار تدل على الخير القادم لمصر ورساله مطمئنه مفادها أن القادم افضل.

مشهد 12 
حضور رئيس وزراء مصر السابق المهندس ابراهيم محلب ورئيس الوزراء الاسبق الدكتور كمال الجنزورى وقيادات حكيمة وقامات عظيمة رساله فخر وعرفان بالجميل لكل من قدم لمصر شيئا لن ينساه التاريخ وترك بصمة فى مرحلة عصيبة تنوء الجبال عن حملها مشهد راق وصورة مبهرة تبرز فخر مصر برجالها وقاماتها.

مشهد 13
عيون ساهرة ورجال واقفون كالاسود على مداخل ومخارج المدينة وفى كل الاتجاهات بكل التزام وصرامة لم تمنعهم تغير الاجواء وتبدل حالة الطقس ولم ترعبهم هجمات البرق والرعد وهطول الامطار والسيول ولم ترهق وجوههم ذلة البرودة تظهر عليهم علامات التحدى من رهبة من المجهول يشد بعضهم بعضا ويرفع من ارواحهم المعنوية قياداتهم واللواء مجدى عبدالغفار وزير الداخلية يحييهم ويربط على اكتافهم وبجانبهم اللواء جمال عبدالبارى مساعد الوزير لقطاع مصلحة الامن العام كتفا بكتف لا فرق بين وزير او فرد رساله الأمن تكتمل بوجود قيادات مثل اللواء احمد راشد مساعد الوزير لقطاع الحراسات والتأمين الذى استبق الجمبع منذ اسبوعين لدراسة وتأمين قيادات مصر واللواء طه بيومى مساعد الوزير للسياحة والاثار واللواء أشرف عز الغرب مدير الادارة العامة لمباحث السياحة والأثار واللواء على أبوزيد مساعد الوزير لمنطقة سيناء واللواء احمد طايل مدير أمن جنوب سيناء والضابط السياحة الشباب الذى رأيناهم فى كل مكان وضابطات ظهرن فى صورة مشرفه لمصر الامن والامان.

يا شباب مصر ..دعونا نثبت لانفسنا وللجميع.. لبلدنا واولادنا وابنائنا ومن سبقونا ومن يأتون بعدنا أننا قادرون على الحلم وصناعته وانتاجه وترويجه لكل الاجيال نحن امة قادت وسادت كل الدنيا في احلك الاوقات واضاءت العالم من ظلمات الجهل والفقر والمرض بالعلم والحضارة وساءت أحوالها لما يئس شبابها وحينما انفرط عقدها.

دعوة الرئيس للتكاتف والتحاور والتناقش واقع أضحى حلما علينا تحقيقه .. سنعمل ونحول كلماتنا الى أمل واحلامنا الى حقيقة وتوصياتنا الى مشروعات حقيقة تنفذها ارادة شابة تحت ظل قيادة حكيمة مؤمنة بما تعمل صادقة في ما تفعل.

نتفادى الاخطاء ونقوم المخطئين وننتقد الواقفين في ترس الآلة ولن يوقف عزائمنا او ينخر في ارادتنا سوس حروب الجيل الرابع ويفت في عضدنا المحبطون والمتشائمون.

"تفاءلوا بالخير تجدوه" شعارنا ..و"فعل يصدقه عمل" منهجنا ..و"مصر الحلم" غايتنا ...هى دى مصر الا بتضحك... والله ولي التوفيق.