عاجل
الثلاثاء 23 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي
هن رحمة لنا .. وكفى الله (الرجال) .. القتال

هن رحمة لنا .. وكفى الله (الرجال) .. القتال

بقلم : لواء أركان حرب/ جمال عمر

لا شك أن الحديث عن الأنثى يجب أن يكون حذرا .. فليس منا من يريد أن يقضي ليلته شريدا .. أو يصارع وساوس شيطاينه حتى الصباح باحثا عن النوم تحت وسادة أشواك مصنوعة من عبارات وكلمات أو حتى نظرات شك وترقب وغضب مشوب بتربص وتوعد محموم دون أسباب ، فسبحان الله الذي منحهن قدرات خاصة على أن تحيل حياة أي رجل لمظاهرة إخوانية بلا حدود أو نهاية وبمنتهى السلاسة والتلقائية الفطرية ، وربما بنظرة أو كلمة وربما تعليقا صاروخيا ، يعلق كل (سلام) الرجل في حبل مشنقة النكد المزمن ، وتلك قدرات جبارة لا ولم ولن يمتلكها هذا المخلوق المفتري المتجبر والمدعي للخشونة والفحولة والملقب بالرجل.



وعجبا .. فرغم إصرارهن العنيد على عدم تغيير عاداتهن الشخصية ، ولكن الميراث التاريخي للأسلحة الأنثوية الفتاكة لديهن يمتاز بسرعة التطور والتفاقم خاصة لو كان في مضمار تحديث أساليب ووسائل النكد والزوابع الأسرية ، فقبل أن يعتاد أو يعرف الرجل .. وأعني به هذا المخلوق المسكين الملقب بالزوج ، .. قبل أن يعتاد ويتعلم وسيلة بداية مسلسل النكد أو يعرف له وسيلة للتعامل أو التفادي ، تكون الأنثى قد ابتكرت مجالات وسبل ووسائل وأساليب بديعة التعقيد ومتباينة التركيب ، وكأنهن يتفنن في إضافة الجديد في كل يوم أو ساعة وربما كل دقيقة لمنظومة إتقان وحبك عقدة النكد المزمن ، حتى لا يجد الرجل وسيلة للفكاك أو التخلص منه .

ولا عجب أيضا .. أن الرجل غالبا .. ما تمنعه رجولته وكبرياء فحولته وإحساسه بقيوميته الفطرية أن يعترف أو يستسلم ، فهو أبدا رافضا ومعترضا ولكن غالبا بصوت جهوري ينضح بحجم غباء وحماقة (طبق الكبدة بالطحينة) القابع والكائن تحت جمجمته ، فيخسر بكلمة أو حرفا ، وربما بإيماءة أو إشارة كل مسببات وعلامات تثبت أنه صاحب حق ، ليتحول في دقائق وربما ثوان معدودة وبلسانه وربما بيده لمجرم آثم ومعتدي ، وهكذا هو الرجل عادة ، إلا من بعض الأزواج المقتدرين والمحترفين فطريا لاستخدام وسائل الكيد وتفجير النفوس والصدور بكثير من الصمت والهدوء القاتل ، وهم عدد محدود للغاية، ولا يكاد يشكل نسبة تستحق الذكر ، وهذا النوع لديه قدرة على دفع الزوجة للانتحار خنقا أو غرقا في همومها وأحزان عمرها المهدر يوم زواجها ..  وبلا أدنى تأنيب للضمير .

ورغم أن المرأة تعرف جيدا أن زوجها المتفجر غضبا أو اعتراضا هو أفضل أنواع الأزواج على الإطلاق فهو ينسى سريعا ويتسامح ويعفو ، بل ويدفع الكثير دوما مما يستطيعه لاسترضائها ، ولكنها أبدا لا تعترف بهذا إلا نادرا ، ولا تريح قلبه ولا تحتويه وتسعده دون مقابل ، بل تستغله دوما لتكون هي الفائزة في جولات صراع الأزواج الذي أبدا لا ينتهي حتى ولو اختفى لفترة تحت رماد ضغوط الحياة اليومية ، وبعض المشكلات الطارئة أو الطويلة بل وأحيانا تستخدمه كوسيلة لتفريغ الطاقات السلبية داخلها مهما كانت الظروف قاسية عليهما ، وهو ما رأيته عند تدخلي لحل أزمة مشكلة مشاجرة عنيفة بين سيدة سورية وزوجها هاربين من جحيم الحرب في سوريا إلى مصر وجارت عليهما الظروف ليتحولا من موظفين بمؤهلات متوسطة في سوريا لعمال نظافة في البيوت والشركات بالأجر ، وانتهت المشاجرة بينهما بأن ضربها الزوج بسلسلة بلاستيكية كالكرباج حتى أدمى ظهرها وجسدها ، وبعد جهد جهيد مع الرجل لملامته وعتابها وتقريعه ، انطلق يروي لي أسباب تهوره وتجنيه أمامها ، وهي جالسة وتبدو مسكينة منكسرة وحزينة  ولكن تلمح في عينيها ابتسامة انتصار لنفس أنثى بكل مكرها ، لأكتشف أن هذه المسكينة تستحق أكثر من هذا ، وحمدا لله أنه تمالك أعصابه ولم يحولها لذكرى أنثى راحلة .

وفي محاولة لاستدراك رجل أحمق لبعض كرامته المهدرة .. ورط نفسه بلسانه .. بقوله أنه يستطيع الزواج بغيرها ، وهو ما أحال القاتل لمقتول والضحية مجرما ، وأعاننا الله فأصلحنا بينهما ، ووعدته أن أبلغه الرأي خالصا وكاملا في كلمات منشورة ، افرغ فيها غيظ قلبي وأشلاء نفسي .. كالتالي ... سيدي الرجل .. لن أنزلق في خديعة حق الزوج أن يتزوج بأخرى أو يستبدل زوجته ، فتلك أشد النصائح شرا ، وأسوأ أنواع الحلول وصفا ، فقط ... لأنهن .. كلهن جميعا ... وبلا استثناء .. قد خلقن من نون النسوة ، ويمتلكن نفس الجينات الذهبية السحرية ، والتي قد تختفي ولا تكاد تجد لها أثرا في أيام الخطبة السعيدة وقبل الوقوع في المصيدة  العتيدة ، ولكنك أخي المسكين .. قبل مضي أيام من لحظة تأكدها .. من وضع اليد على جثة كيان روح أم جنابك .. كزوج أسير ومحتل بلا سند أو أمل ، سوف تنفجر القشرة الخارجية من الرقة والنعومة والوداعة والأنوثة والحنان ، لتكشف عما تحتها من مزرعة طبيعية كاملة ومتكاملة ، وزاخرة ببصيلات المصمصة الشهيرة ، وشجيرات الثرثرة الحمقاء أو (الرغي الملعون) ، المنتشرة بين غابات الجدال الأزلي المسلسلة بعروش الصمم العقلي ، والمفتقرة لرائحة الفهم النفسي ، والمزركشة بزهور التربص العفوي أو ما نسميه بـ (جر الشكل الفطري) ، والمزينة بسماء رمادية ملبدة بغيوم النكد السحرية والمصحوبة بــ (تكشيرة خالتي بمبة في فرح ضرتها) ، وربما يكون المسكين من أصحاب الحظ السيء فيفجعه سريعا تواتر بعض نخيلات غرور زهرية تعانق سحب القطب الثلجية كبرا فطريا ، ولا مانع لو ساءها لفظا معترضا أن تمتعه بزخات من قطرات التناكة والتناحة المليئة بكثير من فطريات الحن والمن تسابقها همسات الحسرة المنكوبة على نصيبها المنحوس ، ووكستها الملفوفة في حظها الأسود ، مع أشلاء من افتكاسات النكد الأنثوي المصري المعتق ، والتي لا قبل للرجل ولا قدرة له على التعامل معها في سلام أو سلاسة ، ولذلك .. عزيزي الرجل الزوج المكلوم .. والمفجوع في صمت .. فكفاك من الروعة قطفة ، ومن الجمال زخة ، ومن السعادة مرزبة .. وتمتع صامدا في روعة رونق طباع زوجتك الحنونة ، ونصيبك المأفون ، ولتقنع سيدي .. خانعا مستسلما .. وحامدا شاكرا متبتلا .. على ما رزقك الله من بعض الهناء والسرور .. المغلف ببعض الشرور .. يا شحرور ... وكفى الله الرجال .. القتال ..

 

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز