كلنا مصريين

بقلم : ألفت سعد

" يمكرون و يمكر الله و الله خير الماكرين " صدق الله العظيم .. لا أدل على عظمة و صدق تلك الآية رد الفعل المخيب لآمال الدول  والتنظيمات المتآمرة ضد مصر و أيضاً رد الفعل المتوقع للمصريين أقباط و مسلمين بعد المصاب الأليم الذى وقع فى الكنيسة البطرسية فقد كان هدف التنظيمات الارهابية و على رأسها تنظيم الأخوان الخائن إحداث انقلاب للمسيحين ضد الرئيس السيسى و حكومته و حدوث انشقاق فى الجبهة الوطنية بعد ان فشلت كل المؤمرات لوقف السياحة و التلاعب بالدولار و اخفاء السلع الغذائية الضرورية و محاولات شحن الشعب ضد الدولة و لكن انبهر العالم بتكاتف الشعب بجميع طوائفه حتى ان كل بيت مصرى اعتبر هذا المصاب  للأخت و الأم و الفتاه التى قتلت أو اصيبت من أسرته .. حتى المسيحيين أنفسهم ادركوا المؤامرة جيداً و ان عشرات الشباب من الشرطة و الجيش و أكثرهم مسلمين يستشهدون كل يوم دفاعاً عن الوطن وعن كل المصريين لكن كانت مرارة الجميع من النساء و الأطفال العزل اللاتى ذهبن للصلاة و تم ترويعهم و قتلهم .

ان برز بصيص أمل فى تلك الفاجعة انه عاد الالتحام الشعبى للمصريين دون التفرقة بين مسلم و مسيحى بعد ان انزاحت الغمة الى ظلت سنوات تزرع التطرّف و الكراهية و بث مفاهيم خاطئة عن كل ما هو غير مسلم و ذلك التطرّف انتقل الى القليل من اخواتنا نتيجة التطرّف الإسلامى .. و بزوال الغمة زادت الروابط الجميلة و ظهر النقاء الإنسانى لمؤازرة أى مصاب بدليل تهافت المصريين على التبرع بالدم بعد الحادث الارهابى رغم وجود كميات كافية من اكياس الدم فى المستشفيات التى تعالج المصابين هذا بخلاف التآزر و الكلمات البديعة من المسلمين التى انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعى و كانت بمثابة البلسم الشافى للجروح  و لا أدل على ذلك قيام أحد الشيوخ الأجلاء بواجب العزاء فى  فى ضحايا الكنيسة البطرسية و طالبه أصحاب العزاء بقراءة سورة مريم و سمعها المسيحيين  والمسلمين معاً داخل الكنيسة .

آن الأوان أن نتوقف تماماً عن التفرقة بين مسلمين و مسيحيين لأن الوضع الطبيعى الذى استمر قرون بين الشعب المصرى بدأ فى العودة مرة أخرى  لحياة جميلة كنّا نشاهدها فى الأفلام القديمة و ستعود مصر أقوى و أعظم و لن تهزها حادثة أو  حتى حوادث .