عاجل
الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي
دعوة للكراهية !

دعوة للكراهية !

بقلم : جورج أنسي

الكراهية أخطر آفه تواجه الجنس البشرى ، وباسم دعاوىالكراهية تم تجييش الشعوب وشحن الهمم للانتقام والثأرللكرامة المهدرة ..



ونحن - كشعوب عربية عاطفية - ننساق دائمًا خلف إعلامغير مسئول يدفع بعلاقاتنا العربية - العربية نحو مستنقع منالكراهية والغباء وعدم إعمال العقل ولو قليلًا.

وللامانة الإنسانية والمهنية ، فقد بنيت الكثير من التوقعاتوالتخوفات من شعوب عربية ( صديقة ) بناء على إعلاممغلوط وزوايا مهنية ضيقة وأفق يسير فى اتجاه واحد دونتفكير أو تمحيص.

ولعل زيارتى الأخيرة للجزائر ومن قبلها تونس والمغرب - واحتكاكى بأمثلة حية لشعوب عربية - أكدت لى خطأ توقعاتىوقصور كبير مظلم داخلى .. بدده التعامل على أرض الواقعمع نماذج بسيطة وعادية من شعوب تحب وتغضب ..تكره وتسامح،  وهى أيضا تقع فريسة لإعلام بلادها غير المسئولوالبعيد عن المهنية .

لذلك فإن الرسالة التى أودّ نقلها من خلال هذة السطور - وذلكمن وحى الفيلم الأخير الذى بثته إحدى القنوات الإخباريةالعربية والمسىء لمصر وجيشها - تتلخص فى ضرورة أننفرق تمامًا فى أحكامنا ، بين الشعوب والحكومات ..بينإعلام تابع وإعلام حر مهنى يحلل الأمور بموضوعية يبتعدقدر المستطاع عن دعاوى الفرقة والكراهية ويبحث فىالأمور المشتركة التى تجمع ولا تفرق ؛ فالشعوب باقيةوالحكومات زائلة - وإن طال الزمن - وهذا ما ينبغى أنندركه جيدًا ولا يغيب عن أذهاننا أبدًا .

إن تجربة الفرقة والتباعد التى أججها الإعلام بين شعبىمصر والجزائر على خلفية مباراة (أم درمان)  الشهيرة عام٢٠٠٩ ، لاتزال ماثلة أمام أعيننا ؛ لكن الواقع الفعلى يؤكد أنهلا تحرر من الكراهية المفتعلة بغير الحب ، ذلك هو الدرسالذى لازلت أتعلَّمه وأحاول أن أنقله للآخرين خاصة الأجيالالجديدة التى لاتزال على نقائها وطبيعتها المحبة المتسامحة.

فما أصعب أن نعيش جميعًا على هذة الأرض فوق فوهةبركان مدفوعين بكراهية ونعرات طائفية ومذهبية وعرقيةوهى أدوات - مع الأسف - تجلب السعادة لبعض المستفيدين،بل وتعطيهم المشروعية للبقاء والحياة وسط طوفان منالمشاعر (المزيفة) !.

 

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز