عاجل
الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي
انشكاح عيسي !

انشكاح عيسي !

بقلم : محمد يوسف العزيزى

الاعتزاز والانشكاح والانشياح والانفشاخ والانبساط والحلاوة .. وغيرهم من الكلمات الدالة أو غير الدالة ساقها إبراهيم عيسي في مقدمته الأولي التي استغرقت أكثر من ساعة مساء الأحد الماضي وهو يتكلم عن الإجراءات والقرارات التي اتخذتها الحكومة يوم الخميس الماضي الخاصة بتحرير سعر الصرف والرفع الجزئي للدعم عن البنزين والسولار وتداعيات هذه القرارات علي المواطن .



من حق عيسي أن يقول ما يشاء ، وأن يري ما يشاء باعتباره مواطن مصري قبل أن يكون إعلامي وصاحب منبر يطل منه علي الناس أربعة أيام أسبوعيا ، ولأنه إعلامي يوجه رسالة للمواطن تقع عليه مسئولية أخلاقية عندما يتكلم ، فإذا كان الكلام رأيا منقولا عن آخر عليه أن ينسبه لصاحبه ، وإن كان كلامه منطلق من قناعاته الشخصية فيجب عليه أن يقول هذا رأيي حتى يضع المشاهد أو المواطن الذي يخاطبه في موقع الاختيار وليس الإجبار .

عيسي وهو يناقش القرارات – في تقديري – اهتم بالشكل وأغفل المضمون بالتحليل فصال وجال في وصف إخراج القرارات بفرح العمدة والهيصة والزمبليطة معلقا أن القرارات ليست جديدة وهي قديمة ومحفوظة وليس بها إبداع ومرمية علي الأرصفة في دول العالم من 100 سنة ، وأن هناك دول أخذت بها ونجحت ودول طبقتها وفشلت ، والحقيقة أن ما قاله عيسي ليس بجديد أيضا لأن أي روشتة دواء يكتبها الطبيب لمريض لا يلتزم بما جاء فيها من جرعات وتوقيتات لن تشفيه من مرضه ، فالعيب ليس في الدواء ولكن في الالتزام بتعليماته !

أسهب عيسي في وصف الحالة بكلمات جديدة في قاموس الخطاب الإعلامي وغريبة علي مسامع المشاهدين والمتابعين ، وأضاف أن الكتائب الإلكترونية التي تنفق عليها الحكومة الملايين لتجميل الصورة وتزييف الواقع بذلت مجهودا كبيرا في الأيام الثلاثة الأولي بعد إعلان القرارات ، والحقيقة أيضا لا أعرف من أين جاء برقم الملايين التي تنفق علي هذه الكتائب التي تروج للنظام في حين أن الحكومة لديها مشكلة حقيقية في تسويق قراراتها ، وفاشلة في الإعلان عنها بالأسلوب الصحيح وأنها لا تجيد قراءة من تخاطبهم رغم ما تقدمه ، ويبدو أنه نسي أن يقدم الدليل علي ذلك .. ( أَتَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبِرِّ وَتَنسَوْنَ أَنفُسَكُمْ وَأَنتُمْ تَتْلُونَ الْكِتَابَ أَفَلاَ تَعْقِلُونَ ) البقرة 44 .

بعد ما يقرب من الساعة في الوصف وإثبات عدم جدوى هذه القرارات وهذه الإصلاحات دون أن يقدم بديلا قابلا للتطبيق – علي الأقل – من وجهة نظره في علاج هذه الأزمة التي يري أنها وليدة السنوات الثلاث الفائتة فقط قدم العلاج فقال أن الحل طالما اتخذت الحكومة هذه القرارات القديمة البالية ينحصر في أمرين الأول استخدام الكفاءة في التنفيذ – وأنا معه – والثاني هو الرقابة ، وهنا يبدو الأمر غريبا في مفهوم الرقابة التي يراها ويريدها عيسي حيث وصف مفهوم الرقابة لديه بالحرية ( يعني حرية المواطن ) بمعني أنه – والكلام لعيسي – طالما الدولة تخلت عن دورها في الرعاية والحماية وتقديم الدعم فلابد أن ينتهي منطق الوصي طالما أن الوصي لا يدفع ، ونتحول إلي دولة المواطن الذي يحكم .. مفهوم جديد للدولة .. ولم يقدم تفسيرا غير أننا شعب يعاني ولا يمكن أن يسلم نفسه إلا لنفسه ، وطالما الدولة عجزت عن تقديم الرعاية والدعم ( نقعد كلنا ندير .. الإدارة بالحرية ) ! 

الرسالة التي يرسخها عيسي في أذهان الناس هي .. الدولة عجزت وانتهي الأمر ومن ثم نحن من نحل المشكلة الاقتصادية .. كيف .. ؟ لم يشر من بعيد أو من قريب لذلك ، والرسالة الثانية هي نحن الآن في دولة المواطن ، وليس دولة الرئيس أو دولة الحكومة أو دولة البرلمان .. باختصار دولة بلا مؤسسات تحكمها ( قعدة عرب علي أي مصطبة .. ! ) هذا هو إعلام الرأي ..

 

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز