عاجل
الثلاثاء 7 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي
شماعة القدر

شماعة القدر

بقلم : د. داليا مجدى عبدالغنى

لاشك أن أول شيء يخطر ببالنا حينما نخفق في تحقيق أي حلم أو أمل في حياتنا ، هو "القدر" ، فهو شماعة رائعة نجد فيها غايتنا ، فمن يستطيع أن يُعاند القدر ، ومن يملك مُحاسبته ، ومن تُسَوِّل له نفسه أن يرد بأن القدر لا دخل له في الإخفاق أو الفشل ، فكلنا نصمد حينما نسمع هذه الكلمة ، وهي "القدر" ، ولكن هل القدر بالفعل هو المسئول عن إخفاقنا في حياتنا ، أم أن لإرادتنا وتصرفاتنا دور فعال فيه ، ألسنا مسئولين عن أفكارنا وآليات تطبيقها على أرض الواقع ؟! ألسنا مسئولين عن أفعالنا ونتائجها ؟! لماذا ننكر كل هذا أو نتشبث فقط بمجريات القدر ، وكأننا مسلوبو الإرادة ، لا نملك حق التصرف ، ولا يوجد لدينا مساحة للاختيار ، كل هذه أكاذيب نحاول بها إخماد نار فشلنا ، فهي شماعة لن تستطيع أن تصرخ ويعلو صوتها وتقول : هذا كذب وادعاء وهراء ، فالقدر ، للأسف لا يملك الدفاع عن نفسه ، فهو فقط يرى وسمح ادعاءاتنا ويكتفي بالسخرية منها .



وهذا ما يجعلنا نُعول عليه ونُحمله تبعة أخطائنا ، ولكن أليس هذا نوعًا آخر من الفشل ، فنحن لا نكتفي بإخفاقنا ، ولكننا أيضًا لا نعترف بأخطائنا ، وللأسف ، هذا أكبر فشل نتعرض له ونضع أنفسنا فيه ، فلماذا نُكابر ونُعاند ، ولماذا لا نعترف بها ، فربما في اعترافنا بداية نجاتنا ، وربما نجاحنا ، ولكن من يدرك هذا ، فالكل حريص على شكلـه سواء أمام نفسه ، أم أمام الآخرين ، ولِمَ نُجهد أنفسنا باعترافات تجهد عقولنا ، وتجهض محاولاتنا في التعايش في دور الضحيـة المغلوبة على أمرها ، فقطعًا الأسهل بالنسبة لنا هو تعليق كل أفعالنا وتصرفاتنا على شماعة لن تستطيع أن تُكذب أقوالنا أو تُنكرها علينا ، ألا وهي شماعة القدر ، فحقًا مسكين أيها القدر .

 

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز