الحياة البرزخية

بقلم : د. الأمير صحصاح

دلائل كثيرة في القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة تشير الي أن النوم هو موت غير دائم أو كما يسمونه موت أصغر

وأن الله يقبض أرواح النائمين ثم يرسلها مرة أخري الي الأجساد لتعيش الحياة الدنيا .

وقبض الروح نهائيا  هو منع الروح  من العودة الي الجسد وفي هذه الحالة تعيش حياة برزخية الي أن تقوم القيامة

وهنا يبرز التساؤل .......

هل أرواحنا عندما ننام  ويقبضها الله سبحانه وتعالي لفترة وجيزة تحيا خلال هذه الفترة حياة برزخية مثل الأرواح التي قبضها قبضا دائما ؟

أعتقد ذلك وأن الأحلام ماهي إلا نموذج للحياة البرزخية التي سوف نحياها بعد القبض الدائم للروح .

 إن الأحلام هي الحياة البرزخية التي تنقطع عندما يصحو النائم بإرسال روحه مرة أخري الي جسده بارادة الله والدليل علي ذلك أننا نقابل في الأحلام بعض الذين ماتوا من زمن وهم يعيشون حياة برزخية ولايمكننا ذلك إلا اذا كنا ذهبنا فعلا الي  الحياة البرزخية التي تعيش فيها أرواح الموتي .

إن الذي نشاهده من لقاء في المنام مع الذين رحلوا عن حياتنا لايستقيم أبدا مع القول بأنهم جاءوا الينا ، وإنما الأصوب ذهابنا نحن اليهم لأن أرواحهم قبضت وأودعت في الحياة البرزخية  ولا يمكن عودتها الي الحياة الدنيا مرة اخري  ،وهذا يفسر غرابة التصرفات التي تحدث في المنام والرمزية التي تكتنف بعض المواقف وكذلك دلالات الأشياء ، كل ذلك يقول ان الذي يحدث لم يكن ابدا في الحياة الدنيا ، وانما في الحياة البرزخية

خلاصة القول أن الحياة البرزخية هي حياة بدون أجساد تتصرف فيها الأرواح بشكل أكثر شفافية وأنها تكون علي تواصل مع الاحياء حين تقبض أرواحهم خلال فترة النوم وهذا التواصل يتم يوميا وينتج عنه توصيل بشارة او تحذير تعرفها الارواح التي تعيش في الحياة البرزخية وتبلغها لأصحابها في الحياة الدنيا وقت ذهابهم المؤقت الي هناك.

والله أعلم