عاجل
الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي
الدواعش بيننا !!

الدواعش بيننا !!

بقلم : جورج أنسي

كتبت قبل عامين فى هذا المكان، مقالًا بعنوان ( هوى الدواعش ) تناولت فيه رؤيتى بوجود أنصار ومساندين من بسطاء الناس، لأفكار وتصرفات الجماعات المتشددة والمتطرفة التى ترفض الآخر أيًّا كانت هويته وعلى رأسها (تنظيم الدولة الإسلامية فى العراق والشام ) والمعروف إختصارًا بداعش ، حتى أنه أصبح من الطبيعى أن نصف أصحاب الفكر الشاذ المتشدد دينيًّا بأنه (داعشى) كناية عن إنتمائه فكريًا لهذا التنظيم .




وقلت وقتها أن هذا الهوى الداعشى  " ليس الا مجرد تحديث لذلك التعاطف والتماهى الذى اجتاح مصر مع جماعة الاخوان المحظورة قانونا والمشرعة واقعيا على الارض  - إضافة الى الجماعة الإسلامية والتكفير والهجرة - بداية من فترة السبعينيات مع  عصر الرئيس المؤمن محمد أنور السادات الذى أعتبره المؤسس الحقيقى لمرحلة الفرز الطائفى وتقسيم المجتمع المصرى المتسامح والمتعايش مع كل الفئات والطوائف والجاليات التى عاشت بمصر سنوات طويلة."


ومع عدم إغفال وجود قوى إقليمية ودولية تجاهد من أجل إسقاط مصر ؛ إلا أننى أعود فأوكد أن القضية ليست فى التقصير الأمنى او إجراءات التأمين والتفتيش  ، فكلها أسباب هامشية ، ولكن المشكلة الرئيسة تكمن فى هؤلاء الدواعش الذين يعيشون بيننا وأولئك المتعاطفين معهم فى قطاعات الدولة المختلفة - ومن بينها وزارة الداخلية - سواء كانت حيوية أو غير حيوية ، أجهزة مسئولة او غير مسئولة ترفض التعامل مع الآخر بل أنها تتصرف بطريقة تمييزية تؤكد على الفكر الطائفى المتوغل فى العقول والقلوب ، ولنا فيما تقوم الأجهزة التنفيذية فى المحافظات المشتعلة  - خاصة فى الصعيد - المثال الصارخ لمعالجة أى قضية طائفية بعيدًا عن مواد القانون والاعتماد على (جلسات الصلح العرفية ) !.


لقد أحزننى كثيرًا رأى باحث جزائرى فى مجال حقوق الإنسان  - التقيته قبل شهر بالعاصمة الجزائرية -  قال " سوف أقول لك رأيى بصراحة فيما يتعلق بالفكر المتعصب المتشدد الذى أجتاح المنطقة وكان للجزائر نصيب كبير فى ظهور (جبهة الإنقاذ) أوائل التسعينيات وما ترتب على ذلك من دخول بلدنا سنوات العشرية السوداء ، فالسبب الرئيس فى ظهور الفكر المتطرف والتشدد الدينى يعود للمدرسين المصريين الذى جاءوا للجزائر فى فترة السبعينيات وكان لهم الدور الأكبر فى تغذية عقول اجيال بهذة الأفكار المتعصبة التى لاتقبل الآخر المختلف عنها". ( !!)


بطريقة غير مباشرة ، أحالنى هذا الكلام لمناهجنا التعليمية التى تسىء للآخر ، والدواعش الذين تربوا بيننا وصدرناهم للخارج مع توالى أنظمة ترعى هذة الجماعات وشيوخهم،  سواء عن توازن سياسى او توافق فكرى - دينى معها ، لتخرج لنا فى النهاية أجيالًا لأتعرف عن قبول الآخر شيئًا ولا تدرك أن الحياة تتسع للجميع ، وهذا يعنى أن الدولة مطالبة الآن بالتخلى عن مهادنتها لأولئك الذين ينتهجون الأفكار الداعشية خاصة فى أقاليم مصر المختلفة من خلال إعمال القانون ثم العمل بصورة جادة على تنقية المناهج التعليمية التى لاتزال تعبث بعقول أجيال وأجيال .
 

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز