عاجل
الثلاثاء 23 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي
حكومة إسلامية عالمية بإدارة إيران!

حكومة إسلامية عالمية بإدارة إيران!

بقلم : سعاد عزيز

لم يعد تنظيم داعش الارهابي، لوحده يدعو الى دولة إسلامية عالمية، کما يظن و يعتقد البعض، وإنما أطل نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية بر‌أسه هو الآخر ليٶکد على نواياه بنفس الاتجاه.



اللواء يحيى رحيم صفوي، كبير المستشارين العسكريين للمرشد الأعلى الإيراني، علي خامنئي، قال في تصريحات أخيرة له بأن"العالم يتجه نحو إقامة حكومة إسلامية عالمية بإدارة إيران"، وهو خطاب يعکس و يجسد مرة أخرى روحية و ماهية التطرف الذي إکتنف و يکتنف هذا النظام من حيث نواياه التوسعية و المشروع السياسي ـ الفکري الذي يطمح الى تطبيقه على أرض الواقع و الذي بدأت خطواته الاولى تتجلى في بسطه لهيمنته و نفوذه على أربعة عواصم عربية.

تصريحات هذا الرجل الذي شغل طوال الاعوام الماضية مسٶوليات حساسة و يعتبر الان ضمن الدائرة الخاصة بالمرشد الاعلى الايراني، وهو أهم و أعلى منصب في النظام،  جاءت بعد أيام قلائل من إعلان قانون إلحاق ميليشيات الحشد الشعبي التابعة معظمها للنظام في إيران للجيش العراقي، ومثلما کانت هذه الميليشيات بمثابة يد أو عصا طهران المسلطة على رٶوس الرافضين للدور و النفوذ الايراني، فإن قوننة هذه الميليشيات ضمن الجيش العراقي، يعني بأن هذا الجيش سيغدو مجرد مٶسسة تابعة للحرس الثوري الايراني کما کان حال ميليشيات الحشد الشعبي، وهو يعني إن التهديد الايراني سينتقل خطوة بالغة الخطورة للأمام بحيث يمس ماهية القرار السيادي الوطني للعراق و يجعل کافة الشخصيات و القوى السياسية رهين النفوذ و الدور الايراني.

هذا التطور الجديد في ظاهره فقط(ذلك إن نظام ولاية الفقيه کان على الدوام مشروعا قائما يستهدف المنطقة کلها دونما إستثناء من خلال إستغلال العامل الديني)، يٶکد بأن أولئك الذين يحلمون بإعادة تأهيل نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية و جعله عضوا مفيدا في الاسرة الدولية وقبل ذلك عامل مٶثر في إستتباب السلام و الامن و الاستقرار في المنطقة، إنما هم يعيشون حالة من الوهم و أحلام اليقظة، ذلك إن مشروع نظام ولاية الفقيه في حد ذاته لايعترف بالحدود إطلاقا و يعتبر العالم کله ساحة مفتوحة أمام طموحات و تطلعات هذا المشروع(وهو بهذا لايختلف إطلاقا من حيث التوجهات النهائية عن تنظيم داعش الارهابي)، وإنه يتحين الفرصة المناسبة من أجل تحقيق أهدافه مع ملاحظة إنه قد إستفاد و يستفيد کثيرا من أخطاء  نظام طالبان  السابق في أفغانستان و القاعدة و داعش، و يسعى للتحرك وفق إطار الممکن لتحقيق أهدافه رويدا رويدا، وإن الصمت عن هذا المشروع و تجاهله سيشکل في النتيجة کارثة للمنطقة و العالم، ويکفي أن نشير هنا الى ماقد سبق وأن حذرت منه زعيمة المعارضة الايرانية، مريم رجوي، في عام 2003، من دور و نفوذ هذا النظام في العراق عندما قالت بأنه أخطر من القنبلة الذرية 100 مرة، فهل سيتم تدارك هذا المشروع المشبوه و وأده قبل أن يصل الى حد و مستوى أخطر مما هو عليه الان؟

[email protected]

*کاتبة و مختصة في الشأن الايراني

 

 

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز