عاجل
الأربعاء 24 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي
سنستكمل ثورتنا في 11/11

سنستكمل ثورتنا في 11/11

بقلم : عبدالجواد أبوكب

لا يستطيع منصف واحد القول أن مصر تعيش أفضل عصورها، ولا أن مواطنيها راضون عن الأوضاع المتدهورة، فالفساد الصارخ ما زال موجودا ومتربصا بالوطن والمواطن، والتعليم  لا يتحسن ومازال هو الوحش الرئيسيس الذي يلتهم غالبية دخل الأسر الفقيرة والمتوسطة - إن وجدت- ، والخدمات الصحية لا تزال علي حالها السيء، والوساطة والتمييز وليس الجهد هما العاملان الحاكمان في معظم أماكن العمل حيث لا يكفي فيها أن تكون مجتهدا ومميزا، بل قد يكون ذلك وحده سببا كافيا ليتم إقصاؤك وتهميشك وأحيانا للحجر المهني عليك بمفهومه القاسي.



 

ويزيد من حالة الضجر والمعاناة التي يشعر بها المواطن المصري تلك النوافذ الاعلامية التي تقتحم منزله كل مساء لتبصره بالأمور فيكتشف أنها تعقدها وأن الاعلام تحول من دوره المهم في تشكيل وعي الرأي العام إلي تشتيته وإصابته بالحيرة في معظم الأمور حتي تلك التي تتعلق  بالأمن القومي المصري ولا تحتمل اللبس، ثم زاد الطين بلة تعويم الجنيه في مقابل العملات بعد ارتفاع سعره في السوق السوداء إلي ضعف قيمته الرسمية بالبنوك، وبدا واضحا أننا ما زلنا نفتقد تحقيق ما نادت به كل الثورات المصرية من تحقيق العدالة الاجتماعية الكاملة خاصة بالنسبة للفئات الأكثر فقرا والموظفين محدودي الراتب ومن بينهم فئات مميزة مهنيا كالأطباء والصحفيين أصحاب الرواتب الثابتة.

ومع دعوات  إستكمال الثورة والتظاهر في 11/11  ضد النظام لتحقيق العدالة الكاملة وتحسين أوضاع الفقراء بدا السؤال الأهم ، كيف لمظاهرات تعطل العمل ومصالح الناس  أن تحسن الأوضاع؟ وكيف لثورة تدعو لهدم ما تم بناءه بالفعل أن تنمي الوطن وإقتصاده، وكيف يقتنع البعض أن هذا الآداء المربك الذي نصدر للعالم من خلاله بأننا في حالة توتر داخلية كاملة التفاصيل سيكون عاملا مساعدا في جذب الاستثمارات والسائحين إلي مصر.

 

وأنا مقتنع بالفعل أننا نحتاج في 11/11  وما بعدها لإستكمال ثورتنا لكن ليس بهذا الأسلوب، ولكن بالبناء والعمل والحفاظ علي ثوابت الأمن القومي، وأن نعرف خطورة الصورة السيئة التي نصدرها للعالم عنا، ويكفي أن أشير إلي أن مكاتب الصرافة في مختلف دول العامل لا تتعامل بقيمة الجنيه وفق ما تتعامل به البنوك المصرية ولكن بالقيمة التي تتباري وسائل الإعلام لدينا في نشرها عن إنهياره وصعود الدولار مقابله  في السوق السوداء التي تربط كبار الحيتان فيها مصالح مشتركة مع بعض ملاك وسائل الاعلام أو العاملين فيها.

 

وإذا كنا نريد أن نستكمل ثورتنا فلنكملها علي الفساد المستشري في كل قطاع وأولها البرلمان الذي دخله البعض من باب النضال ومصلحة الفقراء، لكن لسانهم يتوقف عند حدود مصر ويستجدون العطايا من الخارج، وعلينا أن نضغط علي النواب الذين انتخبناهم ليقفوا بجدية في وجه الفساد والمافيا التي تحكمه وأولها فساد القمح الذي لم نعرف في قضيته من المسئول، وهل وزير التموين المستقيل خالد حنفي مدان أم ضحية، وفي الحالتين يجب أن يكون هناك فعل حقيقي ، وكذلك الأمر بالنسبة لمافيا السكر والأرز والعلف والأدوية والمنتجات الغذائية وغيرها.

وإستكمال الثورة يجب أن يصل إلي الإعلام الذي أصبح  الخاص منه في جزء كبير منه يغلب قواعد البيزنس علي قواعد الوطنية، والعام في بعضه يغلب المصحة الشخصية علي العامة، وإجمالا أصبحت فئة منه شريكا مساهما في الفساد العام، وبات بلا قواعد  داخلية تحكمه فضاعت حقوق العاملين فيه خاصة الشباب الحلقة الأضعف في منظومته وهو ما أثر علي المنتج النهائي له.

 

وعموما فإن إستٍكمال الثورة يحتم علينا العمل بضمير ووعي وإبتكار، ومواجهة الفساد أياً كان القائمون به، والعمل علي إصلاح المؤسسات التي نعمل بها ومواجهة مستغلي الأوضاع التي تمر بها البلاد والظروف الدولية المصاحبة، لأن الرئيس عبدالفتاح السيسي لن يستطيع تصحيح الأوضاع بمفرده ، خاصة في ظل تقاعس البعض في منظومة الادارة الحكومية التي لولا تواجد الجهد الكبير للقوات المسلحة في مختلف القطاعات لأصبحت الأوضاع أسوأ مما نحن عليه ألف مرة.

 

ونسأل هنا مجددا، هل يعمل الرئيس علي إصلاح الأوضاع ومواجهة الفساد؟ أم يكتفي بلعب دور الرئيس؟، وهنا تأتي الاجابة قاطعة بأن المسئول الأول في البلاد لا يدخر جهدا لإصلاح الأوضاع، والمتابع بإنصاف لآداءه سيري أنه يمتلك خطة واضحة المعالم لإعادة مصر لمكانتها الكبيرة علي كافة المستويات محليا وإقليميا وعربيا، ولديه تصور حقيقي لدور الشباب في تنمية الوطن وإعادة مصر المنتجة إلي عالم الاقتصاد، كما أنه يمتلك إرادة واضحة لمكافحة الفساد ولم يتردد لحظة واحدة في مواجهته حتي عندما تعلق بوزراء في حكومته.

 

والمتابع المنصف سيكتشف أيضا أنه يثقل كاهل فريقه المعاون في الدائرة القريبة منه بمؤسسة الرئاسة بمهام متوازية ومتعددة في كل الأحيان ، ومتقاطعة في بعض الأحيان، وفي كل الاتجاهات بما يخدم الرؤية الاستراتيجية التي يأمل أن تنهض بالوطن اذا ما  اعتمدنا العمل وإتقانه أسلوب حياة.

 

وأخيرا ورغم الأوضاع الصعبة  التي تمر بها البلاد فنحن في حاجة لثورة تكمل الثورة، لكنها يجب أن تكون ثورة من أجل الوطن لا عليه.

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز