الفاجومى "عاشق مصر المجنون"

بقلم : محمد دويدار

وهكذا تمر الايام سريعا لنجد انفسنا اليوم الثالث من ديسمبر الموافق الذكري الثالثه لرحيل اغلي الناس واطيبهم عمنا احمد فؤاد نجم

رجل تعلمت منه الكثير والكثير ورغم ندرة المواقف التي جمعتني به الا انني سأظل احيا ما حييت فخورا بأنه ذات يوم اثني علي ما اكتب ولو من باب المجامله فحقا وصدقا يكفي جدا ان تنال كلماتك رضا "عمنا نجم" بل ويكفيك فخرا واعزازا وتقديرا ان تكون كاتبا ولو مغمورا في جيل عاش فيه الفاجومي وصال وجال وابدع فغدا سيأتي اجيالا يعشقونه وهم لم يرونه ولم يعاصروه ولم يستمتعوا بخفة ظله التي كانت تضفي جوا من البهجه اينما وجد.

 

رجلا ظل علي فطرته منذ ان ولد الي ان مات ، لم يهوي يوما التكلف ولم يجيد ابدا الاصطناع ،يكره النفاق ولا يجامل الا قليلا.. يقول ما اراد متي اراد واينما شاء باسلوبه الساخر دون مداراه او تجميل ورغم ما تعرض له من مشاكل جراء ذلك الا انه يبقي ذلك الشاعر المصري حتي النخاع الذى كان على يقين ان العاميه المصريه ليست بلهجه ولا لغه انما هي روح تنبض بالحياه..

حينما اردت ان ارثى احمد فؤاد نجم لم اجد اصدق ولا اجمل مما قاله في حياته رثاءا لنفسه حين قال :

انا الرخيص اوي عنـدكم
وغالي عند اللي خالقــنى
فيوم ما افــارق ارضــكم

موضوع ولا يــضـايقنى

عارفين ليـه انــا مــطمن

وحتي موتي ولا يـقلـقني

انا هصحي فعروق الثوار.
بعد اما روحي تفارقنـــي

وأخيرا ساناديك من مكان بعيد كما وصيتنا دوما ان نكتب على قبرك " سلاما عليك طبت حيثما كنت يا عاشق مصر المجنون".