عاجل
السبت 20 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي
عن الخطاب الديني المتطرف في العراق و المنطقة

عن الخطاب الديني المتطرف في العراق و المنطقة

بقلم : سعاد عزيز

يسود العراق بصورة خاصة خطاب ديني متطرف يغلب عليه البعد الطائفي بأسوء حالاته، هذا الخطاب الذي يعتبر طارئا على العراق ولم يکن له من وجود قبل الاحتلال الامريکي للعراق و العقود الاخرى التي سبقته، قد أوجد حالات و أوضاع بالغة السلبية في العراق بين الطائفتين الرئيسيتين في البلاد حيث إنعکس ذلك سلبا على بقية مکونات الشعب العراقي و جعلت الحياة في بلاد الرافدين بسبب من ذلك جحيما لايطاق، هذا الخطاب الذي بدأ ينتشر بشکل سرطاني و يمد جذوره النتنة الى دول المنطقة، يشکل أکبر خطر على الامن القومي لدول المنطقة التي يعشعش فيها النفوذ الايراني و على الامن القومي العربي، وإن الحاجة تزداد للعمل من أجل مواجهة هذا الخطاب و التصدي له.




التطرف الديني الذي إجتاح العراق کوباء، کان حامل رايته و المبشر و الداعي له نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية حيث إستغل الظروف و الاوضاع و الفراغ السياسي و الفکري الحاصل بعد سقوط نظام حزب البعث و قام بضخ التطرف الديني لهذا البلد الذي کان لتوه خارجا من حروب طاحنة و کان بأمس الحاجة لخطاب يوحده و يجمع شمله يقوم على الحب و الوئام و السلام و التعايش السلمي، لکن هذا النظام المعروف بتطرفه و بکونه أکبر حاضن للتطرف الديني و للإرهاب في العالم، فإنه صمم على إستغلال الاوضاع الطارئة في العراق و إستغلالها لصالحه ولاسيما من خلال أحزاب و جماعات و تنظيمات و ميليشيات تابعة له أو قام بتأسيسها بنفسه.


التحذير من خطر تصدير التطرف الديني الى بلدان المنطقة عموما و العراق خصوصا، أمر حذرت منه على الدوام السيدة مريم رجوي، رئيسة الجمهورية المنتخبة من قبل المقاومة الايرانية، خصوصا عندما أکدت بأن"التدخل الايراني في العراق أخطر مائة مرة من القنبلة النووية"، لإنها کانت تدرك و تعي جيدا ماقد أعده ملالي إيران الحاکمين من خطط سوداء و دموية للعراق و الذي سيفتح أبوابا عديدة أخرى في المنطقة بما يهدد الامن و الاستقرار و السلام، وإن هذا الذي يحدث تماما الان، وإن إجراء عملية إعادة تقييم لأوضاع المنطقة قبل إنتشار النفوذ الايراني في العراق و بعد إنتشار هذا النفوذ، يٶکد و من دون أدنى جدل بإن سقوط العراق بيد النفوذ و الهيمنة الايرانية قد کان مفتاحا لسقوط و تداعي و تخلخل العديد من الدول الاخرى، ومن هنا أتى و يأتي أهمية العراق من حيث کونه صمام أمان للمنطقة و يجب إيلاء إهتمام خاص به من أجل إنقاذه من هذا الخطاب الديني المتطرف الذي يلحق ضررا به و بالامة العربية جمعاء.


الخطاب الديني المتطرف الذي سيطر على الخطاب السياسي العراق بعد أن نجحت طهران في إيجاد أرضية مناسبة لإنتشار وبائها المميت، ليس هنالك من أي خيار آخر سوى التصدي له و مواجهته و العمل فرض خطاب سياسي ـ فکري عقلاني يعتمد على منطق ديمقراطي تحرري يٶمن بالاخر و لايقمعه، وإن الضمانة للعمل بهذا الخصوص و إزاحة هذا الخطاب المشبوه المعادي للشعب العراقي و للإنسانية جمعاء يعتمد على آلية ترتکز على النقاط التالية:


اولا: قطع أذرع النظام الديني المتطرف في العراق خصوصا و دول المنطقة الاخرى عموما.


ثانيا: مضاعفة الجهد الوطني في نشر الوعي الثقافي و السياسي الذي يبين مخاطر التطرف الديني و کونه وباء ضد العراق و المنطقة و العالم.


ثالثا: تشجيع خطاب البديل الفکري ـ السياسي المطروح للنظام الايراني و المتمثل بمنظمة مجاهدي خلق، والذي هو خطاب يعتمد على إسلام إعتدالي منفتح يٶمن بالحرية و بمبادئ حقوق الانسان و التعايش السلمي.

 

* کاتبة مختصة في الشأن الايراني.

 

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز