عاجل
الأربعاء 24 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي
الاتفاق الذي لم يغير شيئا في إيران

الاتفاق الذي لم يغير شيئا في إيران

بقلم : سعاد عزيز

في عام1988، وعندما وجد الخميني نفسه مضطرا على الموافقة على وقف إطلاق النار و إنهاء حرب الثمانية أعوام مع العراق، أعلن بأن موافقته کانت بمثابة تجرعه لکأس السم، فإنه لم يلبث طويلا حيث توفي في عام 1989 ، ومعاودة إستخدام مصطلح کأس السم مع خليفته"خامنئي"، على أثر المفاوضات النووية التي مورست ضغوط کبيرة على النظام الايراني و خصوصا بعد أن تجاوز الاتفاق النووي المعلن بين إيران و الدول الکبرى خطوطه الحمر التي أعلنها، فإن هناك من ينتظر إعادة نفس السيناريو الذي جرى للخميني مع خامنئي لکن بفارق أن الاخير لايمتلك کاريزما کالتي کان الاول يمتلکها.



الاتفاق النووي الذي رأى العديد من المختصون بالشأن الايراني، إنه أشبه بوضع إيران تحت وصاية دولية لمدة تزيد على خمسة عشر عاما، والذي وصفوه أيضا بأنه بداية دخول النظام الديني المتطرف في نفق مظلم طويل، يبذل النظام کل مابوسعه من أجل التغطية على جوانب الضعف و التنازلات في هذا الاتفاق وينبري خامنئي بنفسه من أجل الدفاع عن نفسه قبل النظام، ذلك لأن النظام برمته يمکن إختصاره في شخصه، والتغطية تعتمد وکما أکد بعد أربعة أيام من الاتفاق على أمرين:

الامر الاول ـ إستمرار النهج الاستبدادي القمعي في الداخل بمعنى إستمرار مصادرة حقوق الانسان و المرأة في إيران.

الامر الثاني ـ إستمرار تصدير التطرف الديني لبلدان المنطقة مع التأکيد على مضاعفته.

مانريد قوله و التأکيد عليه هنا، هو أن التطرف الديني الذي يعبث بأمن و إستقرار المنطقة و يشوه العقول و النفوس و يفسد التعايش السلمي بين مکونات الشعب الواحد، يجب إعتباره أيضا سما زعافا يصيب من يأخذ به و يجعله نهجا له، وهو تماما کالغازات السامة، ذلك إن من يٶمن بالتطرف الديني فمعنى ذلك إنه يعتبر کل من لايکون مثله بمثابة عدو له و بالتالي فهو هدف مباح و بإمکانه القضاء عليه، تماما کما کان الحال في القرون الوسطى في اوربا أيام سطوة الکنيسة و سيطرتها على الشعوب و النظم الملکية، وإن مايفعله تنظيم داعش و النصرة و أحرار الشام و جيش الاسلام و الميليشيات الشيعية، هو نفس ماکان المتطرفون في القرون الوسطى بأوربا يفعلونه.

الحقيقة الاهم التي نجد هناك ضرورة ملحة للإشارة لها تتعلق بما قد تمخض عن الاتفاق النووي، وهل إنه قد کبح من جماح نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية و تطلعاته من أجل الحصول على الاسلحة النووية، أو قام بتغيير ماهيته و نهجه العدواني؟ بطبيعة الحال فإن هناك أکثر من مٶشر و دليل على إستمرار النظام على نهجه السابق عبر الطرق السرية و الملتوية ولعل ماکان قد کشف عنه مسٶول ألماني قبل أکثر من شهر بخصوص محاولات هذا النظام للحصول على أجهزة و معدات يتم إستخدامها في المجال النووي الى جانب ماقد أعلن عنه مدير وکالة الاستخبارات الامريکية الاسبق الجنرال ديفيد باتريوس من إن أموال الاتفاق اللنووي الايراني تذهب للحرس الثوري و الميليشيات الموالية لها، کل هذا يضع امامنا حقيقة واحدة وهي إن الاتفاق النووي لم يغير من حقيقة الامر شيئا وإن الخطر لايزال باقيا على حاله.

سم التطرف الديني و الذي يصر خامنئي على مضاعفته لشعوب المنطقة، يجب إعتبارها أيضا جريمة ضد الانسانية لأن مايتسبب عنه کارثي و دموي، وان مايحدث الان في العراق و سوريا و لبنان و اليمن وماينتظر أيضا حدوثه في مناطق أخرى، لايجب أبدا إعتبارها جريمة ضد مجهول وان خامنئي عندما يصرح جهارى بتأکيده على تصدير سم التطرف الديني فإنه ليس هنالك من فرق بينه و بين زعيم داعش أبوبکر البغدادي ويجب أن تتم معاملته وفق نفس الاعتبار.

[email protected]

*کاتبة مختصة في الشأن الايراني

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز