عاجل
الجمعة 29 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي
الثورة التي يحتاجها العرب

الثورة التي يحتاجها العرب

بقلم : عبدالجواد أبوكب

بدعوة كريمة من الدكتور ناصر القحطاني، مدير عام المنظمة العربية للتنمية الادارية شرفت بحضور  أعمال المؤتمر العربي الدولي الثالث للعلاقات العامة والذي عقد بالقاهرة علي مدي يومين  تحت عنوان “آفاق جديدة للتواصل في عالم عربي متغير المداخل الفعالة لإدارة التواصل”.



وهو واحد من أهم المؤتمرات التي عقدت في المنطقة خلال عام 2016،  حيث هدف المؤتمر الذي ينعقد هذا العام  في نسخته الثالثة وكما لخص "القحطاني" الأمر إلى التاكيد على اهمية الدور المناط بالعلاقات العامة لتعزيز التواصل الفعال بين جميع الأطراف والمكونات، حكومات ومجموعات وافراد من اجل فهم وادراك الكثير من المشتركات ومن أجل تعزيز ثقافة الحوار وانه في غياب ذلك تغيب الحكمة ويغيب العقل.
 
وأضاف في كلمته التي ألقاها بحضور ممثلين لنحو 15 دولة، علي أن التواصل الفاعل لا يحقق الفهم المشترك فقط بل يبدد كثيرا من الاوهام والاعتقادات التي تشيطن الآخر وتصنع العداوة والبغضاء بين الإنسان وأخيه الإنسان ومن ثم يقع المحظور، ولعل المشهد العربي الراهن ينبئ عن ذلك حيث كان التواصل غائبا بين الشعوب والحكومات من ناحية وبين بقية مكونات المجتمع العربي من ناحية أخرى.

مضيفا أن الوعي المنشود يتطلب تعليما نوعيا وإعلاميا يقوم على التسامح والانفتاح على الآخر، وإعلاما يليق بالمرحلة وان مساحة الوعي والفهم المشترك تتسع كلما ضاقت مساحة الجهل، وكلما ضاقت مساحة الجهل ضاقت دائرة الظلم كما تعلمون، سيقى كلامنا طرحا نظريا مالم يتم الحوار والتواصل بشكل فعال من خلال مؤسسات وآليات يستطيع أفراد المجتمع من خلالها تحقيق الأهداف المنشودة.
 
وتأتي أهمية هذا المؤتمر بشكل إضافي في توقيته الذي تزامن مع تشاحن عربي كبير بين دول كانت تتمتع بعلاقات  ود كبيرة، ومع تشابك مصالح وغياب الرؤية الواضحة في القضية ذاتها، وأيضا مع تنامي قدرات الجماعات والقوي الارهابية فيما يتعلق بالتواصل والنفاذ لعقول الشباب المرتبك وتوصيله بطريق التطرف من جهة، وبنجاح كبير لهذه الجماعات في إستخدام التكنولوجيا الحديث وإمكانيات الاعلام الجديد في بث روح الفرقة والتشكيك وقطع خيوط التواصل بين أفراد وقوي المجتمع والترويج لأفكار الجماعات الهدامة من جهة أخري.
 
وكانت كلمة  المتحدث الرسمي للمؤتمر الدكتور فاكلاف كلاوس، الرئيس السابق لجمهورية التشيك هي الأهم في تقديري حيث قدم خلالها رؤيته التي قال فيها انه لا يتفق مع العولمة ، وأن توحيد الثقافات مستحيل وعلينا أن نقبل اختلافتنا الثقافية والدينية ، وأشار عربيا إلي بعض المتناقضات ومنها غياب التكامل الاقتصادي والاجتماعي والتعاون بين دول المنطقة.
 
علي أن أخطر ما لفت إليه رئيس التشيك السابق، كان تأكيده علي وجود العديد من الاضطرابات نتيجة للتدخل الأجنبي ومحاولات تصدير ديمقراطية غير مناسبة لدول المنطقة، وفي نفس الوقت إخفاق النظام الصناعي القديم والاعتماد المستمر على الغاز والبترول ، وقوله أنه غير مقتنع بأن العالم العربي يمكن أن يحدث به تحول مفاجئ، بل يجب أن يكون التحول جذري مع رؤية واضحة ومشاركة من المجتمع وشفافية واستراتيجية ذات جدوى وأن يكون هناك تفاهم بين الأغلبية العظمى من الناس، فالتغيير مهمة داخلية ومهمة مبينة على الديمقراطية التي لايمكن استيرادها أوتفرض على الشعب من الخارج أنهم لا يحتاجون إلى المعونة بل عليهم التعامل مع واقعهم الاقتصادي وبدون أي قيود من الخارج هذا هو أساس التغيير.
 
 وحفلت باقي الكلمات والرؤي والمداخلات التي قدمها المشاركون وعلي رأسهم السيد عمرو موسي الأمين العام الأسبق لجامعة الدول العربية، وممثلي وفود الدول المشاركة وهي الجزائر، والسعودية، والسودان، والعراق ، وفلسطين، ومصر، والأردن، واليمن، والبحرين، والسويد، والتشيك، والنمسا، وإيطاليا، وبلجيكا، وموريتانيا، حفلت بالعديد من الأفكار المهمة والتصورات العملية التي  تحاول تغيير الأوضاع الحالية في الوطن العربي للأفضل.
 
وتنتهي أعمال المؤتمر ولا تنتهي أفكار التطوير، خاصة وأن أي متابع لأوجاع الوطن العربي يكتشف أن مشكلة المشاكل فيه هي سوء عملية التواصل وغياب الادارة العاقلة والناجزة، وعدم قبول الآخر، وتناطح الثقافات بدلا من تكاملها، وتدهور منظومتي الثقافة والاعلام وكلها أمور يسهل التعاطي معها إذا توفرت الرغبة في التغيير والارادة في الفعل.
 

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز