عاجل
الخميس 28 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي
هل يجب أن تسقط مصر .. ؟؟ (2)

هل يجب أن تسقط مصر .. ؟؟ (2)

بقلم : لواء أركان حرب/ جمال عمر

هل حقا يجب أن تسقط مصر .. ؟؟ للمرة الثانية يفرض السؤال نفسه بشراسة على عقل وقلب كل مصري يعشق وطنه ، وهو حال الغالبية العظمى من المصريين ، خاصة في زخم غيوم الظروف الجارية والمبهمة في وطننا الغالي مصر ، والتي بات فيها الحليم حيران ، ويتساءل الجميع .. (إلى أين .. ؟؟) ، وكأن لا أحد يملك الإجابة ، أو ربما الكل يتنصل من إجابة لا يعرفها أو ربما الإجابة قد تكون مخيفة أو مرعبة ، أو ربما يخافون أن يتحملوا مسئولية وعود لا يضمنون تحقيقها ، فلا أحد يروي ظمأ العامة أو يحسم للخاصة جدلا ، والأعجب أنه كلما ازدادت حجم المعلومات كلما ازدادت الحيرة والترقب ، لاسيما بعد القرارات الاقتصادية الجريئة أو قل المتهورة لتوقيتها الخطير وإسهامها في مساندة دعوات الخونة لفوضى 11/11 ، وإن كنت على يقين أن الدولة المصرية واعية لما تفعله وتراهن عليه ، حتى ولو بدأ للبعض أنه انتحار سياسي أو تضحية من السيسي بشعبيته .



وما أتمناه أن يكون المتحدثون باسم الدولة مدركون جيدا لما يفعلونه من صمت وتخبط ، ولا يكون تخبطهم وانخفاض مستوى أدائهم ناتج عن ضعف أو فساد أو سقوط في مستنقع الإفساد الذي تعاني منه مصر منذ أكثر من عقود طويلة مضت ، ويكشر اليوم عن أنيابه بلا رحمة أو ضمير ، ليلعب دورا محوريا في منظومة هدم مصر وجيشها ، حتى أصبح جليا لأي متابع للأحداث في الأعوام الثلاثة الماضية أن تلك المنظومة تديرها قوى خفية مسيطرة ويبدو أنها في ملعب الأحداث الدولية تستخدم بريطانيا كجناح أيمن ، وأمريكا في مركز الجناح الأيسر ، وقوى الإرهاب المسلح (تجار الدين) كرأس حربة صريح ، يسانده من الوسط تركيا وقطر وإسرائيل ، وفي الخلف يتربص ويخرب ويحرض ذلك الطابور الخامس في الداخل والممثل في إعلام ممول وجماعات وفرق سياسية عميلة ، يساندها مجموعة من رجال المال والأعمال الحانقين والمعادين لأي إصلاح أو تقدم ، وفي الخارج مجموعة من النخب الفاشلة والهاربة من سياسيين ورجال أعمال وإعلاميين مأجورين أو ممولين ، وبين الإداريين والحكام والمتفرجين يتسلل المخربين والمهرجين والممولين والعملاء ليشوهوا المشهد ويزيدوه ضبابا وإحباطا ويأسا ، أملا في خسارة الفريق المصري للجولة والبطولة كاملة في مباراة واحدة .

ولم تعد المنظومة خافية على أحد ، فقيادة المنظومة غالبا ما تخطيء وتقع فيما يكشف وجهها القبيح على ألسنة ذئابها المتربصة كهنري كيسنجر .. وجورج سورس .. وبرنارد ليفي .. وميريكل .. وأوباما ... وهيلاري كلينتون ، ومن خلفهم قيادات الكيان الصهيوني الصارخين بخطورة مصر على بقاء إسرائيل ، ويتصدر صور المشهد دوما بعض صبيان المنظومة كأردوغان والقرضاوي والبرادعي وتميم ، ويساندهم بتزامن مخطط بعض المهرجين أمثال حمزاوي وحمزة وأيمن نور وحجي ، ويتجلى التنسيق الدقيق بين أطراف المنظومة عندما يعملون متزامنين بالتوازي وبالتوالي تبعا للمخطط ، فيتدرجون في صناعة الأزمات الداخلية بضرب السياحة والعبث لتخريب الاستقرار الأمني والاقتصادي ، فضلا عن قوى الإفساد الداخلية من تراكمات فساد الأخلاق المصرية ، ومعهم قوى الإفساد العميلة والخائنة المتفشية في مؤسسات الدولة ، متضافرة مع مؤامرات خلق أجواء من الإحباط بتركيز عملاء الإعلام على سلبيات وتضخيمها لبث اليأس في نفوس العامة وهي الأهداف المباشرة التي كشفت عنها تسريبات وثائق التمويل لجمعيات ومنظمات العمل المدني بشتى اتجاهاتها ومجالاتها ، ومتزامنا مع جرح قلوب المصريين بقتل أبناءهم غيلة بأيدي بعض المغيبين والمأجورين باسم الدين والجهاد على الحدود وفي سيناء ، ومستغلين حزمة قرارات الإصلاح الاقتصادي التي وضعت على كاهل المواطن أعباء جديدة لتنشيط الدعوات لفنكوش 11/11 ضمن المسلسل المتكرر والممل لمواعيد متتالية لفنكوش الثورات الشعبية الكاسحة الهادرة ، والتي رغم علم الجميع وأولهم من يديرون المؤامرة ، بفشلها وتزايد فقدانها زخم ودوافع قيامها يوما بعد يوم ، إلا أنهم لا يتركون وسيلة ولا فرصة يستنزفون بها هذه الدولة إلا واستخدموها .

ولا شك أن الأسباب الدافعة لضرورة إسقاط مصر لم تعد خافية على أحد داخل مصر أو خارجها وحتى أولئك المغيبين ومدعين السعي للمجد الإسلامي الضائع ، وتلك الدوافع كنا وما زلنا نقسمها زمنيا ، بداية من أسباب من الماضي بشقيه البعيد والقريب ، وأسباب من المستقبل المتوقع والواضح بناء على حاضر مرعب لكل أعداء مصر والمتربصين بها ، فالماضي البعيد دوما يذكرهم بأن المصريين هم أحفاد الفراعنة ولا يعرفون المستحيل ، وقد يمرضون ولكنهم أبدا لا يموتون ولا يقبلون الهزيمة أو الخسارة أبدا (كما قال عنهم قادة اليهود بعد حرب أكتوبر73) ، واليوم هم صمام الأمن والقائد والزعيم للعرب والمنطقة ، أما مستقبلهم فيقول أن مصر سوف تصبح أغنى وأقوى دول الشرق الأوسط اقتصاديا وعسكريا في غضون سنوات قليلة (كما تقول تقارير مراكز الدراسات الاستراتيجية الأمريكية والبريطانية في السنوات الثلاثة الماضية) ، وهو ما ينذر بميلاد دولة عظمى جديدة ، استطاعوا قمعها وتعطيلها وإعاقة تقدمها لأكثر من عشرة قرون ، ولكنهم اليوم يفقدون سيطرتهم عليها تماما ، فلأول مرة منذ مائة عام على الأقل يحكم مصر شخصا لا يخضع لهم ولا يملكون وسيلة للسيطرة عليه ، ولا حيلة لهم معه سوى بمحاولات اغتياله التي تجاوزت العشرة محاولات في سنتين ، فمصر لابد وأن تسقط اليوم وقبل الغد وبأي ثمن ، وهو ما تم تسريبه عن اجتماع مجموعة (بيلدربرج) التي تحكم العالم في إبريل الماضي ، وخرج بعدها كيسنجر ليهرتل بتصريحاته الخطيرة .. { لابد من إسقاط مصر واحتلالها وقتل كل المسلمين والكفرة والمعارضين في الشرق ، حتى ولو بلغوا ستة مليارات من البشر ، فقد آن الأوان لننفرد بقيادة حكومة العالم الموحدة بلا منازع } .

ومن الأمور الإيجابية التي يجب أن ننتبه لها أنه مثلا .. أنه رغم تصريحات صقور الماسونية العلنية والواضحة والمتعمدة وكذلك أفعالهم وعدائهم ، بل ورغم وقاحة تسريباتهم لوثائق الكثير من المؤامرات ، إلا أن هناك تجاهل متعمد من الغالبية العظمى لقادة العالم العربي والشرق الأوسط ، وهو ما يشكك العامة بأن هذا ربما من منطلق الضعف أو ربما خضوعا لمتطلبات العمالة والخيانة لأوطانهم ، ولكن الحقيقة الغائبة عن الجميع أنها متطلبات السياسة الواعية أو كما يسميها البعض (السياسة الاستخباراتية) والتي يدير طرفها الأهم اثنان من أعتى رجال المخابرات في العالم في العصر الحديث (كما يقول هنري كيسنجر) وهما بوتين والسيسي ، وتلك السياسة تقتضي التعامل في العلن بترفع وحزم يغلفه الصبر والحسم وطبقا للمواقف الرسمية المعلنة والتي تغطيها شعارات النبل والقيم والمبادئ الإنسانية ، وتجاهل وليس التغافل عن معالم وإشارات التآمر ، وهذا الأسلوب رغم صعوبته وحساسيته العالية ولكنه يمثل السند القوي والعائق الأكبر لاستكمال تنفيذ كل مؤامرات الماسونية ، فمثلا .. تحت شعارات مصالح الشعوب والحرص على مستقبلها تم بالفعل تدمير مخطط تقسيم سوريا ، ومؤامرة تقسيم ليبيا ، وعرقلة مخطط تقسيم العراق ، وهو ما فجر الاختلافات والاتهامات والتخبط في الغرب عامة وفي محافل قيادات الماسونية على وجه الخصوص ، ولكنه فجر أيضا نوايا المواجهة العسكرية العالمية التي باتت وشيكة ، والتي خططت لها الماسونية منذ أربعة قرون ولكنها اليوم اختلفت في أطرافها وموعدها المؤجل رغم أنف الماسونية لأكثر من عشر سنوات ، بل ويبدو أن نتائجه سوف تكون كارثية على الماسونية العالمية وخاصة إسرائيل وبريطانيا وأمريكا ، خاصة لو علمنا أن هناك أطرافا جديدة تدخل الصراع لم تكن في الحسبان وبامتلاك قدرات عسكرية فوق النووية والتي نسميها التكنولوجيا الفائقة القدرة ، وتستطيع أن تمحو دولا وكيانات عالمية (من على وش الدنيا) بلا تردد أو تراجع ، لو تم تهديدها .

وعند هذا المستوى من تكامل الصورة الحقيقية للمشهد العالمي ، لابد وأن تتضح حقيقة ألعاب الصغار وتفاهة وصغر حجم ما يحلمون به من صناعة فوضى 11/11 أو25 يناير ، 25 أبريل ، أو غيرها فيما بعد ، والتي تتوهم قوى الماسونية وذئابها ومهرجيها وصبيانها أن يستطيعوا من خلالها تحقيق أية مكاسب ولو باستنزاف أو إضعاف هذا الحصان الأسود الملقب بمصر ، وهو ما لم ولن يكون ولن يحدث بإذن الله تعالى وقدرته وقدره ، وكذلك لأسباب ربما تكون أكبر بكثير مما يعرفه أو يتداوله البشر ويقدرونه في حساباتهم ، والتي سوف نستعرضها لاحقا .. ، وكما تعلمنا .. ونعلمه لأبنائنا وأجيالنا القادمة ، فليس كل ما يعرف يمكن أن يقال ، وليس كل ما يقال هو الحقيقة المطلقة أو الكاملة ، والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون ...

 

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز