عاجل
السبت 20 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي
تفجير البطرسية وحلب الشهباء

تفجير البطرسية وحلب الشهباء

بقلم : عاطف حلمي

دعونا من الحديث عن هوية مفجر الكنيسة البطرسية والإختلاف في وجهات النظر والتشكيك في مصداقية ما يعلن عنها، فكل هذه الأمور قشور سطحية للقضية، لذا من الأفضل أن ننطلق من هذه الحالة الجدلية والتشكيك إلى ما هو أعمق وللننظر للملف بصورة أكثر جدية.



انعدام الثقة
الأمر البالغ الأهمية وسط كل هذه الأحداث أن هناك حالة من إنعدام الثقة بين قطاع كبير من الشارع والحكومة بشكل عام والأجهزة الأمنية بشكل خاص، وهناك وقائع كثيرة لم تتعامل معها هذه الأجهزة بشفافية كافية مما ترك الأمور لحالة من اللغط وعدم التصديق، ومن هنا فأنه على الحكومة ووزارة الداخلية الشعور بهذه الهوة العميقة والإعتراف بها أولاً من أجل تقليصها ومن ثم بناء جسور الثقة مع الشارع، وإلا سنظل في حالة جدلية تزيد من المساحة الرمادية في العلاقة بين الحكومة والشارع.

حرب فكرية
في نفس الوقت علينا الإعتراف بأن التعامل الأمني فقط مع قضية الإرهاب والتطرف، لن تؤدي إلا إلى المزيد من العنف، ولن تجدي على المديين المنظور والبعيد، فالقضية حرب فكرية في المقام الأول، فلم يعد الإرهابي كما صورته مخيلة بعض الأفلام والأعمال الدرامية، ذلك الجاهل الذي لم ينل قسطاً كافياً من التعليم، بل باتت بعض مناهج التعليم بمثابة البذرة الأولى لأفكار العنف وتكفير الآخر، فتجارب كل الأمم أكدت بما لايدع مجالاً للشك أن الرصاص لايقتل الأفكار، فالأمر يبدو كمن يعدم ثمار شجرة التطرف والإرهاب ويترك الشجرة تترعرع والنتيجة استمرار تجرع المجتمع لمرارة حنظل الإرهاب.

الأحزاب الدينية
ولعل موقف الحركة السلفية ممثلة في ياسر برهامي، وحزب النور خير دليل على ترك شجرة التطرف تتمتع بغطاء شرعي وقانوني، رغم مخالفة ذلك للدستور، فطالما ظل لدينا أحزاب دينية مثل "حزب النور" ومن هم على شاكلته، فأننا سنظل نواجه موجات متتالية من الأفكار المتطرفة التي تضع الشباب على أول درجات العنف وتكفير الآخر، لذا بات حل جميع الأحزاب الدينية ضرورة حتمية، حماية لأمن الوطن.
 
حلب تنتصر
نترك حالتنا الجدلية في مصر، إلى حالة جدلية اخرى ليست ببعيدة عن وضعنا في مصر، بل هي في صميم الأمن القومي المصري بمفهومه الواسع، أنها الحالة الجدلية حول ما يجري في حلب السورية، فما بين "حلب تباد" و"حلب تنتصر" تتجلى بوضوح حالة إنعدام الرؤية تجاه الملف السوري، وبغض النظر عن بدايات الشرارة الأولى للأزمة السورية، فأن الواضح والجلي، أن الشعب السوري يدفع فاتورة حرب بالوكالة تدار على أرضه، وهنا تلعب بعض أبواق الإعلام العربي لعبة قذرة التي أدت لنزوح ملايين السوريين وتشتتهم في بقاع الأرض، ومصرع عشرات الآلاف ممن لاناقة لهم ولا جمل فيما يدور من حرب طاحنة، والواقع أن معظم الفصائل المقاتلة في حلب أتوا من خارج سوريا بدعم مالي وتسليحي وتدريبي من أنظمة تتشدق بأنها تدافع عن الديمقراطية في حين أنها أما بلا دساتير أصلاً أو أحزاب ولا حتى برلمان حقيقي، ففاقد الشيء لايعطيه، وإن أعطى فعطيتة دمار وخراب.

بحور دماء
 مليارات الدولارات صرفتها هذه الأنظمة من أجل تفتيت سوريا، والنتيجة بحور من دماء السوريين غرقت فيها تلك الأنظمة وأغرقت فيها الأمة العربية بكاملها وأعادتها إلى عصور تخلف وتفتت سوف تستغرق عقوداً طويلة لإصلاح ما خربته نزوات تلك الأنظمة.

نحيب
وبقدر شعور المتآمرين على سوريا بالهزيمة وفشل مخططاتهم بقدر النحيب الذي نراه على فضائياتهم، وما أكثرها، في حين أنهم لو دفعوا واحد في المئة من تلك الأموال الطائلة لتحرير فلسطين المحتلة لاختفت إسرائيل من على الخريطة.

حصار مصر
لذلك فأن قضية سوريا ليست بقاء الأسد أو رحيله، وليقل من يريد ما يشاء في الأسد ونظامه، بل هي بقاء سوريا موحدة أو سقوطها في تنظيم الإخوان وجيشه "الحر" أو "العر" سمه ماشئت، ومن على شاكلته من تنظيمات داعش والنصرة وجند الشام، لذلك فأن سقوط سوريا في أيدي هؤلاء يعني بالتبعية حصار مصر وسط منطقة مفتتة مشتتة ليتربص بنا الخطر من كل حدب وصوب.
 

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز