عاجل
الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي
"المصالحة بقيادة نائب المرشد"

"المصالحة بقيادة نائب المرشد"

بقلم : د. محمد فاروق

في الحقيقة أن كل المبادرات السابقة بقيادة سعد الدين ابراهيم أو حسن نافعة كانت صفعة مرتدة على وجوههم ، هذه المبادرات وبكل العلوم الدينية والسياسية لا تنُم إلا عن تجارة رخيصة بمصائر الأوطان ، تماماً كما سبقها مبادرات الدكتور أحمد كمال أبو المجد أو مَن سيأتي بعدهم من أشخاص ومبادرات لم ولن تكون نابعه من أصحابها وشخوصهم وأسمائهم ، إنما هم مدفوعون بشكل أو بآخر من رؤوس سياسيه داخلية وخارجية ، ليس لديّ دليل على اتهام أحد منهم بالعمالة أو التبعية والانحياز لجماعة الإخوان ، إنما أتَّهم فكرهم ورؤيتهم الفقيرة في البحث عن حلول للتهدئة كما يزعمون ويرون .



ثم في كل مرة ، ومع كل مبادرة من هذه المبادرات الدنيئة ، كانت تخرج علينا جحافل اللجان الإلكترونية الإخوانية لترفض تلك المبادرات ، وكأنهم يغسلون أيديهم من المبادرة وصاحبها ، ويظهرون بمظهر الرافض ، ويكأن الدولة وافقت !!

إنما الآن ، واليوم ، أصبحت المبادرة من بيتهم ذاته ، وعلى لسان نائب المرشد العام لجماعتهم الحقيرة المدعو إبراهيم منير ! والذي قال نصاً " ندعو حكماء الشعب ، أو حكماء الدنيا ، لرسم صورة واضحة للمصالحة في مصر " !

أيها القاتل الحقير ، أنت تشعر بالضعف ، وترى نهاية جماعتك وتنظيمك الإرهابي ، يأتي ذلك تزامناً مع خسارة هيلاري كلنتون للانتخابات الأمريكية أيها الوغد ، ألاعيب مكشوفة ، فالداعم الدائم بالبيت الأبيض تم استبداله بالعدو اللدود لجماعتكم ومَن على شاكلتها ، بالرغم من أننا نعلم يقيناً أنه لن ينفعنا إلا أنفسنا وعملنا ، إلا أن هذا الرجل وبشكل غير مباشر تتطابق وجهة نظره فيكم  وعداوته معكم مع الأجندة المصرية الشعبية وعلى مستوى الإدارة السياسية والإرادة المصرية في مجموعها .

من منطلق ديني وسياسي " وإن جنحوا للسلم فاجنح لها ".. هل جماعة الإخوان تجنح للسلم ؟

أقول لكل المتلاعبون بالدولة وشعبها ، والذين يستعدون الآن لفتح باب المزايدات ومحاولة التقاط دعوة هذا المرشد الوقح ، للبدء في ترويجها " عودوا إلى جحوركم " ! فنحن والله الذي لا إله إلا هو لم نقبل ، ولن نقبل ، وما كنا لنقبل أن نضع أيدينا في أيادي ملوثة بدماء خير أجناد الأرض ، وخير رجال الوطن ، وخيرة شبابها ورجالها ! نحن والله الذي لا إله إلا هو لن نضع أيدينا في أيادي الذين ظلوا يعملون لتخريب الاقتصاد المصري ، ثم جاءتهم الضربات المتتالية من البنك المركزي المصري لتنهار معها أوراق التخريب ، صحيح أننا كشعب مَن يدفع ضريبة هذه الفترة وتلك القرارات ، فليكن أيها المتآمرون . إنما يزيدنا ذلك إصراراً على تدوين كل المآسي في صحيفتكم !

هل الذي مازال يضرب ويهدد أمن وسلامة مصر عبر إرهابه الأسود في الداخل وعلى الحدود تعتبروه جانحاً للسلم ؟ هل الذي استعدى الدولة واستدعى ومازال يستدعي عليها قوى الغرب لتركيعها وإجبارها على ما يصبو إليه تعتبروه جانحاً للسلم ؟ هل مضى على صوت تفجير مديرية أمن القاهرة سنوات وعقود حتى سقط من ذاكرة دُعاة المصالحة فاعتبروه ماضِِ بعيد وقرروا مكافأة فاعله والتصالح معه ؟ أم أنهم على قناعه بأن مَن فعل ذلك ليسوا من جماعة الإخوان الإرهابية ولا يمُتون لها بصله ؟ هل مضى على قتل النائب العام المستشار هشام بركات عامين حتى تتناسوا ذلك اليوم الأسود ؟!

منذ فجر 2011 كان  مطار ألماظة شاهداً علينا ، شاهداً على الصادقين والكاذبين ، المخلصين والمتاجرين ، الأوفياء والعملاء ، مطار ألماظة الذي أصبح يستقبل شهداء مصر رأساً من سيناء وصولاً إلى مثواهم الأخير ، بدءاً من مجزرة رفح الأولى ، ثم الثانية ، ثم كرم القواديس ، وانتهاءً بتلك الليلة السوداء التي عاشتها مصر منذ أسابيع وهي تُشيع اثنى عشر شهيداً ما بين ضابط وجندي ! وما بينهما من حوادث متفرقة جماعية وفردية ، جراح لن تندمل ، ولن تجف معها الدموع ، كلها كُتبت في صحيفتكم السوداء يا جماعة الدم وبائعي الأوطان !

 

هل حالات الاستشهاد اليومي للضباط والجنود في الداخل وعلى الحدود لا تعتبرونها جرائم عائدة للأيادي القذرة من هذه الجماعة و مخططاتها ؟! هل محاولات ضرب الاقتصاد المصري وخلق حالة من خنق السيولة للعملات الأجنبية بعيدة عن هذه الجماعة بالرغم من فيديوهات أعضائها المنتشرة عبر مواقع التواصل الاجتماعي وغيرها ، والتي تحُث فيها أعضائها وأربابها على عدم تحويل العملات الصعبة للبلاد ؟!

وكأنكم قابعون في كهفِِ بعيد منذ سنوات ! وكأنكم لا تعلمون ماذا فعلت هذه الجماعة الخائنة وقت أن كانت في السلطة من إدخال آلاف التكفيريين والإرهابيين والأسلحة ، والعفو الرئاسي الذي صدر من " رخيص الجمهورية – مرسي " بالإفراج عن مئات الرموز القيادية الإرهابية ونشرهم في أرجاء المحروسة ، كذلك أقنعوهم بأنهم " الإسلام " وأن حماية الجماعة والدفاع عن وجودها هو ذروة سنام الجهاد ، وأن ما عداهم أو عاداهم هو كافر يستحق القتل والترويع ويُستحلّ دمه وتُغنم ممتلكاته ، وأن الجيش المصري والشرطة المصرية هم الطاغوت وينبغي إنهاكهم استعداداً لإنهائهم!

هل أبو المجد وحسن نافعه وسعد الدين ابراهيم ، ومن سيبدأ التطبيل لمبادرة نائب مرشد الجماعة الأحمق لا يعلمون ذلك ولا يؤمنون به ؟ كارثه ومصيبه في حق الدولة والشعب . كارثه أن تتعامل هذه الشخصيات السياسية مع هذه الجماعة الخائنة بوصفها أحد طرفي المعادلة مع الدولة ، كارثه أن يتوارى كل هؤلاء عن المنطق والواقع والتاريخ والزمن ، كارثه أن تمر هذه الشخصيات ومبادراتهم على أشلاء الشهداء من الشعب والشرطة والجيش ، كارثه أن تنفصل عقولهم عن اللحظة .

الدولة القوية لا تتعامل بمنطق نافعه وأبو المجد ، الدولة القوية جاءت في قرءان الله الذي يُتلى علينا آناء الليل وأطراف النهار ، ولنا في ذلك قصة أسرى غزوة بدر :

 إستشار رسول الله صل الله عليه وسلم أبا بكر وعمر بن الخطاب في أمر الأسرى من عزوة بدر ، فقال أبو بكر: يا رسول الله هؤلاء بنو العم والعشيرة والإخوان ، وإني أرى أن تأخذ منهم الفدية فيكون ما أخذنا منهم قوةً لنا على الكفار، وعسى أن يهديهم الله فيكونوا لنا عضُداً ، فقال رسول الله صل الله عليه وسلم ما ترى يا ابن الخطاب ؟ قال والله ما أرى ما رأى أبو بكر ، ولكن أرى أن تُمكِّننا منهم فنضرب أعناق فلان وفلان وفلان " يعني أكابرهم " حتى يعلم الله عز وجل أنه ليس في قلوبنا مودةً لمن أراد أن يهدم دولة الحق ، هؤلاء صناديدهم وأئمتهم وقادتهم ، وإن في قتلهم عِبره لمن خلفهم ، فهوى رسول الله صل الله عليه وسلم ما قال أبو بكر ولم يهو ما قال عمر بن الخطاب ، فأخذ منهم الفداء وتركهم ،

وفي صبيحة اليوم التالي يقول عمر : غدوت إلى النبي صل الله عليه وسلم فإذا هو جالس وأبو بكر الصديق إلى جواره يبكيان ، فقلت: يا رسول الله أخبرني ما ذا يبكيك أنت وصاحبك، فإن وجدت بكاءً بكيت ، وإن لم أجد بكاء تباكيت معكما ، فقال النبي صل الله عليه وسلم " نزل القرءان ليؤيدك يا عمر ، ويعاتبني في الفِداء الذي أخذناه بديلاً عن قطع رقابهم ، بل إن الآيات جاءت بلفظ تهديد حيث قالت :

مَا كَانَ لِنَبِيٍّ أَنْ يَكُونَ لَهُ أَسْرَى حَتَّى يُثْخِنَ فِي الْأَرْضِ تُرِيدُونَ عَرَضَ الدُّنْيَا وَاللَّهُ يُرِيدُ الْآَخِرَةَ وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ ، لَوْلَا كِتَابٌ مِنَ اللَّهِ سَبَقَ لَمَسَّكُمْ فِيمَا أَخَذْتُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ

أي أنه لا يمكن التصالح أو العفو أو أخذ الفدية في هؤلاء ، ولو أنه كان هناك كتاب أو إنذار سابق من الله لرسوله وصحابته بهذا الصدد لكان لهم في ذلك عذابُُ عظيم ، يا بني البشر هذا التهديد لنبي البشر وصحابته ، أفلا تتذكرون ؟ أفلا تنتهون ؟ أفلا تضرب رؤوسكم خشيه ووجلّ وخوف من عقاب الله على نفاقكم ومحاولاتكم ترسيخ وإعادة دولة الإرهاب ؟

هذا التضاد وهذه الحماقات هي التي جعلت الشعب المصري يخلُد إلى سماع رئيس الجمهورية وفقط ،  حيث أنه الشخصية الوحيدة التي تتحدث عن علم وإلمام بما يدور في خُلد هذا الشعب الباحث عن الخلاص من هذه الجماعة وأي جماعه تُعكر صفو مستقبله وتسعى لتقسيم مجتمعه ، شخصيه تعي اللحظة وتدرك محاور الشر وتسعى لردعها لا لإعادة صياغتها وإنتاجها أو استخدامها في معادلات سياسية ، هو الوحيد الذي إذا سُئل عن موقف جماعة الإخوان في أي محفل دولي أو إقليمي قال " هذا الأمر مردُه إلى الشعب المصري " وليخسأ الجميع .

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز