عاجل
السبت 20 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي
شعب الثورة!!

شعب الثورة!!

بقلم : جورج أنسي

لم أكن أتصور أن هناك إحتفالية حكومية بذكرى ثورة .. يشارك فيه عامة الناس (!!) ..فقد بدا لى دائمًا أن الاحتفال بذكرى الثورات  والتحرر من قوى الاستعمار يقتصر على الأنظمة الحاكمة الوريثة الواقعية لمرحلة ما بعد التحرر الوطنى من الاستعمار القديم ممثلًا فى دول فرنسا ، اسبانيا ، البرتجال ومن قبلهم المملكة المتحدة التى لا تغيب عنها الشمس .



ولكنى ازاء ما شهدته ليلة أمس فى ساحة قصر جيدون بمدينة بجاية الجزائرية إحتفالًا بذكرى ثورة أول نوفمبر ، أجد نفسى مطالبًا بضرورة أن أعرض ما شهدته وكان مخالفًا تمامًا لكل تصوراتى ورؤيتى التى وضعتها فى قالب طوال سنوات طويلة !!...

فقد جئت لهذة المدينة لحضور فعاليات المهرجان الدولى للمسرح فى دورته الثامنة ، وقد علمت أن ادارة المهرجان تحرص دائمًا على أن يتوافق موعد انطلاق المهرجان متزامنًا مع ذكرى ثورة التحرير ، وما تصورته أن الأمر ربما يقتصر على عرض مسرحي بهذة المناسبة - وهو ماحدث فعلًا - ثم ينتهى الامر عند هذا الحد ؛ لكن ما لم اتوقعه هو تجمع عدد غفير من الشعب من كل الإعمار -  اضافة الى أسر الشهداء  مع وجود التمثيل الرسمى ممثلًا فى والى المدينة والقيادات التنفيذية وفرقة للجيش الجزائرى - فى ساحة تطل على ميناء المدينة العريقة ، لتبدأ مراسم الاحتفال وسط حماس كبير من الأجيال الشابة التى لاتعرف عن الثورة سوى معلومات من الكتب والأعمال الفنية ، وهو أمر مثير للدهشة والإعجاب فى نفس الوقت ...وربما اثار ذلك داخلى أسئلة كثيرة لعل ابرزها ما تقوله كلمات النشيد الوطنى الجزائرى الذى يركز فى أحد أبياته على ( فرنسا) كدولة مستعمرة مع التعهد بمواجهتها (!!)

ان مشاركة الشعب فى الإحتفال بذكرى الثورة  ؛ لهو أمر جميل ايمانا بأنه هو صاحب تلك الثورة وذلك الانتصار على المستعمر القديم باعتباره كان الهدف الرئيس من تلك الثورة ، وهو ماينطبق بصورة او باخرى على دول كثيرة فى المنطقة ، لكن فى نفس الوقت هناك دول أخرى - ومن بينها مصر - تركز على ان الثورة قامت ضد النظام الملكى ونجحت فى طرد الملك وتغيير النظام تمامًا ....وكأن الاستعمار لم يكن له وجود ولم يشكل صراعًا بأى حال من الأحوال !

لنجعل إحتفالاتنا بذكرى الثورات مواكبة لمهرجانات دولية بمشاركة شعبية حقيقية فى ساحات وميادين حتى تعطى للاجيال الجديدة النموذج والمثل على إيمان آبائهم وأجدادهم بأنهم الصناع الحقيقيون لهذة الثورات التى غيرت كتب التاريخ بل والواقع  فى بلدانهم،  بحروف من نور يضىء داخلهم الأمل فى امكانية التغيير ولو بعد حين .

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز