عاجل
السبت 20 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي
لا تنم مطمئناً في شقتك !

لا تنم مطمئناً في شقتك !

بقلم : د. طه جزاع

اكتسبت الكتب التي تقدم برامج وارشارات حول قضايا تحفيز القوة الذاتية في الشخص واستثمار طاقاته البشرية الكامنة ومهاراته الشخصية ، وكيفية التحكم بالذات، وأهمية الثقة بالنفس ، وتقدير قيمة الحياة ، شهرة واسعة بين جمهور القراء في السنوات الأخيرة ، حتى أصبحت مبيعاتها بين الشباب تنافس مبيعات الكتب الأدبية والتاريخية والسياسية والروايات وكتب الطبخ وقراءة الطالع والأبراج!



وكان من ابرز المؤلفين الذين اكتسحت كتبهم المكتبات العربية ، الكاتب خبير التنمية البشرية والبرمجة اللغوية المعروف إبراهيم ألفقي رحمه الله ، الذي عرف بتأكيده على المفاتيح العشرة للنجاح وهي : الدوافع والطاقة والمهارة والفعل والتوقع والالتزام والمرونة والصبر والاعتقاد والانضباط ، والتي حدد معانيها ومضامينها في كتابه الذي يحمل العنوان نفسه والذي لقي رواجاً كبيراً بين القراء المغرمين بهذا العلم الجديد الذي يكاد يكون ألفقي أول من نقله من كندا  - حيث دراسته ومعيشته وإخفاقاته ونجاحاته -  إلى مصر وعموم البلاد العربية ، وقد وجدت هذه الكتب اهتماما ومتابعة متلهفة من القراء العرب ، الذين يتحمسون لكل ما هو جديد في عالم الشعور والأحاسيس وقوانين العقل اللاواعي ، بعد أن أعيتهم قوانين العقل الواعي عن تفسير ما يجري في بلدانهم من قتل وتدمير ونزوح وتهجير ونهب وتبذير ، حتى أصبحوا اقرب إلى فقدان الوعي!

وقد أغرى النجاح الذي حققه ألفقي إلى توسيع نشاطاته الإعلامية فأتجه إلى تقديم المحاضرات السمعية والبصرية والبرامج التلفزيونية التي حملت أسماء تحث على التفاؤل من قبيل برامج (نادي النجاح) و(الحياة أمل) و (نجاح بلا حدود) التي حظيت باهتمام ملايين المشاهدين الراغبين بمعرفة مفاتيح النجاح في الحياة والخضوع إلى تدريب نفسي وذهني يؤهلهم لاستخدام هذه المفاتيح في حياتهم ، واضعين ثقتهم المطلقة في هذا المدرب الذي كان يدعو إلى برمجة العقل على التوقعات الايجابية والابتعاد عن التشاؤم والنظرة السوداوية لأن النجاح كما كان يكرر دائما هو حليف أولئك الذين ينظرون إلى الحياة بتفاؤل وثقة وأمل.

إلى أن جاء يوم أصيب فيه كل هؤلاء المؤمنين بالفقي بالصدمة حين أفاق سكنة شارع مكرم عبيد بمدينة نصر في القاهرة صبيحة يوم الجمعة 10 شباط 2012 على حريق هائل التهم المبنى الذي تقع فيه شقته ، كما التهمت النيران إبراهيم ألفقي وشقيقته وخادمتهما وكلاهما تجاوزا السبعين عاما ، وتبين من التحقيق إن كثرة المدافيء الكهربائية المنتشرة في أركان الشقة هي سبب الحريق بعد حدوث تماس كهربائي سرعان ما انتقل إلى السلم الخشبي ثم إلى بقية المبنى ، وقد عجب هؤلاء كيف إن معلم ومدرب مفاتيح الأمل والنجاح لم ينتبه إلى درس حياتي بسيط ، حين نام مطمئناً سعيداً منعماً بالدفء ، ونسي مفتاح الحياة الأهم : لا تنم مطمئناً وفي شقتك مدافيء كهربائية مشتعلة ، ومعك عجوزان لا تقويان على الهرب أو إنقاذك من الحريق!

ومهما تدربنا على مفاتيح النجاح فأن مفارقات الحياة وحوادثها القاسية المؤلمة تقف بالمرصاد للأذكياء قبل الأغبياء ..  وللناجحين قبل الفاشلين !


[email protected]
 

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز