العمرة و الأزمة الإقتصادية

بقلم : ألفت سعد

مع إقتراب موعد المولد النبوى الشريف و لهفة عدد كبير من المصريين على أداء العمرة فى وقت تفرض الأزمة الإقتصادية نفسها على الدولة خاصة فيما يتعلق بتدبير العملة الأجنبية و منها الريال السعودى بالإضافة إلى  تفاقم الأزمة بعد إصدار السلطات السعودية قراراً بتحصيل رسوم قيمتها ألفى ريال فى حال تكرار أداء العمرة خلال ثلاث سنوات مما إضطرت شركات السياحة المصرية إلى إيقاف تنظيم رحلات العمرة انتظاراً لمشاورات الادارة المصرية مع الإدارة السعودية و تعليق المسئول المصرى فى غرفة شركات السياحة المصرية أن الشركات السياحية السعودية هى الأكثر تضرراً من هذا القرار الذى يشمل جميع الجنسيات و ان هناك ضغوطاً من وكلاء و اصحاب المنشآت الفندقية و السكنية السعودية على المسئولين فى وزارة الحج لمراجعة هذا القرار .

سواء قامت السلطات السعودية بإلغاء هذا القرار كما أشيع أو ظل القرار و تم تطبيقه فإن المشكلة المصرية البحتة هى تدبير الريال لمن سيقوم برحلة العمرة خاصة و أن شركات السياحة تطالب البنك المركزى بالالتزام بتوفير الريال السعودى لتباشر أعمالها حال اتخاذ قرار بدء رحلات العمرة فى ظل عدم استجابة البنك المركزى .

الحقيقة أتعجب لغضب المصريين  و الذين هم اكثر الجنسيات المسلمة إقبالاً على أداء الحج و العمرة من القرارالسعودى برفع الرسوم لمن اعتمر خلال ثلاث سنوات و كأن الريالات السعودية متاحة حتى فى عدم وجود القرار أو إلغائه فالمعروف رغم الظروف الاقتصادية الصعبة فإن المصريين هم أكثر الجنسيات إقبالاً على الحج و العمرة و الكثيريين منهم يحرص على أداء العمرة كل عام و الغنى منهم يحرص على الحج كل ثلاث أو أربع سنوات ..ألا يدرك المصريين الآثار الخطيرة المترتبة على توفير العملة الأجنبية للعمرة مما يزيد من قيمتها على حساب الجنيه المصرى و زيادة التضخم فى ظل الأزمة الطاحنة التى تمر بها مصر .. الله جل شأنه أمر بالحج مرة واحدة و دعا إلى العمرة و هى سنة كريمة يتمناها كافة المسلمين لكن العاقل المتفهم الذى اعتمر من قبل هو الذى يتوقف مؤقتاً عن السفر للعمرة حتى تنتهى الأزمة الإقتصادية فى مصر و أتصور أن الدفاع عن الوطن والزود عنه و مساندته فى الشدة لا تقل ثواباً عند الله عن أداء العمرة !!!!