عاجل
الثلاثاء 23 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي
العالم الموازي و الحل الموازي

العالم الموازي و الحل الموازي

بقلم : طارق العكاري

بعد ان شهد الوطن من الضربات ما يسحق بنان الاوطان علي مدار سته اعوام متتاليه، اثبت انه بحق وطن عريق وبنانه ليست هشه، فما بعد حمد لله عز وجل علي نعمه الوطن والترحم علي شهداؤه نبدأ.



نعيش في عصر العولمه ونرى من حولنا من يعيشون في عالم موازي كالذين يرون رؤى واحلاما بعوده مرشدهم ومرسيهم.  هؤلاء لن يضيرنا وهمهم وأحقادهم فهم لا يستحقون شرف الحياه في وطن. فطالما انتظرت احد قضاة هذا المرسي ان يحيله لمستشفي الامراض العقليه شكا في انه صدقا تصورأن قدراته تمكنه من حكم دوله بحجم وتاريخ مصر. اما من تسيطرعلي عقولهم افكارا رثّه ضحله كالذين يصدقون ان الدوله هي من تُفجر الكنائس وتقتل الجنود فهذه النوعيه تحتاج علاجا نفسيا قد يطول ولن يجدي طول اعمارهم. وأكثرهم ابداعا في التوازي والافتراضيه هم اصحاب اقوال تبدأ دائما بكلمه "المفروض" وتجدهم ينعقون بعد كل حدث مفرحا كان أم مؤلم "بالمفروض وكان يجب ولماذا لم يتم كذا وكذا وأين كانت الحكومه ولا اهميه للمشروعات التي نراها واقعا ملموسا والصح المطلق. الفئه الاخيره هي "فئة اللي مش عاجبهم العجب "  فالنجاحات والانجازات لا تحوز علي ثنائهم والاحداث الجسام التي تنهش عرض الوطن ايضا لا تنال مواساتهم اوتعازيهم. هم اشبه بالندابه التي ترتزق من اللطم في المقابر او بالاحري هم مرضى بحب الظهور بطريقه خالف تُعرَف. وغالب الاحوال هم شخصيات الكترونيه لا يجيدون المواجهه وجها لوجه ويتجنبونها في معظم الاحيان. وهم فقط محترفون في نشر ندبهم  تعليقا علي الاحداث والاخبار الخاصه بالدوله. فعندما تلتزم معهم في احاديثهم الالكترونيه اقصي درجات ضبط النفس وتجتهد في استخدام كل مهاراتك التفاوضيه لتوضيح ان الصح المطلق امر لا يمكن تطبيقه ولزاما علينا التعامل من خلال معطياتنا من مواردنا البشريه والماليه ومع واقعنا الذي وصلنا اليه بعد ان ألينا علي انفسنا انتظار البوعزيزي لنقوم بثوره ولم نثور لجثث شهداء العباره في اعماق البحروالرئيس يزور المنتخب ليشدد من ازره لحصد البطوله الافريقيه، لم نثور عندما رفض استقاله وزير الثقافه في حريق احد منشاته بمن كانو فيه. وتجد بعد كل هذا الشرح سبابا وسخريه متعمدين لافقادك ضبط نفسك وإجبارك على عدم دخولك معهم في نقاشا مره اخري فتخلي الساحه لمن هم علي شاكلتهم فقط فتصبح صفحاتهم نعيقاً وندباً و اخواناً. فحقيقه الامر كلنا مسئولون عن ما وصلنا اليه من ترهل اداري و ثقافات مضاده للتقدم.

عندما تصبح صانعا لقرار مؤسسه اومجموعه مؤسسات تبدأ اول مهامك بالأجتماع مع مديرين المؤسسه لمعرفه طبيعه سير العمل وماهي المشاكل والموارد. فما بال وإنك في اول ايام استلامك المهمه تكتشف ان مديرو المؤسسه ( مرؤسيك ) فاسدون او غير مؤهلون. لن يكون أمامك الا خياراً واحداً الا وهو محاوله استبدال الجميع. إن ابهرتك نتائج اول الاجتماعات بإظهار نسبه الفاسدين والغير مؤهلين تتعدى ستون او سبعون بالمائه فليس أمامك الا اختياران اولهما أن تقوم برفد الغير مؤهلين و حبس الفاسدين و تعيين بدائل و في هذه الحاله يجب أن تكون مطمئنا علي ما تحتويه خزينه المؤسسه لدفع الشروط الجزائيه و الغرامات الناتجه عن تأخير المؤسسه  في الوفاء بالتزاماتها وان المجموعه قادره علي تحمل تبعيات عدم الوفاء بالتزاماتها و يجب ان تتأكد من ان سوق العمل خزائنه مملوئه بالكوادر المؤهله شريطه الجاهزيه الفوريه للالتحاق بالعمل.

ثانيهما ان ترضي بسير العمل كما سبق وتعمل علي خطه بديله موازيه طويله أو متوسطه الأجل لأحلال الفاسدون والغير مؤهلين كلاهما بالمؤهلين، و تعمل علي احلال نظام العمل اليدوي المشرف الاول علي الفساد باخرى تكنولوجيه ذكيه لا تسمح بالفساد ولا تسمح ببقاء موظف منتفع من منصبه لسنوات مضحيا بتدرجه الوظيفي و طموحه المهني مقابل منفعته.  

 علي سبيل المثال ماذا لو اصدر الرئيس قرارا بتشكيل لجنه من جهابذه القانون بأبوابه المختلفه من دستوري و جنائي و اداري  ... الخ الخ، وتكون أهداف اللجنه هي عمل قانون جديد تماما ايا كان المده اللازمه للأنتهاء منه, سنه او اثنتان او حتي عشره سنوات و لكننا في النهايه سنظل نأمل في الليل الذي تعيشه مصر بقانون رث مُرقَع ملئ بالثغرات ان ينقشع ويصبح علي قانونا جديدا قصيرا ناجزا شاملا مستنيرا.

ماذا لو أوقفنا البناء من الاساس في كل المحافظات المزدحمه ميادنها وبدأنا في مد عمراني بقواعد البناء الحديث. هل سوف ترتفع اسعار العقارات داخل المدينه ؟ الاجابه نعم, فلن يقدر الاب علي شراء سكن لأبنه جواره و سيضطر الي الخروج من الوادي الضيق الي اطراف المدينه و تُصبح معايير البناء الحديثه الذكيه الخضراء هي المستقبل و الغايه و الحلم - لا أتحدث هنا عن محدودي الدخل أو الفقراء فالحمد لله علي حي الاسمرات و غيط العنب و غيرها من المشروعات المنيره المبشره التي تبشر بجيل وطني يترعرع في حدِ ليس هو الأدني من الحياه الكريمه بل حد أعلي من الأدني -  أتحدث عن باقي الطبقات الأجتماعيه اللذين سيقومون حتما بشراء عقارات لأولادهم أو من يمتلكون قوي شرائيه بمختلف فئاتها  بعد سنه أو أثنتان أو حتي خمسون نكون قد فرغنا المدن المزدحمه التي يعيش فيها اثنان و خمسون ألف مواطن علي الكيلو متر المربع الواحد و هو الحال في بعض مناطق القاهره الكبري و غيرها فلو أستحضرنا أرواح جميع مهندسين الطرق و الكباري و محترفوا التخطيط العمراني في الكون لوضع حلول لأزمات المرور او انتظار السيارات ستطلب الأرواح أن تعود الي أجسادها مره أخرى ولا تشارك في هذه الحلول الصفريه النتيجه.

ما سبق هي محاولات لإيجاد حلولا موازيه تسير جانبا ال جنب مع سير العمل بالطريقه التقليديه الحاليه و لكن علي امل ان يوما ما ستدار احوالنا بطرق غير تقليديه وهي محاولات  تخرج من رحم من يعيش في وطنا واقعيا وليس افتراضيا او موازيا فمن يريد حلولا ذات نتائج قصيره الاجل فعليه بالاختيار الاول فليقوم بحبس و فصل الجميع و هو مالا تمتلك الدوله ثمنا لتفي بإلتزاماتها الماليه والامنيه ولا تحوي خزائن اسواق العمل علي بدائل مؤهله بجاهزيه فوريه. ان كانت هذه مجرد محاولات لاترتقي لان تكون حلولا واقعيه فشرف المحاوله و التفكير بواقعيه خيرا من النعيق و الندب الكترونيا.

 

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز