عاجل
الخميس 28 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي
دفاع غير مشروع

دفاع غير مشروع

بقلم : د. داليا مجدى عبدالغنى

لا أحد منا لم يسمع المقولة الشهيرة التي تردد : "صوتك العالي دليل على ضعف موقفك" ، وإن كان رغم صدقها ، إلا أنها ليست على إطلاقها ، فأحيانًا يكون الصوت العالي مجرد تعبير عن قوة الموقف ، ولكن ليست المشكلة في مدى قوة أو ضعف الصوت ، فالمشكلة تكمن في الكلام الذي يتردد على لسان صاحبه ، فالواقع أن التجريح والإهانة ورمي الآخرين بالباطـل هو الدليل الحقيقي على ضعف موقف صاحبه ، والواقع أن الغالبية يظنون أنهم يحصلون على حقوقهم بإهانة غيرهم وتجريح مشاعرهم ، والنيل منهم ، ولا يدركون أنهم بإتيانهم لهذه التصرفات يخسرون أعز الناس لديهم ، والواقع أن أغلب القضايا المطروحة في ساحات المحاكم ، يكون أساسها عداوة نشبت بسبب التجريح والإهانة ، واستفحلت بين أصحابها ، حتى صاروا لا يطيقون تصرفات بعضهم البعض ، ثم يبتكرون الموقف التي تصل بهم إلى درجة النزاع ، سواء القضائي أو الحياتي ، ولكن ما الذي يستحق أن يرمي الإنسان غيره بشرر قد تحرقهما سويًا ؟



فالموقف قد ينتهي ، أما الكلمات الجارحة تظل آثارها باقية تُؤرق من وُجهت إليه ، وتخنق روحه ونفسه ، وربما تقتل أجمل وأصدق العلاقات . للأسف ، نحن نتجاهل أمورًا لو تمعنا فيها لأدركنا مدى قسوتها ، فنحن أحيانًا نتسم بقسوة غير بشرية ، فيعلو صوتنا ونُجرح في غيرنا ، ونرميهم بأقذع الألفاظ وأبشع التهم ، وأيًا ما كانت الدوافع ، فهي لن تصل إلى درجة الشرعية ، فالدافع الذي يُودي بصاحبه إلى الإيذاء المحض ، فهو دافع غير مشروع ، وما أصعب أن نتحول إلى أشخاص نتراشق بالألفاظ ويعلو صوتها طيلة الوقت ، وكل منا له حُجته الواهية ، وهي محاولة الحصول على حقه ، فلا أظن أن صاحب الحق يحتـاج لكل هذا الصخب حتى يصل إلى مآربه ، وأعتقد أن الحق هنا يتحول إلى مجرد سبب للنيل من الآخر ، فنحن نبحث عن أسباب مشروعة لاستخدام وسائل غير مشروعة ، فبعد أن كانت الأسباب هي الهدف ، أصبحت هي الحُجة التي نبحث عنها لكي نُسيء إلى بعضنا البعض ، وكأن في الإيذاء ، لاسيما المعنوي ، متعة من نوع خاص ، تجعل صاحبها يشعر وكأنه يتربع على القمة ، وكل من حوله ضعفاء يحاولون تبرير مواقفهم أمامه ، حقًا ليس كل دفاع مشروع .

 

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز