عاجل
الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي
الانتخابات الأمريكية .. (مسكرة) أم مسخرة ..؟

الانتخابات الأمريكية .. (مسكرة) أم مسخرة ..؟

بقلم : لواء أركان حرب/ جمال عمر

تحسم الولايات المتحدة الأمريكية خلال ساعات قادمة ، رئيسها الجديد ، فى ظل منافسة محتدمة بين المرشح الديمقراطى هيلارى كلينتون، والمرشح الجمهورى دونالد ترامب، فى ظل تقارب واضح فى النقاط التى حصل عليها كل مرشح وفقا لاستطلاعات الرأى التى جرت مؤخرا ، ويرى بعض رجال السياسة في مصر أن الفوز محسوم لهيلارى كلينتون بانتخابات الرئاسة الأمريكية ، مع احتمالات تغير التكتلات في اللحظات الحاسمة متعذرين بما يشاع أن معظم الأمريكيين لم يحسموا قرارهم بعد ، ولا شك أن هيلارى كلينتون تتمتع بدعم كل وسائل الإعلام ، وكذلك كل مؤسسات الدولة وبالتالى فهى الأقرب للفوز بخلاف دونالد ترامب الذى يعزف عنه كثير من المسئولين ومعظم وسائل الإعلام ، وقد يرى البعض إن هيلارى كلينتون هى الأفضل فى دعم العلاقات المصرية الأمريكية ، إذا فازت بمنصب رئيس أمريكا ، فضلا عن تمتعها بخبرة كبيرة بالعمل فى كثير من المواقع التنفيذية وهذا يؤهلها لقيادة دولة بحجم أمريكا.



ولكننا تعلمنا من تجاربنا في سنوات عمرنا السابقة أن الحقائق في السياسة العالمية خاصة الأمريكية والغربية عادة ما تكون مخادعة ، بل وتعيث فسادا خلف ستائر الدخان الإعلامية الكثيفة ، وتحركها أيادي الماسونية في الظلام في إطار مخطط مرسوم منذ قرون ، مع تعمد استخدام كل آليات الخداع الاستراتيجي الممكنة والمبتكرة ، مع احتراف التعمية عن الأهداف والاستراتيجيات الحقيقية ، وهو ما يدعونا دوما للمناداة بين الشعوب العربية خاصة مصر بألا ننبهر بما يسمونه الديمقراطية الأمريكية ، فالحقيقة ليست كما يقول البعض أن الديمقراطية الأمريكية سيئة ، بل إن الديمقراطية نفسها كلفظ ليست أكذوبة ولا تساوي أكثر من إلا حصان طروادة المخادع للتوغل في الأمم وتفريق وتشتيت شمل الشعوب وتفكيك وحدتها وتخريب نسيجها وتفتيته والسيطرة على مقدرات أمورها وثوراتها .

فالمتابع الواعي لصراع الانتخابات الأمريكية منذ عشرين سنة مثلا سوف يتذكر سريعا أن هيلاري كلينتون تحديدا قد تم اختيارها لتكون الرئيس الأمريكي عام 2017م منذ عام 2001م تقريبا وتعمدت هوليود أن تذكر ذلك في أربعة أعمال درامية متفرقة ، ولمن لا يعرف ما هي هوليود فهي أحد مؤسسات الماسونية التي تديرها المخابرات الأمريكية وتمارس بها إعداد الرأي العام والعبث بفكر الشعب الأمريكي بمنتهى الاحترافية والتكنولوجيا الدقيقة ولكن بلا أدنى ضمير أو مراعاة للإنسانية ، وربما .. تفوز هيلاري كلينتون وربما يحدث تغيرا في موازين الحسابات الماسونية ، فكلا المرشحين هما أسوأ ما لدى أمريكا من عناصر يمكن أن تقود دولة للأفضل ، فلدى كل من الجزبين والجمهوري والديمقراطي أسماء وقامات كبيرة في عالم السياسة الأمريكية والدولية ، ولك عجبا فقد وقع الاختيار على هيلاري كلينتون ، وهي أشرس وأخطر امرأة أمريكية على مر التاريخ ، فهي لا تتوانى حتى عن سفك الدماء والقتل للوصول لأهدافها ، ولا عجب فهي ربيبة نادي (البوهيميا) ومجموعة بيلدربيرج منذ نعومة أظافرها ، وهما قلب الماسونية الأخطر وأصحاب القرار في حكم أمريكا والغرب وأكثر من 60% من بلدان العالم .

وحبكا لدراما الانتخابات الرئاسية يتمخض الجمهوري الأمريكي عن أسوأ ما لديه من المرشحين ، فيعلن في غفلة من الزمن والمنطق ترشيح رجله الأهوج والمتهور ترامب كمرشح رئيسي ، رغم أن لديه جيب بوش الإبن الثاني لبوش الأب ، ولديه ماركو روبيو وراند بول ثم تيد كروز والأربعة هم فرسان سياسة من طراز خطير وجميعهم يملك مؤهلات حقيقية لمنصب الرئيس ، ولا مقارنة بين ترامب وأيا من المرشحين الأربعة الآخرين والذين لو ترشح أحدهم لخسرت هيلاري كلينتون من الجولة الأولى وبفارق شاسع ، ولذلك لابد أن يكون منافسها مرفوضا حتى من نفسه ، بل ومحل سخرية واستهزاء كل العالم وليس أمريكا فقط ، ورغم فضائح تورط هيلاري في أموال بلا وجه حق ، واتهامها في قتل عميل للمباحث الفيدرالية لكشفه عدة جرائم خطيرة ارتكبتها هيلاري كلينتون ، إلا أن كل هذا سوف يختفي وتظل هيلاري كلينتون هي فرسة الماسونية الفائزة بالانتخابات الأمريكية ما تحدث المعجزة وتنقلب الموازين ، فالماسونية دوما صاحبة المفاجآت الكارثية ، ورغم أن كلا المرشحين هما من عناصر الماسونية الأسوأ ، إلا أن التغير الجذري بين فوز هيلاري أو ترامب لن يحدث فارقا سوى في سرعة هدم وتفكيك الولايات المتحدة الأمريكية المحتوم .

خاصة لو علمنا أن هيبة أمريكا كدولة عظمى قد ولت وسقطت في هاوية الاستهزاء والاحتقار حتى وصلت لمراحل السباب العلني لرئيسها ورجال الدولة على ألسنة قادة وزعماء دول في شتى أنحاء العالم فضلا عن سباق تعمد إذلال واحتقار رئيسها ورجالها دوليا وفي المحافل الدولية قد أصبح معتادا ، وهي أحد أهم وأبرز علامات انهيار الأمم عبر التاريخ ، ولا عجب فهي علامات بشرية يتعرض لها رجال الدول كإنذار أخير لما هو قادم لها من دمار ، وبالنسبة لأمريكا فهو تسلسل منطقي حيث اكتشف العالم أجمع أنه يتعامل مع دولة بلا شرف أو ضمير ، ولا تستحق أدنى احترام أو تقدير ، وبالتالي فلا عجب أن تبدأ آخر حلقات مسلسل الانهيار الأمريكي برئيس مثل هيلاري أو ترامب .

ولا ننسى أن أمريكا بالنسبة للماسونية ليست إلا خادم مطيع ولا مانع من التضحية به في سبيل تحقيق أهدافها المرحلية كتدمير قوى عظمى تهدد الماسونية وتقوض أحلام الحكومة العالمية مثل الدب الروسي والتنين الصيني والمارد المسلم المقسم والمشتت عرقيا ومذهبيا والذي يعرفون أنه ما زال يغط في ثبات عميق ، وهذه الشعوب المستهدفة هي أهم الأهداف المرحلية المستهدفة من الحرب العالمية الثالثة المخططة منذ ثلاثة قرون مضت ، وما زالت مراسم الإعداد لمسرح الحرب لها يتم في الشريط العرضي شمال المتوسط وجنوب البحر الأسود وحتى بحر قزوين وما يليه شرقا ، والذي يمر بداية من تركيا فسوريا والعراق وإيران وروسيا والصين ومعهم غالبية الدول التي يحمل اسمها لقب (ستان) بداية ، وهي الحرب الختامية التي خططت لها الماسونية منذ ثلاثة عقود مضت وعلى حساب الجهلاء والمغيبين من شعوب هذه الأمم ، والتي يتعمد صقور الماسونية التشدق وإعلانها في نوع من نشوة التحكم والسيطرة والثقة في ضعف وغباء الآخرين بل ويسربون وثائقها في سخرية واستهزاء حقير من كل شعوب العالم المستهدفة .

ليس الأمر أسطورة ولا حبكة درامية لأحد أفلام الحركة ، بل هي الحقيقة المجردة التي يرفض كثير من البشر حتى محاولة التفكير فيها أو تصديق أمكانية حدوثها ، فالمؤامرة حقيقية وما يعانيه العالم اليوم من أزمات اقتصادية حتى للدول الغنية ما هي إلا مقدمات لتفجير الأوضاع وإعادة تجهيز مسرح العمليات للحرب العالمية القادمة بلا جدال ، والتي تضع الماسونية من خلال الانتخابات الأمريكية الحالية آخر لمسات المكياج (المسكرة) أو قل المسخرة لرموش الوجه الأمريكي فيها .

 

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز