عاجل
السبت 20 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي
مراحل الزواج الثلاثة

مراحل الزواج الثلاثة

بقلم : أمل حجازي

عندما كنا صغارا كنا ندرس في حصة العلوم أن للمادة ثلاث حالات لا رابع لهم. الحالة السائلة، الغازية والصلبة. في الحالة السائلة تأخذ المادة شكل الإناء التي توضع به، نظرا لأنها تكون لينة وسهلة التشكيل. أما في الحالة الغازية فأنت لا ترى أي شيء واضحا، ولكنك حتما تشعر به ويؤثر بك. وفي الحالة الصلبة يبقى الوضع على ما هو عليه ولا يستطيع أي شيء التأثير في حالة المادة القوية جدا. طبعا تبدو المقدمة وكأنها لمقالة علمية، ولكن لا تتعجلوا في الحكم، فما سبق له علاقة وثيقة بكل ما هو آت!!



مراحل الزواج:

*1* مرحلة قصة الحب:
وفي هذه المرحلة يظهر كلا من الطرفين نهرا من المشاعر وفيضا من الأحاسيس. وبما أننا مازلنا في البداية، فلك أن تتخيل تعدد طرق التعبير عن الحب وتنوعها. ففي بداية علاقة الحب يكون كل شيء متوقدا؛ فتخرج الكلمات دافئة وحميمية لتعادل حرارتها درجة حرارة مشاعرنا الساخنة. يعمل كل طرف على إسعاد الطرف الآخر بشتى الطرق. فالهدف الأول والأهم في هذه المرحلة هو إظهار كل ما هو رائع وجميل. فلن يتأخر زوجك لحظة عن موعد الرجوع للمنزل، ولو حدث سيسبقه العذر في التليفون قبل أن يأتي. لن تنسي أنت يوما أن تجهزي له أكلته المفضلة. سوف يشتاق لك ولمنزلكما الهادئ الجميل المرتب دائما. أنها الحياة الوردية التي يحلم بها الجميع، ولكن هل لي أن أذكركم بأنها مجرد مرحلة؟ أي أنها ستمر وتأتي غيرها. ولكننا أبدا لا نستطيع أن نغفل أن كل ما يحدث في هذه المرحلة هو بلا شك " أساس" لكل ما هو قادم. ولو أردنا أن نشبه الحب في هذه المرحلة بأحد أشكال المادة في الحياة، ف " المادة السائلة " هي الأقرب له، حيث يتخذ فيها الحب كل الأشكال المتاحة. وبالرغم من أن هذه المرحلة تبدو رائعة وكاملة، إلا أن التفاني في إظهار الأحسن، والمجهود الشاق الذي يبذله الطرفان لجعل كل شيء يبدو " بمبي "، قد يكون له تأثيرا سلبيا على المراحل القادمة، فدوام الحال من المحال. لذا من الأفضل أن تكون على طبيعتك، كن معتدلا، كن أنت!

*2* مرحلة انتهت اللعبة أو " جيم أوفر":
واقصد باللعبة هي لعبة التدليل، لعبة الاشتياق، ولكن إياكم وأن تنتهي لعبة الحب! فلا تنتظري زوجك على الغذاء كل يوم في هذه المرحلة. فسوف لن يعود ملهوفا كما كان يفعل من قبل. ويفسر العلماء ذلك بالآتي: الاعتياد على الأمر، والروتين اليومي حتما يصيبان الحياة بالملل. وضعي فالحسبان أيضا زيادة عدد أفراد الأسرة؛ فبقدوم الأطفال، تنقلب الحياة رأسا على عقب، وتتغير الأولويات، وتنشغل الزوجة وتحل محلها الأم " الشقيانة " أربع وعشرون ساعة. فتوقع في هذه المرحلة أن " تأكل نفس أكل أمبارح...عادى جدا" وأن تدور على قميص مكوي وماتلاقيهوش" وتوقع أيضا " أن تقضي وقتا ممتعا في البحث عن فردة شرابك النظيفة وسط كومة الغسيل". ماذا حدث؟ أين ذهبت زوجتي؟
 ومن ناحية أخرى يتحول الزوج من مشارك في العمل إلى ضيف شرف. ولكن انتبهي فأنت من ساعدتيه على ذلك؛ عندما قمت بكل شيء علي أكمل وجه من البداية، وعندما لم تطلبي مساعدته في المهام الجديدة التي أضيفت لقائمة الحياة. فلا تغضبي عندما يرمي عبء كل تلك الأشياء عليك؛ فالمذاكرة للأولاد ليست مهمته. وتمرين النادي ليس في دائرة حساباته. فكل ما يدور حوله لا يخصه بل يخصك أنت واولادك، وعليك أن تلعبي يا "مسكينة " فجاءة كل تلك الأدوار الجديدة.

تسمي هذه المرحلة أيضا بمرجلة الصراع، ففيها تحدث معظم الخلافات والصراعات. فلا شيء مما يحدث يشبه المرحلة السابقة. فالحديث بينكما بعد أن كان عن الحب والغرام، أصبح عن مصروف البيت ودروس الأولاد. لم يعد هو طفلك المدلل بعد الآن، جاء من ينافسه على هذا الدلال وبقوة وربحت كفته! لم يعد الوقت كافيا لكل منكما، فأنت تلهثين بين البيت والأولاد والعمل، وهو يجري بين عمل وأثنين ليلبي مطالب اسرته التي تكبر يوما بعد يوم ولا تكف عن كلمة " هات "!

الحب في هذه المرحلة يشبه " المادة الغازية"؛ قد يكون بلا لون أو طعم أو رائحة ولكنك حتما تشعر به وتحسه ولا تستطيع أن تحيا بدونه. فالحب الذي جمع بينهما من البداية هو أساس تخطي هذه المرحلة الصعبة، ولولا وجوده في الأجواء لانهارت أقوي العلاقات أمام أول مشكلة أو أزمة.

تؤكد الدراسات أن كثير من الزيجات تتحطم وتفشل في هذه المرحلة، وعدد قليل منها هو الذي ينجو وينجح في الوصول للمرحلة الثالثة والأخيرة.

*3* مرحلة الحب الناضج:

لو وصل الحب بالسلامة لهذه المرحلة فأعرفوا أنه ليس فقط حب قوي بل هو حب نضج على نار هادئة، كانت تستوي فيه الطبخة اللذيذة على مهل، أضيفت له بكل دقة " مقادير" الحياة. فبعض الأيام كانت بطعم البهارات الحارة، وليالي أخرى كانت بطعم " البسبوسة بالقشطة "، أهم ما في الأمر أن نتذوق ب " مزاج "! فمع مرور الوقت ومضي السنوات نضجت كل المشاعر الحلوة بينهما. فمثلما زادت سنوات العمر، زاد التفاهم وكبر الحب، وأخذت المودة والحنية اشكالا كثيرة. فتحولت سنين العشرة إلى ونس جميل. وقد تغيرت أيضا شكل الخلافات بينهما في هذه المرحلة، نظرا لتقدم السن، فلن تغضبي لو تأخر عن موعد الغذاء، ولن تتشاجروا على مصروف المنزل، بل ستغضبين عندما يحرك كرسيك المفضل من مكانه، وسيغضب هو بحثا عن " نظارة القراءة " الخاصة به وهو يرتديها!

بوصولك لهذه المرحلة من الزواج فأنت تعرف كل الصفات الجميلة في شريكك، كما تحفظ جيدا عيوبه. مرحلة الحب الناضج هي مرحلة " الكتاب المفتوح"، وطبعا هذا الحب يشبه الحالة الثالثة للمادة وهي " الصلبة ".

والآن عزيزي القارئ أتمنى أن تكون قد عرفت باي مرحلة أنت الآن، وأن تكون عرفت سر الزواج السعيد...." اللي هو إيه بقي"؟

" سر الزواج السعيد...سيظل سرا...!!"
 

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز