عاجل
الأربعاء 24 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي
هل دونالد ترامب .. هو جورباتشوف أمريكا..؟

هل دونالد ترامب .. هو جورباتشوف أمريكا..؟

بقلم : لواء أركان حرب/ جمال عمر

في تحول دراماتيكي مخالف لكل المخططات المعلنة والتوقعات الدولية والأمريكية أيضا ، أعلنت أمريكا فوز المرشح الجمهوري و(المدفع المنفلت) كما يلقبه البعض دونالد ترامب  بسباق الرئاسة الأمريكية ليصبح أول رئيس جمهوري منذ (16) ستة عشرة عاما بعد جورج دبليو بوش (بوش الإبن) ، وهو أيضا ما كان آخر التوقعات وأسوأها عالميا نظرا للحدة والتهور التي يتميز بها ترامب



وسريعا ما تذكرني جولة الانتخابات الأمريكية وفوز ترامب المفاجئ بنتائج مباريات المصارعة الحرة الأمريكية الغير شريفة والمفاجئة والمفجعة دوما ، فقد عاش العالم والأمريكان أنفسهم شهورا طويلة وهم شبه واثقين في وصول هيلاري كلينتون للبيت الأبيض ، وحتى المناظرة التي تمت بينهما جاءت نوعا من الكوميديا السوداء في حق ترامب ، وخرج منها ترامب وكأنه بلطجي جاهل وأرعن سقط في اختبار الثقة أمام امرأة أكثر منه وعيا وقدرة وثقة ، ولكن هذا هو حال مباريات المصارعة الأمريكية.

ورغم أن ترامب قد بدأ عضوا في الحزب الديمقراطي ثم انتقل للجمهوري ثم تحول لمستقل وبعدها عاد للجمهوري يتبادر للذهن سؤال عمن هم الجمهوريين ؟؟ وما هي سياساتهم المعلنة والخفية ، وهو سؤال بسيط لو تذكرنا أن كلا من بوش الأب والإبن هما صاحبا أعنف حروب واعتداءات على دول الشرق الأوسط ، فهم أصحاب مؤامرة وخدعة تدمير برجي التجارة العالمي لإيجاد سبب لدخول أفغانستان وتدميرها ومن بعدها العراق وتخريبها ونهب ثرواتها ، فهم من أكبر أصول العرق الماسوني الدموي ، ولا ننسى أن ورجال الجمهوري البارزين هم أعضاء من الدرجات العليا للماسونية ومجموعة البوهيميا التي تحكم أمريكا منذ أكثر من ثلاثة قرون دون منازع ، وبالتالي فهم أصحاب مخطط المليار الذهبي ، وضرورة سرعة تنفيذه من خلال الحرب العالمية الثالثة التي يتم تجهيز مسرح عملياتها في سوريا والعراق وتركيا وإيران في الطريق خاصة بعد تورط روسيا واقتراب تورط الصين .

فالماسونية أيا كان انتماء رجالها للجمهوريين أو الديمقراطيين فهي تدير أمريكا وسياستها الثابتة والمستمرة بلا أدنى تغيير مهما اختلفت الوجوه والرؤساء ، ولكن دوما كان الجمهوريين هم أكثر حدة ودموية في تاريخ أمريكا ، خاصة لو تذكرنا أن أبرزهم كان إبراهام لينوكولن وتيودور روزفلت ورونالد ريجان وبوش الأب والإبن وريتشارد نيكسون الذي أجبر على الاستقالة بسبب فضيحة ووترجيت ، ومن العجيب أن فوز ترامب جاء في أعقاب تحركات مريبة تمت خلال يوم الثلاثاء الغريب ، بدأت باجتماع عاجل ومغلق لصقور الماسونية وعلى رأسهم هنري كيسنجر ويضم كوندليزا رايس ورامسيفيلد وديك تشيني بالإضافة لملوك المال اليهودي مثل روتشيلد وروكفيلر وهؤلاء هم أصحاب القرار في تحديد الفائز بالرئاسة فعليا وبغض النظر عن المسرحية الهزلية التي نمارسها جميعا ونمثل تصديقنا لها ، سواء كمجاملة سياسية أو تصديقا ساذجا مقرونا بحماقة نفوس أو عمالتها للماسونية.

وبعيدا عن ترهات السياسة الدولية والأمريكية ومسرحياتها الهزلية ، وحتى تداعيات الصدمة المؤقتة لفوز ترامب الفعلية على أرض الواقع من تراجع أسواق المال الحاد وخسارة كثير من العملات بعض من قيمتها بداية من الدولار والين واليورو والعملة المكسيكية ، وتزايد خسارات البوصات العالمية ، وكذلك حالة الهلع وانفجار التزايد على طلبات الهجرة من أمريكا إلى كندا لدرجة سقوط موقع الهجرة لكندا وتوقفه عن العمل وهو ما ينذر بأن الحقيقة التي يعرفها ملايين الأمريكان بأن ترامب قد جاء لخراب أمريكا وتدميرها ، خاصة وأن الأمريكان يؤمنون ويعتقدون بشدة في النبوءات التي تؤكد اقتراب دمار أمريكا على يد رجل متهور ودموي ، وبعيدا أيضا عن دوائر صنع القرار المعلنة في أمريكا ، فإن صناعة القرار الأمريكي كانت وما زالت في يد صقور الماسونية والجميع ينفذ سياساتها وألاعيبها السياسية والعسكرية ، وهو ما يجعلنا نبحث عن حقيقة النوايا المستقبلية ومؤشراتها بفوز ترامب المفاجئ 

وليس من العجيب ولا الغريب أن صقور الماسونية قد أجروا تحركات كثيرة وسريعة خلال الأيام القليلة التي سبقت الانتخابات بداية من الجلسات المغلقة لمكتب التحقيقات الفيدرالي مع هيلاري كلينتون والذي كان له أكبر الأثر في تغيير نوايا الماسونية وقرار وصول ترامب بدلا من هيلاري كلينتون ، وقد كان أبرز هذه التحركات هو الاجتماع العاجل والمغلق لصقور الماسونية من صباح يوم الثلاثاء العجيب وكان من نتائجه هو المفاجأة الكبرى بتزايد المصوتين لترامب تباعا لتنتهي بفوزه الصادم والمفاجئ ، وهنا لابد وأن نتساءل ، لماذا وماذا حدث حتى تسقط هيلاري من حسابات الماسونية وهي المبشرة بالفوز منذ عام 2001م ، فهل الصراعات الخفية بين قوى الماسونية المتباينة والتي تفاقمت بخسارة أهم أذرعها في الشرق وهم الإخوان والوهابيين والشيعة وافتضاح أمرهم للعامة إضافة لفضائح صناعة بن لادن وداعش والتي تمثلت في انهيار الهيبة والاحترام لرجال الإدارة الأمريكية والتي تكررت مرارا في كثير من الدول والتي بدأت في العام الماضي 2015م وتزايدت خلال العام الجاري 2016م ، هل هذا ما دفع قيادات الماسونية لتغيير وجهها التقليدي ، أم هناك فئة صاحبة توجه مختلف داخل قيادات الماسونية هي التي وضعت يدها على مقاليد الحركة السياسية ، وقررت أن تعيد إنتاج شكل مخالف للسياسة الأمريكية ، 

وهل ستكون التوجهات الجديدة أقرب لتوجهات جماعة التنظيم الخاص الملقب بالقطبيين ، وهو ما ينذر بأن أمريكا تقترب من نهايتها ، أم كما يقول بعض الخبراء والدارسين للماسونية ، أن الماسونية تعرف أن أمريكا قد أصبحت وجها مستهلك وقد حان أوان تفكيكها والتضحية بها لتحقيق أهداف كبرى ومصيرية في مسيرة الماسونية لحكم العالم ، وهل الوجه الجديد لشرطي العالم سوف يكون من نصيب روسيا التي هدمتها الماسونية منذ عقود ثلاثة ، واليوم جاء الدور على أمريكا لتسقط في مستنقع التقسيم الذي تجرعته روسيا ، ويصبح ترامب هو جورباتشوف أمريكا .

ومن الطبيعي عندما يحدث هذا التحول الاستراتيجي تجاه ترامب وتقرر الماسونية فوزه ، فلابد وأن يحدث تحول جوهري في لغة خطاب ترامب ليكون وجها جديدا مخادعا لكل العالم ، وهو ما حدث بمنتهى الدقة والذي بدأ في الساعات الأخيرة وخلال خطابه الأول بعد فوزه ، وهو ما يضع علامات استفهام كبيرة بل ويفسر التحول الدراماتيكي الكبير في قرار الماسونية بفوز ترامب ، ولا مجال للحديث عن كيفية تحديد النتيجة  والعبث بها ، فنظام الانتخابات الأمريكية يحتوي على أكثر من (3000) فرصة للتزوير عبر الثغرات الالكترونية المتعمدة والتي يشبهها الخبراء بالمتاهة ، مما يجعل نظام الانتخابات الأمريكي المعقد مشبوه لدرجة النزاهة ، وبالتالي فنح أمام منعطف تاريخي في سياسة ومستقبل الاستراتيجيات العالمية والتي سوف تتضح سريعا وفي خلال أسابيع قادمة .

وعلى صعيد المصالح المصرية والعربية وعلاقاتها مع أمريكا ونظرا لأن هذا (الترامب)  على وجه الخصوص كان وما يزال محسوبا على أشد أجنحة اليمين المتطرف تهورا وعنفا ، فلا مجال لبناء آمال عريضة على هذا الرئيس الجديد (دونالد ترامب) ، فهو جاء بالفعل لهذا المنصب لأنه حريص على تنفيذ المخطط بمنتهى الدقة والإخلاص للأخوية الماسونية وحتى لو فكر في هذا فهو أبدا ومطلقا لن يستطيع تغيير شيئا من السياسات الأمريكية تجاه أي دولة أو كيان في العالم إلا في إطار المخطط الأكبر للماسونية ، وبرغم أن فوزه يعد تغييرا حادا في استراتيجيات الماسونية ، ولكنه ربما يكون توجها في منتهى الخطورة على مستقبل العالم وأمريكا والشرق الأوسط بالتبعية ، ولن ننسى أن الإخوان هي أحد أذرع الماسونية التي لا يستطيع ترامب المساس بها إلا إذا كانت الماسونية قد قررت التسريع بالتضحية بها لتزايد ضررها عن نفعها ، وإن كانت مازالت تمثل جبهة ضغط ومسمار في ظهر مصر والشرق الأوسط ، وكذلك لن يكون هناك تغيير في مخطط تقسيم السعودية التي تقترب منه بخطوات سريعة وقبلها تركيا قد بدأت وسوف تسقط فجأة خلال شهور وبعدها إيران وعلى الدرب المغرب ، وخلاصة القول أنه لا تغيير في استراتيجيات الماسونية ولكنه شيئا من المناورة الإستراتيجية لإلهاء العالم والمغيبين بدفعهم للبحث عن بعض الأمل وكثير من المخاوف في زخم الإعداد النهائي للحرب العالمية الثالثة .

 

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز