عاجل
الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي
أکيد انها ليست مجرد صدفة

أکيد انها ليست مجرد صدفة

بقلم : سعاد عزيز

حذار من المرأة التي تتحدث عن الشرف کثيرا. مقولة مشهورة لنابليون بونابرت وفيها الکثير من المعاني و الدلالات، وهي"أي المقولة"، توحي الى إن التمادي و الإيغال و المبالغة في أمر ما يقود في النتيجة الى النقيض، وهذا مايمکن سحبه بصورة أو بأخرى على نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية الذي سعى طوال 37 عاما لبناء"جمهورية الاخلاق و القيم"، لکن ماقد تواتر و يتواتر من أنباء و تقارير من داخل إيران يتناقض و يتضارب مع ذلك تماما.



لم تمض سوى بضعة أسابيع فقط على حادثة إغتصاب تلاميذ أطفال على يد قارئ قرآن في بيت المرشد الاعلى لنظام الجمهورية الاسلامية الايرانية، حتى بادر  الرئيس السابق للجنة الأخلاق في اتحاد كرة القدم الإيراني، للکشف عن عمليات اغتصاب مورست ضد عشرة لاعبين من فريق ناشئين إيراني، حيث أکد  بيمان اديبي، رئيس لجنة الأخلاق في الاتحاد الإيراني لكرة القدم، إنه كان قد تلقى شكاوى خلال ولايته في الاتحاد من عشرة لاعبين ناشئين يؤكدون أنهم تعرضوا  للإغتصاب من قبل رئيس النادي.

هذه الفضيحة الاخلاقية الجديدة التي تطال هذا النظام الذي طالما سعى لغمز و لمز أنظمة المنطقة و العالم و تصويرها على إنها رمز للفساد و الانحطاط الاخلاقي، ومن إنه"أي نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية"، لوحده يقف کنموذج و أيقونة فريدة من نوعها للقيم و الاخلاق الاسلامية، تأتي في فترة عصيبة تمر على هذا النظام إذ يواجه الکثير من التحديات و الاخطار المحدقة به في وقت تحاصره المشاکل و الازمات من کل جانب و يواجه  الشعب الايراني ظروفا و أوضاعا بالغة الصعوبة صارت الاسر الايرانية تضطر خلالها ليس للمتاجرة بأ‌عضاء من الجسد فحسب وانما حتى لبيع الاطفال و البنات لمواجهة الحياة المعيشية الصعبة جدا.

11 مليون أسرة إيرانية تعاني من مشکلة الادمان على المواد المخدرة، بحسب ماجاء من مصادر من داخل مٶسسات النظام ذاته، الى جانب تفشي الجريمة و المسائل المرتبطة بالتفکك و التمزق الاسري في ظل الاوضاع الاقتصادية و المعيشية التي تعصف بأغلبية شرائح و أطياف الشعب الايراني، خصوصا وإن الفساد بمختلف أشکاله و أنماطه يهز هذا النظام و ينخر به وکل هذا ينعکس بصورة بالغة السلبية على الحياة الاجتماعية و يجسد في الحقيقة فشل و إفلاس أطروحة نظام ولاية الفقيه و عدم تمکنها من أن تلبي أبسط متطلبات الحياة اليومية للشعب الايرانية.

ماقد تم الکشف عنه من فضيحة أخلاقية جديدة ضد هذا النظام، لايمکن إطلاقا إعتباره مجرد صدفة أو مسألة عرضية عابرة، بل إنها تٶکد و تثبت حقيقة وصول هذا النظام الى مرحلة لم يعد يتمکن خلالها من الاستمرار في"جمهوريته الفاضلة" المزعومة، خصوصا وإن فضائح الجماعات و التنظيمات الدينية المتطرفة التي ترتبط بصورة و أخرى بهذا النظام، باتت هي الاخرى تزکم الانوف  و تفضح معدن و ماهية المتاجرين بالدين لأغراض مشبوهة لم تعد تنطلي على أحد.

 

*کاتبة مختصة في الشأن الايراني.

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز