عاجل
السبت 20 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي
هل فكرت بالهجرة إلي ليبرلاند؟

هل فكرت بالهجرة إلي ليبرلاند؟

بقلم : د. طه جزاع

في عالمنا المجنون هذا عليك ان تتوقع كل شيء ، وعليك ان تتقبل المزاح برحابة صدر مهما كان ثقيلاً ، مع ان الحكاية ليست مزحة ولا طرفة من طرائف ما يسمونه عصر الحرية والديمقراطية وحقوق الإنسان والفوضى الخلاقة ، وفي بداية العام الحالي   2016إنتبه مواطن تشيكي يدعى فيت جيديكا إلى وجود أرض مساحتها لا تزيد عن 7كيلومتر مربع على الضفة الغربية لنهر الدانوب بين كرواتيا وصربيا ، نتجت عن الصراع الحدودي القائم بين الدولتين ، ولم تدع أي منهما ، ولا أي طرف آخر نسبة هذه الأرض إليه ، أي إنها ليست ملكية أحد ، لذلك بادر السيد جيديكا إلى إعلان دولة جديدة على هذه الأرض ، أطلق عليها اسم " جمهورية ليبرلاند الحرة" وصمم لها علما ، ووضع لها دستورا ، وأنشأ لها موقعا على شبكة الانترنت ، ونصب نفسا رئيسا لجمهورية ليبرلاند " أرض الحرية" الجديدة التي بقيت بحاجة إلى مقوم "بسيط" واحد لاستكمال معالم الدولة ، هو ..... الشعب!



وهكذا بدأت مواقع التواصل الاجتماعي تتناقل أخبار هذه الدولة الجديدة التي تبحث عن مواطنين ، وصارت أحلام الهجرة تراود الملايين من الشباب الباحثين عن فرصة جديدة للحياة والمستقبل ، وبالأخص الشباب العرب التواقون للخلاص من أوطانهم وأنظمتهم التي لم تورث لهم غير الخيبة والكآبة والبطالة والعطالة والفقر والخوف والقلق ، ناهيك عن النزاعات والخلافات والحروب التي ليس لها نهاية تذكر ، وقد عزف السيد رئيس جمهورية  " ليبرلاند " أول ما عزف على أوتار عواطف الناس وانجذابهم لمفهوم الحرية الذي استوحاه في تسمية دولته الجديدة ، والتي صار شعارها المعلن "عش الحياة ودع غيرك يعيشها" ثم أعلن مبادئها التي نصت على إرساء الحريات الشخصية والسياسية والاقتصادية التي يكفلها الدستور ويقوض في الوقت نفسه قوة ونفوذ الساسة بما لا يمكنهم من التدخل في حريات الشعب . 

ولأن الكلام جميل ، والحرية جميلة ، لا بد أن يكون الشعب جميلا أيضا ، لذلك فقد وضع السيد جيديكا شروطا للحصول على المواطنة الليبرلاندية ، منها احترام الآخرين وآرائهم على اختلاف أصولهم وأعراقهم ودياناتهم ، واحترام الملكية الخاصة وعدم المساس بها ، وان لا يكون المتقدم لطلب المواطنة معاقبا بأحكام عن جرائم ارتكبها في الماضي ، وان لا يكون قد تبنى في الماضي أي فكر متطرف ، ولا من أصحاب التاريخ النازي أو من  "الشيوعيين الحاليين والسابقين"!
 ومن غير المفهوم كيف انه جمع بين المتناقضين النازية والشيوعية ، إلا إذا كان السيد جيديكا يقصد أن دولته ستكون بلا أحزاب من أي نوع كان ، وبذلك فأنه سيكون أول من يخرق دستور "جمهورية ليبرلاند العظمى" !

ولما كانت هذه ألدعوة  قد وجدت في الأشهر الأولى من العام الحالي إقبالاً كبيراً بين الأشقاء المصريين الذين واجهوها أما بالسخرية أو التمني بالهجرة ، فقد سارع المتحدث الرسمي باسم الخارجية المصرية في حينها إلى القول بأنه لم يسمع من قبل عن دولة تدعى " ليبرلاند" وان الإعلان عن إقامة دولة يأخذ الكثير من الوقت والكثير من الخطوات التي تخضع لمعايير الأمم المتحدة. وحذر المصريين من استدراجهم والنصب عليهم وسرقة أموالهم بحجة السفر إلى " دولة ليبرلاند " الجديدة!

أما الذين سرقت أوطانهم بأكملها أمام أعينهم في وضح النهار ، فاولئك لاخوف عليهم من السرقة والنصب والاستدراج والاحتيال ، انهم اينما هاجروا فلن يخسروا شيئا بعدما خسروا الوطن !


[email protected]                                                                                             
 

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز