عاجل
الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي
هل احترقت اسرائيل؟

هل احترقت اسرائيل؟

بقلم : محمد رزق

انتشرت اخبار حرائق اسرائيل مثل النار فى الهشيم على مواقع التواصل الاجتماعى بعنوان "اسرائيل تحترق" بينما غابت تلك الاخبار والصور عن وسائل الاعلام التقليديه تقريبا فلم تهتم بها وكالات الانباء العالمية ولا كبريات الفضائيات العربيه والعالميه التى لا تترك شاردة او واردة فى منطقة الشرق الاوسط الا وصنعت منها قصة اخباريه متكاملة تعيش عليها ليل نهار .



فعلى الرغم من ان هذه الحرائق فى اسرائيل هى كوارث طبيعيه تحدث فى اماكن عدة الا انها  كانت مثار اهتمام كبير من جمهورالشويشال ميديا فى المنطقة العربيه كشف هذه الاهتمام حجم البغض الذى يضمره العرب والمسلمون للدولة العبريه باعبارها دولة احتلال احتلت الارض واقتلعت الشجروالحجر واستباحت دماء العرب والفلسطنيين طيلة مايزيد عن  6 عقود تاريخها الوحشى والقمعى هو الذى كرس حالة البغض و الكره الدفين فى قلوب اجيال وراء اجيال ممارساتها الاستيطانيه وتشريدها للشعب الفلسطينى واغتصابها لارضه وعرضه مشاهد يوميه تتكرر على مرائى ومسمع من العالم دون ان يحرك فيه ساكن.

تامرها على الدول العربيه ورغبتها المتوحشه  فى الاستحواذ والهيمنه قضية واضحه لا لبس فيها تخطط وتنفذ المؤامره تلوى الاخرى لتفتيت الدول العربيه وتمزيقها واغراقها فى فوضى عارمة يساندها فى ذلك القوى الغربيه واطراف اقليميه جندت كل ما تملك لتمزيق المنطقه وتشريد اهلها .

ما يحدث فى العراق وسوريا ولبيا واليمن وما كان يحاك ضد مصر ادلة وبراهين دامغه على حجم المؤامره وعلى بشاعة الجرم الذى يرتكب بحق الشعوب العربيه فى المنطقه.

المال والسلاح يتدفق الى الملبيشيات المسلحة فى سوريا والعراق وليبيا برعاية صهيونيه عالميه والاعلام الموالى  ينشر ويبالغ فى النشر والتهويل يذرع الفتن ويبث الروح الانهزامية فى شعوب المنطقه يخلط المفاهيم ويحرض على العنف والكراهيه يففتت ويشتت المجتمعات والامم حتى لا تبقى لهذه الامه باقيه.

حرائق اسرائيل وان كانت طبيعيه فى ظاهرها فانها تحمل اكثر من دلالة ومعنى فالاعلام الدولى من فضائيات ووكالات انباء وهى المسيطر عليها من الصهوينة العالميه لم تتفاعل مع الحدث خشية الاضرار بالدولة العبريه وبسمعتها السياحية ونحن على اعتاب الموسم الشتوى الجاذب للسياحة هناك بينما يتفنن ذات الاعلام فى تسليط الضوء على الدول العربيه حتى فى  ابسط الاخبار والاحداث بل ويساهم فى افتعال الازمات التى يبالغ فى تصورها ويقدمها للمتلقى باعتبارها احداث جسام لضرب سمعة واستقرار تلك الدول بئس الاعلام هو ذاك الذى يكيل بمكيالين ويمنتع عن المهنية ويكشف عن وجهه القبيح فى انحيازسافر وتضليل متعمد.

المعنى الاخر والدلاله الثانيه فى حرائق اسرائيل هو ظاهرة السوشيال ميديا التى أضحت هى الاعلام البديل عن الاعلام الموجه الذى تحكمه الصهيونيه العالميه فقد انتشرت اخبار حرائق اسرائيل وتابعت اخبارها وصورها وبثها الحى ملايين الجماهير وتفاعل معها الجميع كلا يحللها من وجهة نظره ووفقا لميوله واهوائه وان كانت حالة الفرح والتهلل هى المسيطره نظرا لتاريخ وممارسات اسرائيل القمعية ضد العرب والفلسطنيين خاصة قرارها الاخير الذى قضى بمنع الاذان بمكبرات الصوت فى مساجد القدس وهوما اعتبره البعض غضبا سماويا و انتقاما ربانيا منها على جرمها العظيم.

لكن الحقيقة التى لا ريب فيها ان اسرائيل لن تحترق بفعل حرائق الغابات والاشجار والاحراش وانما تحترق وتختفى تمام عندما تطفىء حرائق العالم العربى عندما تنهض الامة العربيه والاسلاميه من كبوتها وعثرتها وتخرج من تحت الانقاض لتبنى حاضرها ومستقبلها بالعلم والعمل.

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز