عاجل
الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي
جزيرة الشيطان

جزيرة الشيطان

بقلم : د. محمد فاروق

لك أن تنتقد الرموز كيفما شئت على أسس من العلم والخبرة والإلمام ، انتقد القائد الأعلى والعام للقوات المسلحة " آنذاك " على إهماله لسيناء طيلة ثلاثة عقود أدت إلى حرب يشُنُها الجيش المصري على جماعات وتيارات إرهابيه دوليه للتخلص من 1400 نفق إرهابي وتجاري خارق للأمن والاقتصاد المصري ، علاوة على السماح لجماعات إرهابيه متعددة المشارب بالإقامة الهادئة على حدود مصريه خطيره للغاية وتُهدد الأمن القومي أيَّما تهديد . حقيقه لا يمكن غض الطرف عنها . وهنا يجب أن تنتقد الرموز بوصفهم قاده تُصيب وتُخطئ ، إنتقدهم ولكن ضع في حساباتك أنه ربما كانت هناك موائمات سياسية في فترةِِ ما أدت إلى غض الطرف عن هذا الملف بشكل " خاطئ أو صحيح " ! إلا أن انتقادك لهم ينبغي أن يخلو من تهمة الخيانة ، كما أنه يجب أن يكون بمعزل عن الجيش المصري كجسد متكامل .  



ما يحدث الآن من بعض التيارات اليسارية المتطرفة أصحاب النداء الأصفر " يسقط حكم العسكر " يبتعد تماماً عن نقد سلبيات أو سياسات القادة السالفة ، هم يبحثون عن كسر الجيش المصري تماماً ، والحقيقة أن الجيوش في علوم الوطنية كالعقائد في الديانات السماوية ، والإيمان بها والخوف عليها يأتي من الفطرة الوطنية السويَّة ، والأمر فيه ليس خياراً ، وما بيننا وبين هؤلاء ليس خلافاً ، إنما هو اختلافاً نهائياً ينعكس على بقية المحاور ، فمن يختلف على الجيش لا يؤخذ منه ولا يُرد على أي منحى آخر ، وهو في معيار الوطن من السفهاء .

ما خرجت به قناة الجزيرة العميلة من محاولات مستمرة لتشويه الجيش المصري لا ينفصل أبداً عن أجندة  " بعض " التيارات اليسارية التي تطرفت وخرجت من عباءة اليسار المصري الأصيل منذ القِدم ، والذي كان يُمثل رموزاً نفخر بها حتى الآن ، إلا أن الأحداث الجارية على مدار العِقد الماضي والحالي كانت معنيَّة بخلق جيل جديد بلا هويَّة وطنية أو وازع قومي ، وكانت قناة الجزيرة أحد أول وأهم هذه الأذرع الشيطانية التي تبُث سمومها من أحد معاقل الخيانة والعمالة فيما يُسمى بدولة قطر !

حديث هذه الأجندة العميلة  في باب الحقوق والحريات هو الوسيلة الوحيدة عندهم للخوض في الجيش المصري ، فمن هذا الباب يرفضون المحاكمات العسكرية ويتاجرون بها لوصف الجيش المصري بالفاشية العسكرية ، وأيضاً عن طريق نفس الباب يحاولون كشف ميزانية الجيش بالتفصيل ، وعليه تنكشف تفاصيل أخرى خاصه بالتسليح والقدرة العسكرية وخلافه ، وفي هذا يجتمعون مع التيارات الإرهابية المتأسلمة في نفس الغرض لخلق جيش من المرتزقة لا انتماء له ولا ولاء إلا لأجندات بعينها ، يبحثون عن كسر وحدة الجيش المصري لتمرير مساحة من اللا وطنية تزداد يوماً بعد يوم حتى يصل هذا العملاق العالمي الكبير " الجيش المصري " إلى مجرد عدد أجوف وخالي من الوازع الوطني والرسالة السامية التي طالما حافظ على وحدته من خلالها

وتارةً تجد هذه القناة الخائنة " الجزيرة " تبتكر في صبيحة كل يوم قضايا وملفات تطرحها لمحاولة حلحلة التماسك القائم بين الشعب وجيشه ، تُشيع بيننا الفُرقة بِذكر معاشات ورواتب العسكريين ، في محاولة لتصوير العسكريين بأنهم سارقي مُقدرات الوطن على حاسب الشعب المقهور ! تحاول خلق حالة من الفصل بين الجنود والضباط والمراتب الرفيعة في الجيش في أنفسنا لترسيخ مفهوم قذر ، وكأننا نعيش في دولة الطواغيت العسكريين ، وكأن الجنود مجرد " خَدَم " لكبار القادة ! .. ملامح شيطانية استطاعت بها هذه الدولة العميلة ، وهذه القناة الشيطانية أن تهدم جيوشاً بأكملها ، في ليبيا والعراق ، وربما في سوريا الصامدة حتى الآن ! 

يتحدثون الآن عن كون التجنيد الإجباري في مصر " ضد الحريات ، ويدخل ضمن قهر الشعب المصري واستنزاف طاقته لخدمة كبار العسكريين الفاشيين بحد زعمهم " ! وكأنهم أبعد ما يكون عن استشهاد اللواءات العسكريين أو الشُرَطِيين أو أبنائهم ! وكأن التجنيد الإجباري أصبح مثل الضرائب الباهظة ، وكأن التجنيد الإجباري أصبح " إتاوة " يفرضها الحاكم العسكري على المساكين ! يأتي ذلك في أعقاب استشهاد الجنود والضباط وسط مآتم وأحزان لأمهات وآباء الشهداء ، فلو أن هذا الشعب لا يمتلك من الحب والوطنية لمصر ما قد يفيض على حبه " لضناهُ وفلذة كبده " .. بالطبع سيؤثر فيه مثل هذا المخطط الشيطاني ، ثم يرى ذلك التأثير البعض الآخر الذي يُقبل أولاده على سن التجنيد ، فتبدأ حالة الكراهية لهذه السُنَّة الوطنية ، ورويداً رويداً تنتقل حالة الكراهية إلى استنفار ربما ثوري ، ثم نذهب إلى المجهول في هذا الملف ! ... لكنها مصر ، ولكنه شعب مصر ، والعجب العُجاب أن تظن هذه الدولة الخائنة للعرب ، وهذه القناة العميلة لمخابرات متعددة " أن شوكة الجيش المصري ، وأن رباطة جأش الشعب المصري ، وأن مكونات هذا الشعب وذاك الجيش تستعصي على الحلحلة ، تستعصي ابتداءً على المحاولة ، لكنهم يحاولون ، وستظل المحاولات قائمة ، لكنها بحسب ناموس الكون المصري المتفرد ستفشل كل الفشل في كل مرة .

 المدهش والذي يدعو للسخرية أن هذه القناة والمتابعين لها من فصيل " الخراف " يتحدثون من منطلق عروبي وطني ديني ، ففي كل ادعاءاتهم الكاذبة للجيش المصري ينطلقون من أكاذيب تحمل في طياتها رفع الظلم عن الجنود المساكين باعتبارهم " سُخرة " في أيدي الرموز العسكريين ، باعتبار أنه استعباد جاء تحريمه في الكتب السماوية ، باعتبار الجيش المصري خائن للعروبة ويعمل لحساب أجندات صهيوأمريكية كما يحاولون جادين أن يُرَوِّجوا لهذه الفكرة البلهاء ! والمضحك أنهم في دولة تستضيف أكبر القواعد الأمريكية في المنطقة ، والمضحك أيضاً أنهم أنفقوا على عقود الحماية الأمريكية لهم ما يتعدى مائة مليار دولار في سنوات لا يتعدى عددها أصابع اليد ! والمضحك ثالثاً أنهم يكذبون ويُشيعون الفاحشة عمداً مع سبق الإصرار والترصد ، فأين العروبة ، وأين الدين ؟ وأين الوطنية ؟!  

ينفقون ملياراتهم على قاعدة عسكرية تتحكم وتراقب وتنقل كل أسرار العرب ! بينما ينتقدون مصر ويصفون رجالها العسكريين بالمُرتشين إذا ما أبرمت مصر صفقة تسليح لا تتجاوز قيمتها المليار الواحد !

والسؤال " حد شاف ندالة وسفالة أكتر من كده ؟ "  

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز