عاجل
الخميس 18 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي
عن سياسة استرضاء ومماشاة طهران

عن سياسة استرضاء ومماشاة طهران

بقلم : سعاد عزيز

يدور الآن رحى جدل صاخب على أکثر من صعيد بشأن ماقد طرحه الرئيس الامريکي المنتخب"دونالد ترامب"، بإلغاء الاتفاق النووي مع إيران حيث إن هناك من يرى بأن إلغاء هذا الاتفاق سيلحق ضررا بالسلام و الامن و الاستقرار في المنطقة و العالم، وهذا الرأي يطرح من باب إن إلغاء الاتفاق النووي سوف يفتح إحتمالات التصعيد من جانب نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية و الاضرار بالسلام و الامن و الاستقرار في المنطقة بشکل خاص، ومما يلفت النظر إن بعض  من أصوات الرفض المتصاعدة ضد إحتمالات إلغاء الاتفاق النووي هي من دول من المنطقة و تحديدا دولا عربية.



هذا"البعض"، يطرح رفضه و مخاوفه من إلغاء الاتفاق النووي من باب إن هذا الاتفاق قد أرسى أسسا و رکائز للسلام و الامن في المنطقة و العالم وإنه حدد من تحرکات و نشاطات طهران  و حجم من قدراتها ولايجب المساس بکل هذا، لکن الذي لاشك فيه هو إن هناك أيضا رٶيا و وجهة نظر أخرى مخالفة تماما لما يطرحه هذا البعض، والذي يميز الرٶية الاخيرة عن التي سبقتها هو إنها تبرر طروحاتها على أسس و مقومات تستمدها من الواقع و ليس على مجرد فرضيات و إحتمالات ما.

المحادثات التي سبقت الاتفاق النووي، والتي أثارت عاصفة من الشکوك و التوجسات في دول المنطقة خصوصا فيما يتعلق بأن هذا الاتفاق سيتم على حساب الدول العربية بصورة خاصة، وإن هکذا سيفسح المجال لإنطلاق النفوذ الايراني و توسعه بما يضر بمصالح شعوب و دول المنطقة، والذي يجب أن نأخذه بنظر الاعتبار و الاهتمام هنا هو إنه لم يکن هناك من يشاطر دول المنطقة في توجهاتها و رٶاها سوى المجلس الوطني للمقاومة الايرانية والذي أکد في بياناته و مواقفه المعلنة من إن الرهان على خيار التفاوض و الحوار مع طهران لن يجدي في نهاية المطاف نفعا و ستقوم بإستغلاله بما يلبي طموحاتها و مصالحها في المنطقة و العالم.

ليس هناك من بإمکانه القول مطلقا بأن الفترة التي سبقت الاتفاق النووي کانت الافضل بالنسبة لطهران على أصعدة سياساتها المتبعة داخل إيران و في المنطقة و العالم، ذلك إن الفترة التي أعقبت الاتفاق النووي قد شهدت تطورا نوعيا من حيث تصعيد الممارسات القمعية ضد الشعب الايراني من جانب و ضد شعوب و دول المنطقة فيما يرتبط بتدخلاتها في المنطقة، وإن مايجري في سوريا و العراق و اليمن و لبنان، يٶکد هذه الحقيقة بمنتهى الوضوح.

" أهم خطأ أمريكي في المنطقة هو سياسة استرضاء الملالي الحاكمين في إيران. والآن الشعب الإيراني والمقاومة الإيرانية وشعوب المنطقة ودولها يتوقعون أن يتم مراجعة لهذه السياسة."، هذا الکلام هو لزعيمة المعارضة الايرانية، مريم رجوي ضمن خطابها الذي ألقته أمام البرلمان الاوربي  يوم الاربعاء الماضي المصادف السابع من کانون الاول 2016، مستطردة من إنه" كلما ابتعد الاتحاد الأوروبي وأمريكا عن هذه السياسة كلما تتجه المنطقة نحو السلام والهدوء."، والواضح إن ماتطرحه السيدة رجوي و تخاطب به المجتمع الدولي و أمام محفل دولي هام مثل البرلمان الاوربي، مبني على أسس و مقومات راسخة خصوصا وإنها ليست المرة الاولى التي يتم طرح مثل هذا الموضوع من جانبها، وخلاصة الامر، إن سياسة إسترضاء و مماشاة طهران قد أثبتت عقمها و عدم جدواها و الاجدر أن يبادر المجتمع الدولي الى تغييرها.

[email protected]

*کاتبة مختصة في الشأن الإيراني

 

 

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز