عاجل
الثلاثاء 23 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي
حكومة تنتحر !

حكومة تنتحر !

بقلم : جورج أنسي

لم أر فى حياتى حكومة تتعمد بغباء إستفزاز شعبها واستعدائه ، مثلما يحدث هذة الأيام من حكومتنا السنية بإتخاذ سلسلة من القرارات المتلاحقة التى تستعدى غالبية شعبنا ، وهو ما يعنى عمليًا أنها حكومة تنتحر على المستوى الشعبى بكامل إرادتها، لتفقد ما تبقى من رصيدالتعاطف والمساندة .



قبل أكثر من ربع قرن ، تعلمنا مباديء (علم وفن العلاقات العامة) - قبل أن نتخصص فى الصحافة بكلية الإعلام جامعة القاهرة - وكان من ضمان مهام إدارة العلاقات العامة (النظرية والعملية) فى أى جهة أو هيئة أو مؤسسة(عامة أو خاصة وحتى على مستوى الدول والحكومات)، القيام بتعديل أو تغيير الصورة الذهنية لهذةالجهة ، خاصة اذا ما تعرضت أو إعتراا أزمة تؤثر فىاتجاهات الجماهير نحوها .

وكان من ضمن التدريبات العملية التى تلقيناها ، قيامنا بدراسة حالات لشركات أو هيئات تراجعت صورتها الذهنية بصورة رهيبة ؛ مما يستلزم قيام إدارة العلاقات العامة بإعادة إحيائها باتخاذ مجموعة من القراراتوالاجراءات التى تعدل أو تغير من الصورة الذهنية السلبية التى التصقت بأذهان الناس ، فى محاولة لإعادتها الى الساحة وإستعادة مكانتها مرة أخرى .

وبالفعل كان علينا - كدارسين-  أن نطرح حلولًا  واقعية وعملية لهذة الشركات (الفاشلة) لتصحيح الصورة الذهنية من خلال أفكار متنوعة يأتى على قمتها الحلول الإجتماعية او المجتمعية بإعتبارهم الهدف الأسمى والاهم لأى جهة تحتك وتتعامل مع الجماهير .. وهنا مربط الفرس، وما ينطبق على الشركات والهيئات ينطبق أيضًا على الحكومات والدول ، فالجماهير هى غاية أى إدارة تبغى النجاح أو الخروج من النفق الضيق الذى دخلته سواء بإرادتها أو غير إرادتها .. المهم فى النهاية هو الفوز بقلوب غالبية الشعب من البسطاء والعامة بإجراءات ترفع عن كاهلهم مصاعب الحياة .

ولا أنكر هنا أننا تعودنا طوال سنوات طويلة - نتيجة ميراث الفكر الاشتراكى - أن الحكومة هى بابا وماما وووو..، وهو منطق اتكالى غير منتج ، لكن هذا لاينفى أن تغيير الحكومة لهذا الفكر الشعبى الراسخ فى الاذهان يحتاج لجهود كبيرة ، ولكنها فى نفس الوقت مطالبة بعدم إستعداء خلق الله من خلال منظومة من القرارات العشوائية المستفزة التى تزيد الأعباء على المواطن المطحون !

إن حكومتنا فى حاجة الى التمهل كثيرًا فى قراراتها التى تمس الغالبية من شعبنا ، وليس عيبًا ولا عارًا أن تلجأ الى شركات محترفة فى (العلاقات العامة) من أجل إجراء استبيانات وبحوث ميدانية وإقتراح حلولًا  وأفكارًا سريعة قابلة للتطبيق الفورى بدلًا  من إحتراف تشكيل ( لجان للدراسة ) مهمتها قتل أى قضية او مشكلة بدلًا من حلها!....

يا سادة إن القرارات الأخيرة بجميع أشكالها قد أجهزت على البقية الباقية من أى تعاطف مع الحكومة ولابد من إيجاد حلولًا واقعية (مبهجة) حتى ولو فى أبسط الامور لعلها تعيد التوازن المفقود.

 

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز