عاجل
السبت 20 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي
مجرد تبادل للأدوار

مجرد تبادل للأدوار

بقلم : سعاد عزيز

في إيران التي تخضع لنظام حکم ديني متشدد صارم، الکثير من التناقضات و المفارقات و الامور المضحکـة المبکية، لکن هذا النظام يتميز فيما يتميز أيضا ببراعته في تأليف و إعداد السيناريوهات الخاصة من أجل تحقيق هدف او غاية معينة.



النظام الايراني الذي ظهر في بادئ أمره کنظام متماسك و موحد و محکم الصفوف، لکن هذه الوضعية لم تستمر طويلا، إذ انه وبعد أن وضعت الحرب العراقية ـ الايرانية اوزارها، وعندما بدأ النظام يعاني من وطأة المشاکل والازمات التي تعصف به، بدأت تظهر علائم الاختلاف و الانشقاق و الفرقة في صفوفه لکن النظام و لکي يخفي هذه المظاهر السلبية و يستمر قدما في مسيره المشبوه، فإنه ومن أجل أن يضفي مظاهر الحرية و الديمقراطية على نظامه، فإنه إبتدع نظرية الاصلاح و الاعتدال المزعومة التي کان عرابها هاشمي رفسنجاني و الذي هو في نفس الوقت أحد دعامتي النظام الرئيسيتين.

نظرية الاصلاح و الاعتدال، جائت في توقيت ملفت للإنتباه، إذ انه وفي الوقت الذي بدأت الشکوك و التوجسات الدولية تطفو الى السطح من النظام الديني الحاکم في إيران، فإن الاخير خرج على العالم بمسرحية الاصلاح و الاعتدال، والتي إنبهر بها کثيرون و ظنوا أن هناك مصداقية و واقعية لذلك لکن الذي جرى هو عدم حصول أي تقدم او تغيير بإتجاه الاصلاح و الاعتدال في عهد رئاسة رفسنجاني التي إمتدت لدورتين، ونفس الامر حصل بالنسبة لعهد محمد خاتمي التي إمتدت أيضا لدورتين، وهو ماأثار شکوك و توجسات المجتمع الدولي من هذه المزاعم و دفعه للتردد بشأنها، لکن النظام و في غمرة مشاکله و ازماته العويصة بادر الى إطلاق نموذجه الثالث للإصلاح و الاعتدال"التمويهي" في شخص حسن روحاني الذي أقام الدنيا و لم يقعدها بتصريحاته الرنانة الطنانة الى الحد الذي نجح فيه بخداع الادارة الامريکية و شخص الرئيس اوباما نفسه، لکنه في نفس الوقت لم يقدم من شئ في الواقع، بل وان الملفت للنظر أن الاوضاع قد تفاقمت و تدهورت کثيرا خصوصا المتعلق منها بحقوق الانسان و المرأة و الاوضاع الاقتصادية، وهذا مايعني بالضرورة کذب و زيف و بطلان هذه المزاعم و خوائها الکامل.

المثير للسخرية أنه وفي الوقت الذي يحمل روحاني لواء الاصلاح و الاعتدال المزعوم، فإن مرشد النظام يطلق تصريحات و مواقف مضادة لکل الذي ينادي به روحاني، لکن الغريب في تصريحات و مواقف خامنئي أنه يؤکد في نفس الوقت عدم معارضته للمحادثات التي أجراها روحاني و عدم ثقته و تفاؤله بها مع إنها تتم في ضوء ملاحظاته و إرشاداته!

الواضح أن کلا من روحاني و خامنئي يقومان بإداء دورين متباينين في مسرحية فريدة من نوعها، إذ أن روحاني يمثل دور المصلح المعتدل فيما يمثل خامنئي دور المتشدد و المتطرف، وفي حال نجاح أي من الخيارين فإن النظام يقوم بالتطبيل و التزمير لإنتصاره المزعوم، والحق أن بين خامنئي و روحاني کذبة کبيرة تتلخص في کيفية خداع العالم و التمويه عليه من أجل تحقيق هدف و غاية استراتيجية للنظام، وهذه الحقيقة هي ماأکدت و تٶکد عليها المقاومة الايرانية منذ مبادرة هذا النظام للتمويه و الکذب على العالم من خلال مسرحية الاعتدال و الاصلاح و من إن القضية کلها عبارة عن خدعة أخرى من خدع هذا النظام والتي لاتزيد عن تبادل الادوار من أجل تخليص النظام من مشاکله و أزماته.

 

کاتبة مختصة في الشأن الايراني.

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز